الاجتهاد: شهد ختام فعاليات المؤتمر العالمي السادس للإفتاء في مصر تخرج دفعة من أئمة روسيا الذين تدربوا على مهارات الإفتاء حيث سعى البرنامج التدريبي لـ 21 من أئمة روسيا إلى تكوين شبكة من المعاونين المناصرين لنموذج الإفتاء المصري عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم نظرا لما يقوم به القائمون على الخطاب الإفتائي من دور هام جدا في عملية الوعي.
وأكد الأئمة والمفتون الروس أن الدورات التدريبية المكثفة التي تلقوها على مدار 10 أيام في عشرين جلسة، بمعدل جلستين يوميا، لم تقتصر على العلوم الدينية فحسب بل شملت “الإرشاد الفكري السليم وتفسير حقائق الدين وفق تطور العقول والعلوم”، وأن برنامج الدورات الذي شاركت فيه مؤسسة الأزهر تضمن أيضا التدريب على مواجهة التطرف والإرهاب بالوسائل الفكرية.
والدورة تعد انطلاقة لعلاقة ممتدة بين الأمانة والمشاركين، كما هدفت إلى تنمية المهارات الإفتائية لدى المشاركين ليكونوا أكثر قدرة على خدمة بلادهم في هذا المجال، إلى جانب تزويد المتدربين بالمهارات اللازمة ليكونوا قادرين على ممارسة الفتوى مع الالتزام بالمنهج الوسطي، والاستفادة من خبرة دار الإفتاء المصرية في صناعة الإفتاء وإدارة شئونه وكذلك القدرة على رصد وتحليل الأفكار المتطرفة، والقدرة على تفكيك هذه الأفكار وبيان ما تحمله من مخالفات شرعية إضافة إلى تفعيل واستثمار التدريب الالكتروني التفاعلي على الإفتاء عبر منصاته.
مفتي موسكو الشيخ إيلدار علاء الدينوف:
هذه دورات تدريبية تستهدف إخراج مفتين فقهين بطبيعة الفتوى، ومناهج الإفتاء، ولهذا تضم عددا من العلوم المهمة التي يجب أن يتحصل المفتي عليها.
وأما عن طبيعة المفتين فقد تم اختيارهم من أماكن مختلفة من روسيا، فمنهم من ولاية موسكو، وبعضهم من قازان، تتارستان، ومن ساراتف، ومن بنسا ومدن أخرى. وسوف يتم الاستعانة بهؤلاء المفتين لخدمة الواقع الإسلامي في روسيا، كل في منطقته وولايته.
وعن فوائد الدورة يقول نائب المفتي في منطقة بينزا الروسية يوسف بيبرس
لها فائدة عظيمة للغاية لأنها ليس نظريا فقط كالدراسة في الجامعة، ولكنه في دار الإفتاء مكان العمل التطبيقي للإفتاء وممارسة تلك المهمة من خلال القضايا التي تُعرض على الإفتاء يوميا، ونحن حضرنا في الجانب التطبيقي من الدورة معايشة فعلية لكيفية علاج القضايا التي تهم الشعب المصري وإجابة على الأسئلة التي تتلقاها الإفتاء بشكل يومي في مكاتب المفتين بدار الإفتاء.
وهذا أكسبنا خبرة كبيرة في كيفية استفسار المفتي وكيفية إجابته على السؤال وإصدار الفتوى، كما حضرنا لقاءات مع أسر مصرية الذين توجهوا إلى دار الإفتاء للاستفتاء في بعض الأمور وكيف توجيههم للأسئلة وكيفية استفتاء المفتين لهم وإجابتهم.
كما استفدنا من الناحية الشرعية من محاضرات فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام وكذلك من أساتذة الأزهر الشريف والمدربون في دار الإفتاء والذي هم خريجو الأزهر الشريف، مما أفادنا إفادة كبيرة.
امرأة واحدة بين أئمة روسيا
المؤتمر الذي عقدت جلسته الافتتاحية الإثنين (02/08/2021)، تم الإعلان خلاله عن اختيار 21 عالما ومفتيا من روسيا الاتحادية بينهم امرأة واحدة هي كفالوفا إلينا (تطلق على نفسها مريم)، ليتم تخريجهم بعد تلقيهم دورات تدريبية مكثفة تحت عنوان “صناعة الفتوى”.
وفي تعليقها على كونها المرأة الوحيدة داخل المجموعة قالت كفالوفا إلينا، إنها ترفض التمييز والحديث عن كونها امرأة، مؤكدة أنها باحثة شرعية، ويستوي في ذلك الذكر أو الأنثى.
عن أبرز الأسئلة التي تتعرض لها من النساء، قالت إنها فتاوى الأحوال الشخصية من زواج وطلاق، إضافة إلى قضايا التجميل والحلال فيها والحرام. وقالت إن فعاليات كثيرة تخص النساء المسلمات في روسيا، يتم عقدها، وتشهد إقبالا كبيرا.
وتوجه مفتي موسكو بالشكر إلى القائمين على هذا المؤتمر لما فيه من وحدة بين علماء ومفكري ومفتي العالم، مؤكدًا على أهمية التواصل الدائم بين المؤسسات والهيئات الإفتائية على مستوى العالم لإيجاد حلول للمستجدات الفقهية، وتبادل الخبرات في كيفية تسخير الوسائل التكنولوجية في مجال الفتوى.
عدد المسلمين في روسيا
وحول عدد المسليمن في روسيا قال مفتي موسكو، نائب رئيس الإدارة الدينية بها، الشيخ إيلدار علاء الدينوف في حوار مع موقع SPUTNIK ARABIC أن عدد سكان روسيا يصل إلى 146 مليون شخص، وعدد المسلمين يصل إلى 20 مليون منهم، المواطنون الأصليون ومنهم وافدون من دول أخرى حسب قول مفتي روسيا. مضيفاً أن المسلمين في روسيا يختلف عن المسلمين في أمريكا مثلا أو أوروبا، فالمسلمون موجودون في روسيا منذ 1100 عام، ويتمتعون بكامل حريتهم.
وانطلق الإثنين(02/08/2021)، مؤتمر دار الإفتاء السادس، بعنوان “مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي تحديات التطوير وآليات التعاون”، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
وشهد مؤتمر الإفتاء عدة جلسات على مدار يومَي المؤتمر، يشارك فيها كبار رجال الدولة، وعدد من العلماء الأجلاء والمفتين من مختلف دول العالم، وعدد من العلماء الأجلاء والمفتين من مختلف دول العالم، ووفود من 85 دولة.
ويتزامن المؤتمر مع انتهاء فترة المفتي الحالي الدكتور شوقي علام في 12 أغسطس.