خاص الاجتهاد: أكد رئيس مكتب الإعلام الإسلامي في الحوزة العلمية بقم حجة الإسلام والمسلمين الأستاذ أحمد واعظي أن المكتب قد اعتمد على توجيهات الإمام الخميني وقائد الثورة المعظم باعتبارها الوثائق العليا والأسس التي ينطلق منها عمل المكتب على مدار عقود.
وفقا للاجتهاد نقلا عن العلاقات العامة بمكتب الإعلام الإسلامي بالحوزة العلمية في قم، حجة الإسلام والمسلمين الأستاذ أحمد واعظي، خلال لقاء سنوي مع العاملين في هذه المؤسسة الإعلامية والثقافية، إلى رسالة قائد الثورة الإسلامية بمناسبة مرور مئة عام على إعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم: يجب الاهتمام البالغ بهذه الرسالة الهامة؛ فقد اعتمد مكتب الإعلام الإسلامي في مسيرته الممتدة على مدى عقود على توجيهات الإمام الراحل (قدس سره) وسماحة القائد المعظم (دام ظله) كالوثائق العليا والأسس التي ينطلق منها عمل المكتب
وأضاف عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية: تتضمن هذه الرسالة الهامة محورين: الأول، توصيات إدارية شاملة تتعلق بوضع السياسات الإعلامية للحوزات العلمية وتستهدف المسؤولين الإداريين في هذه المؤسسة، والثاني، وهو جزء بالغ الأهمية وعميق، يتعلق بالتفاعل الميداني للحوزة ورجال الدين في المجال الإعلامي، ويشمل ذلك الأنشطة الإعلامية والثقافية والعلمية والمعرفية، والجوانب المتعلقة بالتواصل مع الجمهور والنظام والعالم المعاصر عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وأوضح الأستاذ واعظي: بما أن مكتب الإعلام مؤسسة فاعلة في المجالات الإعلامية والثقافية والمعرفية والعلمية، فإن المحور الثاني من توجيهات سماحته يهمنا بشكل مباشر، وعلينا أن نعمل على التكيف معه. وفي هذا السياق، أود أن أذكر عدة نقاط:
تجنبوا المعالجات الشكلية والسطحية لتوجيهات القيادة في الإعلام
يجب تجنب المعالجات الشكلية والسطحية لرسالة القائد في وسائل الإعلام؛ فمثل هذا الأسلوب لا يرضي القيادة فحسب، بل لا يعتبر عملاً إعلامياً مفيداً ومؤثراً. يتعين على جميع أقسام المكتب، من المقر الرئيسي إلى الوحدات التنفيذية الإعلامية، أن تدرس بعناية كيفية ترجمة هذه الرسالة إلى مبادرات إعلامية عملية في المجالات الثقافية والإعلامية والعلمية والمعرفية. بعد ذلك، يجب وضع الخطط الإعلامية اللازمة بناءً على الإمكانيات المتاحة، واتخاذ خطوات فعالة نحو تنفيذها على أرض الواقع.
الابتعاد عن التبريرات الدفاعية في الخطاب الإعلامي
يجب أيضاً الابتعاد عن النهج التبريري والراضي عن الذات الذي يقتصر على تبرير الأداء الإعلامي بعبارات مثل “لقد كنا نغطي هذه القضايا إعلامياً من قبل”. فكما أن التغطية الإعلامية الإشادة الشكلية وحدها غير كافية، فإن التفاخر المؤسسي غير المبرر يعتبر روحاً غير بناءة في العمل الإعلامي. يجب ألا نقع في فخ الافتراض بأن كل ما وجه به القائد كنا نقوم بتغطيته إعلامياً بالفعل، لأن هذا التصور لا يعزز التطور الإعلامي، بل يعيق رؤية الاحتياجات الإعلامية الحقيقية والخطوات اللازمة للاستجابة للرسالة.
ديناميكية المؤسسة الإعلامية تعتمد على النقد الذاتي والمرونة تجاه النقد الإعلامي
وأضاف الأستاذ الدكتور أحمد واعظي: تعتمد ديناميكية أي مؤسسة إعلامية على إعادة التفكير والمراجعة والنهج النقدي والمرونة تجاه النقد الإعلامي. فكل مؤسسة إعلامية تنغلق على نفسها في وجه النقد والتقييم الإعلامي، ستصاب حتماً بالركود وفقدان التأثير. الأهم هو ألا نتفاخر بما نقدمه إعلامياً، وأن نسمح بتقييم عمل وحداتنا الإعلامية من قبل خبراء خارجيين بمعايير كمية ونوعية في الأداء الإعلامي. وإلا، فسيقام حاجز يعيق حيوية المؤسسة الإعلامية.
تكثيف الأنشطة الإعلامية الإبداعية والمبتكرة الموجهة للشباب
يزداد اهتمام المكتب بالشباب والناشئة في الأعمال الإعلامية والثقافية. يجب توسيع الأنشطة الإعلامية الإبداعية والمبتكرة التي يمكن أن تتواصل بشكل مباشر مع هذه الفئة عبر مختلف الوسائل الإعلامية. تعتبر مبادرات مثل [نيلوفرانه] والأعمال التي تتم في مجال التوعية الاعتقادية والأخلاقية للناشئة عبر الإعلام من هذه الإجراءات المؤثرة التي يجب تعزيزها، ولكن يجب ألا نقتصر على الوصول إلى الجمهور المتفق معنا عبر وسائل الإعلام المألوفة؛ لأن هذا الفضاء قد يكون مريحاً ولكنه أقل تأثيراً. يتحقق التأثير الإعلامي الحقيقي عند التواصل مع أولئك الذين لديهم وجهات نظر مختلفة. العديد من شباب اليوم هم كذلك، وعلينا أن نجذبهم ونؤثر فيهم بالإبداع والأفكار الجديدة والمحتوى الإعلامي المناسب. إنني أدعم وأشجع هذا التوجه تماماً لكي يكون التواصل المباشر مع شرائح أوسع من المجتمع عبر وسائل الإعلام المختلفة على جدول أعمال المكتب.
التأكيد على دعم المبادرات الطلابية الخلاقة
من الضروري دعم الأفكار المبتكرة لطلاب الحوزات العلمية من خارج إطار مكتب الإعلام. إن رعاية المكتب لهذه المبادرات في الحقول العلمية والثقافية تمثل قيمة مضافة حقيقية. وقد أنشئ “المركز الوطني للإشراق للابتكار والإبداع” التابع للمكتب خصيصًا لتحقيق هذا الغرض، وذلك بتجاوز الاكتفاء بالقدرات الذاتية للمكتب ومد يد العون للطلاب الموهوبين وأصحاب الرؤى من خارجه، لتمكينهم من ترجمة أفكارهم إلى واقع وتقديم مساهمات مؤثرة للمجتمع. إن هذه المساعي تمثل خطوة مباركة تستحق التقدير العميق.
الدعوة إلى موقف استباقي في وجه التحديات الفكرية
يبرز تأكيد سماحة القائد الثورة المعظم على مفهوم “المجاهد الثقافي” كمنعطف هام في خطابه. فالمجاهد الثقافي هو من لا يكتفي برد الفعل الدفاعي تجاه الهجمات والشبهات، بل يبادر إلى مواجهة الأفكار الضالة والتوجهات الخاطئة بمنهجية هجومية. وتمثل المؤسسات العلمية التابعة لمكتب الإعلام، وعلى رأسها جامعة باقر العلوم (ع)، و المعهد العالي للعلوم والثقافة الإسلامية، والمركز الوطني للإجابة على الأسئلة الدينية، القوة الضاربة في هذا السياق. تضطلع هذه الكيانات بدور محوري في إنتاج المعرفة وتوليد الأفكار، ويتطلب الأمر توجيه مسارات البحث والرسائل العلمية نحو القدرة على تبني موقف هجومي ومواجه في وجه الأيديولوجيات العلمانية، والتيارات المنافسة، والجماعات المنحرفة. إن هذا النهج هو السبيل الأمثل لحماية شبابنا من الانحراف الفكري وضمان حضور فاعل ومستدام لنا في معترك الفكر.