تعريف بكتاب الصحابة الكرام ل العلامة الشیخ محمد علی أحمدیان النجف آبادی

تعريف بكتاب الصحابة الكرام ل العلامة الشیخ محمد علی أحمدیان النجف آبادی

الصحابة الکرام کتاب فی ثلاث مجلدات یتحدث فیها المؤلف عن الصحابة العدول کی یقدم للقارئ العزیز: مَن هم هؤلاء الذین کانوا یتمتعون بهذا الجانب من أصحاب النبی الأعظم (ص)؟ کما یعتقد المؤلف إن الصحابة الکرام هم الذین سلکوا منهج الإسلام واحتذوا طریقه.

موقع الاجتهاد: تم إصدار هذا العمل القیم خلال 9 سنوات دراسة وتحقیق ومراجعة للمصادر، وهو ثمرة جهود باحثی ومحققی مرکز إحیاء التراث الإسلامی التابع للمعهد العالی للعلوم والثقافة الإسلامیة.

ولم یکن هذا الانجاز القیم هو الأول من نوعه، بل هناک أعمال قیمة تم إصدارها من قبل هذا المعهد العلمی کموسوعة الشهید الأول وموسوعة الشهید الثانی وموسوعة العلامة البلاغی وغیرها.

النظرة الإجمالیة للکتاب

الصحابة الکرام کتاب فی ثلاث مجلدات یتحدث فیها المؤلف عن الصحابة العدول کی یقدم للقارئ العزیز: مَن هم هؤلاء الذین کانوا یتمتعون بهذا الجانب من أصحاب النبی الأعظم (ص)؟ کما یعتقد المؤلف إن الصحابة الکرام هم الذین سلکوا منهج الإسلام واحتذوا طریقه، وبعبارة أخرى المعیار فی العدالة عند المؤلف هو سیرة النبی الأکرم محمد (ص)، فمن استقام على السیرة النبویة وقام بتطبیقها فهو العادل من بین الصحابة، وإلّا فلا.

من میزات کتاب الصحابة الکرام أنه فرید من نوعه،وهو فی مقدمة المؤلفات التی تقوم بتعریف الصحابة الإمامیة، فهذا العمل القیم هو “تراجم الصحابة الکرام من أصحاب رسول الله”. للکتاب مقدمة یعتقد فیها المؤلف بالتساوی بین الصحابة، وتطبیق سیرة النبی الأکرم (ص) والاقتداء به (ص) فی مرحلة العمل، وهذا الجانب هو الذی یعین التفضیل بین الصحابة، ثم یشرح معنى الصحابة عند جمهور أهل السنة ویرد علیهم، وفی النهایة یتحدث عن الغایة من تألیف الکتاب والتی هی تقدیم ترجمة لصحابة الشیعة. إن هذا الکتاب مبوب حسب حروف المعجم (ألفباء) فی 26 باباً والباب الأخیر منه باب الکنى.

مختصر عن حیاة المؤلف

مؤلف الکتاب هو العلامة المؤرخ والمحقق المرحوم محمد علی أحمدیان الأصفهانی المعروف بأحمدیان النجف آبادی، ولد سنة 1340 هـ فی مدینة نجف آباد الواقعة فی محافظة أصفهان الإیرانیة، وتوفی فی 28 ذی القعدة عام 1417 هـ فی مسقط رأسه، ودفن فی مقبرة شیخان القریبة من حرم السیدة فاطمة المعصومة (ع) بقم المقدسة.

فی سنة 1355هـ التحق بحوزة أصفهان العلمیة، ودرس الأدب عند أساتذة تلک الحوزة آنذاک، ولم یمض سنة من دراسته فی أصفهان حتى التحق بحوزة قم العلمیة وذلک سنة 1356 هـ، وبعد أن أنهى مرحلة المقدمات والسطوح العلیا شدّ رحله لأدى حج الإسلام وکان ذلک عام 1360 هـ بعد الإطاحة برضا شاه الحاکم الإیرانی فی وقته، ثم بعد عودته من الحج توجّه النجف الأشرف وأقام فیها؛ لینهل من نمیر علومها.

أما أساتذته ففی إیران، هم: السید شهاب الدین المرعشی النجفی، المیرزا محمد علی أدیب الطهرانی، والسید محمد رضا الکلبایکانی، وأما فی النجف فقد حضر درس الشیخ عبد الحسین الرشتی، والسید عبد الهادی الشیرازی والسید جمال الدین الکلبایکانی، والسید أبو القاسم الخوئی.

کما قدم هذا العلامة أعمال قیمة للطلاب العلم، فمنها: الصحابة الکرام، وتقریرات دروس بحث خارج الفقه والأصول لأساتذه المرحوم السید عبد الهای الشیرازی، ورسالة فی قاعدة لا ضرر ورسالة فی القضاء.

مراسیم إزاحة الستار عن الکتاب

انعقد مراسیم إزاحة الستار عن کتاب الصحابة الکرام القیم لمؤلفه العلامة الشیخ محمد علی أحمدیان النجف آبادی النجفی، وذلک فی قاعة الاجتماعات للمعهد العالی للعلوم والثقافة الإسلامیة التابعة للمکتب الإعلام الإسلامی فی الحوزة العلمیة بقم المقدسة یوم الخمیس الموافق 26 ربیع الأول عام 1437.

 

IMG15520564

IMG15521401

IMG15521337

IMG15521337

IMG15521120

IMG15520716

فی بدایة الاجتماع تحدث رئیس مرکز إحیاء التراث الإسلامی حجة الإسلام والمسلمین ناطقی قائلاً: نشکر الله العلی القدیر حیث تمکن مرکز إحیاء التراث الإسلامی أن یخطو خطوة أخرى فی اعتلاء الثقافة الإسلامیة خصوصاً فیما یتعلق بتاریخ الرسول الأعظم (ص) وصحابته.

إن کتاب الصحابة الکرام القیم هو من أعمال هذا العالم الجلیل الذی خصص حوالی ثلاثین سنة من عمره الشریف لتألیفه، وهو إنجاز قلما نشاهد له نظیراً عند الشیعة، کما یبدو أن المؤلف حاول أن یضیف قسماً آخر للکتاب تحت عنوان النساء الصحابیات، لکن لم یوفق. استغرق تحدیث وطبع ونشر هذا الکتاب 9 سنوات، وقد بذل إخواننا فی المرکز قصارى جهدهم فی إصداره، وإن کان شهود قصور فهو محسوب علینا، وهؤلاء الأعزاء بریئون من ذلک.

وتابع: وأیضاً نتقدم بشکر الجزیل لابن أخ المؤلف حجة الإسلام والمسلمین “أحمدیان”؛ حیث وفرّ لنا مجموعة من مخطوطات المؤلف، ونحن قمنا بوضعها فی مقدمة الکتاب. مرکز إحیاء التراث الإسلامی قدّم إنجازات وإصدارات قیمة وعظیمة لمدرسة أهل البیت (ع)، وذلک بجهود متواصلة خلال ثلاثین سنة المنصرمة، ویتابع المرکز مسیرته فی هذا المجال لتقدیم المزید من هذه التراث العظیم إن شاء الله تعالى، کما أقدم جزیل شکرى لباحثی ومسؤولی المعهد العالی على جهودهم فی هذا المجال.
وتحدث ابن أخ المؤلف حجة الإسلام والمسلمین أحمدیان عن ذکریات المرحوم وأشاد بالجهود الذی قدمت لإصدار هذا الکتاب من کتابة وتجمیع وطباعة.

ومن جانبه تحدث رئیس المعهد العالی للعلوم والثقافة الإسلامیة حجة الإسلام والمسلمین الدکتور “نجف لکزائی” فی کلمته مرحباً بالحاضرین والمشارکین مقدماً شکره للمتصدین لهذا المشروع، وقال: أشکر أولاً المرحوم آیة الله أحمدیان ثم ذویه خصوصاً ابن أخیه، وجمیع الأعزاء فی مرکز إحیاء التراث الإسلامی والفریق الذی تحمل أعباء هذه المهمة.

وصرح حجة الإسلام والمسلمین لکزائی قائلاً: من القضایا الملفتة فی المعهد العالی والتی تستمر فی المستقبل هی ازاحة الستار من النسخة الدیجیتالیة والإلکترونیة للکتب، وذلک تزامناً مع إزاحة نفس الکتب المطبوعة، وهذا فضلاً عن رفعه ووضعه فی الأجواء المجازیة وبصورة إلکترونیة فی موقع المعهد العالی.
وتابع الدکتور لکزائی: هناک نظرة توجیهیة فی إنجازات المرکز، فهذا الکتاب یرید أن یرد عن الشبهات التی تطرح حول مؤلفات العلماء الإسلامیة – خصوصاً ما یتعلق بعلماء أهل البیت (ع) – على أن هذه المؤلفات لا تعیر اهتماماً بالغاً بالصحابة، ولکن هذا الکتاب القیم الذی تم إصداره على ید إخواننا فی مرکز إحیاء التراث الإسلامی یرد بصراحة تامة أن الاعتقاد بعدم الاهتمام مرفوض کما أن هناک علماء من الشیعة تناولوا هذا الجانب وتطرقوا إلیه.

هذه الموسوعة القیمة تحدثت عن 567 صحابیاً فی 26 باباً، وبهذا أصبحت عملاً لامعاً وبارعاً، کما أن تصمیم وتبویب هذا الکتاب لم یتم بعد حیث إنه أراد أن یعالج فیه النساء الصحابیات ویضیف إلیه.
وفیما یتعلق بمحفز العلامة أحمدیان لتألیف الکتاب قال الدکتور لکزائی: کان دافع العلامة أحمدیان لتألیف هذا الکتاب هو أنه فی إحدى رحلاته إلى لبنان التقى بالعلامة السید عبد الحسین شرف الدین وجرى بینهم مباحثة علمیة وانتهى بهم الکلام إلى کتاب “الفصول المهمة” وقضیة صحابة الشیعة، وهل هناک أحد تطرق إلى هذا الموضوع أم لا؟ فقال المرحوم شرف الدین: لا أحد بحث فیه. ثم التقى العلامة أحمدیان بالشیخ آغا بزرک الطهرانی، واقترح القیام بهذا العمل والبحث حول الصحابة من الشیعة، فأید آغا بزرک الطهرانی هذه الفکرة، ثم خاطب العلامةُ أحمدیان آغا بزرک قائلاً: إن هذا العمل بحاجة إلى مکتبة کبیرة ولیست متوفرة لدیه، فردّ آغا بزرک الطهرانی: إن بإمکان العلامة أحمدیان أن یستفید من مکتبته، فاستغرق هذا العمل العظیم 32 سنة، کما أن اسم الکتاب کان من اقتراحات آغا بزرک الطهرانی وقد تم کتابته على یده، فالحاصل أن المباحثات العلمیة التی تحدث بین العلماء والأساتذة هی جیدة ومناسبة؛ لأنها انطلاقات لتقدیم بحوث علمیة.

وأشار رئیس تحریر مجلة “مرآة التحقیق” حجة الإسلام والمسلمین الدکتور “محمد علی مهدوی راد” إلى أهمیة قضیة الصحابة ومدى صلاتها بتألیف هذا الکتاب وقال: فهناک دراسة عظیمة، وذلک من خلال البحث فی قضایا الکلامیة والحدیثة والفقهیة فی عدالة الصحابة، ففیما یتعلق بالصحابة الکرام من الشیعة یقول العلامة السید شرف الدین: حسبنا فی ذلک مقطع من دعاء الإمام زین العابدین (ع)، ونأمل أن یکون هناک ناشر فی لبنان ومن البلاد الأخرى أن یقوم بنشر هذا الکتاب العلمی.

وصرح عضو الهیئة العلمیة فی جامعة طهران قائلاً: إن مفاهیم هذا الکتاب فی درجة عالیة من الناحیة العلمیة، وتم إصداره فی غایة الدقة والتخریج، کما تم مناقشة 600 شخصیة من بین آلاف الصحابة التی أدرکوا النبی الأعظم (ص)، والجدیر بالذکر أن العلامة شرف الدین هو الذی لقّب مؤلف الکتاب بـ”العلامة المؤرخ البحاثة” حیث کتب ذلک بخطه الشریف.

وبارک وهنّأ آیة الله اراکی – الذی کان ممن حضر هذه المراسیم – أعضاء مکتب الإعلام الإسلامی لحوزة قم العلمیة والمعهد العالی للعلوم والثقافة الإسلامیة لقیامهم بهذا العمل الثمین والقیم، وقال: إن اجتماعنا فی هذا المکان من أجل تبین مکانة المؤلف العلمیة، وهو فی حد ذاته عمل قیم یثنى علیه.

وتابع : منذ الصغر کنت أعرفه وکانت صداقة حمیمة تجمعه بوالدی، ومن جانب أخر کان آیة الله أحمدیان من أبرز تلامذة آیة الله السید عبد الهادی الشیرازی الذی کان من الشخصیات المؤثرة فی حوزة النجف العلمیة ومن یعرف السید عبد الهادی یعلم أنه من مصادیق العلماء العاملین.

وأشاد سماحته بإزاحة الستار لهذا العمل العلمی والذی قام به المرحوم أحمدیان، آملاً یکون العلامة أحمدیان نموذجاً لطلبة العلم وأن یکون بوابة لمعرفة الصحابة معتبراً أن هذا الکتاب یحظى بمکانة سامیة ولم یکن کتاباً تاریخی أو علمیاً محضاً بل هو کتاب عقدی ذو مبادئ علمی.
وأضاف: عندما نتحدث عن الصحابة أو حجیة سنة الصحابة، فإن ذلک مترتب على نظریة عدالة الصحابة، ولم یکن بحثاً رجالیاً وتاریخیاً فحسب، بل له جانب أصولی فضلاً عن کونه یدخل فی مباحث علم أصول الفقه وعلم الکلام. وللأسف فإن هذا المبحث من الأقسام التی لم یتطرق إلیه أحد، وذلک خشیة الوقوع فی النزاع والخلاف.

ومن جانبه قال سماحته: أشاد أحد علماء أهل السنة بالعلامة الطبرسی صاحب تفسیرمجمع البیان ورحبّ بأفکاره التقریبیة؛ لأنّ العلامة الطبرسی نقل الکثیر من آرائهم فی تفسیره، فمن دواعی السرور أنه على مدى التاریخ کان منهج أئمتنا الأطهار (ع) وعلمائنا الأعلام هو التأکید على التقریب، وهذه قضیة لا بد من مناقشتها وتحلیلها.

ولیس التقریب بمعنى أن نتجنب البحوث العلمیة المتقنة، بل لا بد من الابتعاد من القضایا المؤدیة إلى التهم والهتک والاستفزاز، فقضیة معرفة الصحابة تنقسیم إلى عدة أقسام، منها: من هو الصحابی؟ وبما أنه فی عهد الرسول الأعظم (ص) لم تستعمل هذه المفردة فمتى کان أول استعمال لها فی تاریخ الإسلام؟

ومن جهة أخرى لم ترد هذه المفردة – أی : مصطلح الصحابة – فی القرآن الکریم، بل عبّرعنها بالمؤمنین، وذلک فی مورد أو موردین، فبناء علیه لا بد لنا أن نبحث حتى نجد ما هو دفاع وأساس استعمال هذه الکلمة والمفردة فی تاریخ الإسلام، ومن أین أتت نظریة عدالة الصحابة؟ وهل کانت الصحابة تعتقد بهذا الرأی؟

وفی الختام صرح سماحته أن لدینا ثلاثة انحراف وقد أشار إلیها القرآن الکریم، وهی: 1ـ الانحراف النابع عن النفاق المتخفی 2ـ الانحراف النابع عن النفاق ذی علائم، وهذا ما کان علیه بعض الصحابه والقرآن یؤکد علیه أیضاً الانحراف الصریح والواضح الغنی عن التعریف الذی کان علیه بعض الناس.

ویبدو من الآیات أن القرآن تطرق إلى معنى هذا المصطلح، إذن البحث فی معرفة الصحابة فی غایة الضرورة وهی قضیة حیویة جداً؛ على نحو المثال إذا أحرزنا أن شخصاً ما کان من صحابة النبی (ص)، فهل تصرفاته وسلوکه یمثل السنة النبویة؟ کما أن هناک تسائلات کثیرة فی هذا الصدد لا بد من الرد علیها.

المصدر: موقع الإعلام للمعهد العالی للعلوم والثقافة الإسلامیة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky