الاجتهاد: اختتم مهرجان فتوى الدفاع المقدسة السنوي الثقافي السابع فعالياته اليوم الجمعة (2 حزيران 2023)، في كربلاء المقدسة، بإصدار عشر توصيات، في حين تم تكريم الفائزين بالمسابقة الشعرية الخاصة بالمهرجان من قِبل المتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد أحمد الصافي.
وتضمنت فعاليات اليوم الثاني والأخير من المهرجان فترتين صباحية ومسائية، تضمنت جلسات بحثية حول أبعاد وأهمية فتوى الدفاع الكفائي، ودور المرجعية الدينية في ترسيخ القيم الاخلاقية وتعزيز ركائز الوحدة الوطنية والمواطنة.
ونظم المهرجان، قسم الشؤون الفكرية والثقافية، وقسم مؤسّسة الوافي للتوثيق والدراسات، وجمعية العميد العلمية والفكرية، احتفاءً بالذكرى السنويّة لإطلاق فتوى الدّفاع المقدسة تحت شعار: (المرجعيّة الدينيّة حصن الأمّة الإسلاميّة)، على قاعة الإمام الحسن (عليه السلام).
اختتام فعاليات مهرجان فتوى الدفاع المقدسة
واختتمت العتبة العبّاسية فعّاليات مهرجان فتوى الدفاع المقدسة الثقافي السابع، وذلك بحضور متولّيها الشرعي السيد أحمد الصافي.
وشهدت فعّاليات الختام حضور عددٍ من أعضاء مجلس إدارة العتبة العباسية ورؤساء أقسامها ومعاونيهم، فضلاً عن مشاركة العديد من الشخصيّات الدينية والحوزوية والرسمية والأكاديميّة، من داخل العراق وخارجه.
وتم خلال فعّاليات مهرجان فتوى الدفاع المقدسة بيومه الثاني، تكريم الفائزين الثلاثة بالمسابقة الشعرية الخاصّة بالمهرجان من قِبل السيد الصافي، إضافةً إلى تكريم اللجنة التحكيمية وأحد الباحثين المشاركين في الورشة العلمية للمهرجان.
عشر توصيات في ختام مهرجان فتوى الدفاع المقدسة
وألقت اللجنة التحضيرية لمهرجان فتوى الدفاع المقدسة الثقافي السابع على مسامع الحاضرين بيانها الختاميّ، وأوضحت فيه أبرز التوصيات التي خرج بها المؤتمرون.
وهذه أبرز التوصيات التي تضمّنها البيان:
الاستمرار في إقامة مهرجان فتوى الدفاع المقدّسة سنوياً، والعمل على تنويع فعّالياته لاستيعاب أكبر قدرٍ ممكن من شرائح النخب والإبداع.
مخاطبة الجهات الحكومية والوزارات والمؤسّسات المستقلة، للاهتمام بعوائل شهداء الفتوى وتسليم حقوقهم، والنظر باحتياجاتهم والعناية بهم ورعايتهم.
الاهتمام بالجرحى والمعاقين الذين أصيبوا نتيجة مشاركتهم في القتال والدفاع عن حياض الوطن، وتقديم الدعم والرعاية المتواصلة للحالات الصعبة منهم.
مخاطبة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، على حثّ الجامعات العراقية لاختيار عنوانات رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه، من موضوعات الفتوى وآثارها وتضحيات أبطال الحشد الشعبي.
مخاطبة وزارة التربية لحثّ المديرية العامّة للمناهج فيها، على إدخال نصوص الفتوى وما صدرَ عن العتبات المقدّسة من خطب توعوية، توضّح مضامين الفتوى في مناهج الدراستَين الابتدائيّة والثانويّة.
إلفات نظر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعيّ، إلى ضرورة إدامة الوعي بأهداف الفتوى، وما تمخّض عنها من اندفاعٍ جماهيريّ لمحاربة الفكر الإرهابي المتطرّف.
مخاطبة الجهات الحكومية المعنية لتخليد أسماء القادة والمقاتلين، من شهداء معارك تحرير العراق من هيمنة داعش، بإطلاقها على الشوارع والمحلّات التي يسكنون فيها والمدارس التي تعلّموا فيها.
الدعوة إلى إقامة الاحتفالات والمهرجانات لإحياء ذكرى صدور فتوى الدفاع المقدّسة سنوياً، في الوزارات كافّة والجهات غير المرتبطة بالوزارات والمدارس والجامعات.
التأكيد على أهمّية الإبداع في تخليد الأحداث، لذا ندعو إلى الاستمرار في إقامة مسابقات الشعر والرواية والمسرح والقصّة القصيرة، تخليداً لهذه الفتوى وأبطالها.
طباعة أعمال المهرجان لا سيّما أبحاث المؤتمر في كتابٍ دوري كلٌّ حسب دورته الخاصّة.
إعلان الفائزين بالمسابقة الشعرية
وأعلنت اللجنة التحضيريّة للمهرجان عن أسماء الفائزين بالمسابقة الشعرية.
وجاء في المركز الأول الشاعر حمزة حسين عبادي من محافظة الديوانية العراقية وعنوان قصيدته (حكاية الفجر).
أمّا المركز الثاني فكان من نصيب الشاعر محمد باقر أحمد من مدينة صور اللبنانية وعنوان قصيدته (تلبية لفتوى السماء).
وحصل على المركز الثالث الشاعر أحمد كاظم خضير من البصرة العراقية وعنوان قصيدته (الزارعون سنابل الضوء).
الجلسات البحثية للمؤتمر العلمي
وشهد مؤتمر فتاوى الدفاع المقدسة العلمي الدولي الرابع، ضمن مهرجان فتوى الدفاع المقدسة الذي تقيمه العتبة العباسية، جلسات بحثية متنوعة.
ووفقاً لشبكة الكفيل، فقد ترأس الجلسة البحثية الدكتور سرحان جفات سلمان، بمشاركة عددٍ من الأكاديميين والباحثين.
وحمل البحث الأول عنوان (استراتيجيات الخطاب الإعلامي في خطب المرجعية – قراءة تداولية)، للدكتورة كريمة نوماس محمد المدني، تناولت فيه الخطاب الإعلامي ومتى يحقّق استجابة، فضلاً عن بحث صفات صاحبه، وكيف حقّق نجاحًا في خطب الفتوى المباركة.
وجاء بحث الجلسة البحثية الثانية “نظرية التحدي والاستجابة في فتوى الدفاع المقدسة دراسة فلسفية مقاربة”، للدكتور أحمد حسن قاسم.
كذلك جاءت الجلسة الثالثة ببحث مشترك بعنوان “الخطب الارشادية للمرجعية الدينية للحفاظ على الهوية الوطنية لمقاتلي الحشد الشعبي”، للدكتورة وفاء كاظم جبار، والدكتور سعد الدين البناء.
وجاء بحث الجلسة الرابعة بعنوان “سيمياء الأيقونة الاشهارية ووظيفتها البلاغية – إشهارات الحشد الشعبي انموذجا”، بحث مشترك للدكتور مولود محمد زايد، والباحثة نجلاء جليل صيهود.
وكان بحث الجلسة الخامسة بعنوان “دور المرجعية الدينية في ترسيخ القيم الاخلاقية وتعزيز ركائز الوحدة الوطنية والمواطنة (توجيهات السيد السيستاني انموذجا)” بحث مشترك للباحثتين الدكتورة زهراء علي دخيل والباحثة زينب علي دخيل.
وكان بحث الجلسة السادسة بعنوان “بلاغة الاستجابة الجماهيرية لخطاب المرجعية فتوى الجهاد الكفائي مثالا”، للدكتورة تغريد عبد الأمير الخفاجي.
الجلسة السابعة جاء بحثها بعنوان “الأبعاد الاجتماعية لفتوى الدفاع الكفائي وانعكاساتها على عراق ما بعد داعش – دراسة تحليلية بمنظور سوسيولوجي”، للباحثة سارة علي جابر”.
وجاء بحث الجلسة الثامنة بعنوان “أطروحة السيد السيستاني للتعايش السلمي وصداها في الاعلام العالمي – قراءة موجزة لأسس ومبادئ التعايش السلمي في خطاب المرجعية العليا – خطب الجمعة انموذجًا” للباحث حسن علي الجوادي.
وشهد مهرجان فتوى الدفاع المقدسة في ختام الفترة الأولى من اليوم الثاني لفعالياته تكريم أصحاب البحوث المشاركة بدرع وشهادة مشاركة من قبل إدارة العتبة العباسية المقدسة.
وذلك تثمينًا لجهودهم في تسليط الضوء على الفتوى المباركة وحيثياتها، وتضحيات العراقيين في تلك الحقبة وتلبيتهم واستجابتهم السريعة للفتوى المباركة.
صدى الفتوى في الإعلام العالمي
وعلى هامش المهرجان، تم عقد ورشة الإدامة الإعلامية حول صدى الفتوى في الإعلام العالمي.
وقال المحاضر في الورشة الدكتور احمد الدجيلي في حديث إنّ “الورشة تناولت موضوع اهتمام الإعلام المحلي والعالمي، وكيف شكلت الفتوى التي صدرت من المرجعية الدينية المباركة في النجف الاشرف، وصدحت بها مآذن العتبات المقدسة نقطة التحول بالنسبة للعالم أجمع”.
وأضاف “تناولت الورشة الصدى الإعلامي للفتوى وتناقلها عبر أكثر من 140 صحيفة محلية وعالمية، إلى جانب مواقع إلكترونية والقنوات الفضائية والإذاعات على النطاقين المحلي والعالمي”.
وتابع “تطرّقنا في الورشة إلى حرب مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيّما تطبيق تويتر، وكيف اعتمدت الماكنة الإعلامية للتنظيمات الإرهابية على أساليب الترويج والتظليل والخداع والحرب النفسية، لإضعاف روح مُلبّي الفتوى المباركة، والردود القوية من قبل أبناء الفتوى والفرق التطوعية الداخلية والخارجية التي غيرت معادلة الرأي العام وتمكنت من قلبها لصالح الفتوى”.
من جانبه قال المحاضر في جامعة الكوفة الدكتور عباس الفحام، إنّ “الورشة تأتي بهدف ديمومة الزخم الإعلامي لفتوى الدفاع التي جرى فيها تحرير العراق من خطر الإرهاب الداعشي، وإدامة حياتها لتعريف الأجيال في ضرورة الحفاظ على مكتسباتها العظيمة التي أعادت الحياة إلى الأمّة من جديد، ودفعت شرًّا عظيمًا عن البلد والمنطقة برمّتها”.
وأوضح أنّ “العتبة العباسية تهدف من خلال تلك الورشة ونظيراتها إلى إدامة الزخم الإعلامي للفتوى المقدسة وإحيائها كلّ سنة، لضمان دفع الإعلام المغرض الذي يحاول تزييف الحقائق، وهي تدعو إلى الفخر كونها صنعت حدثًا حياتيًا مفصليًا مهمًّا حتى الأجيال القادمة، فهي جسدت إدراك المرجعية للحظات المفصلية المهمة ودفع الشر عن العراق وشعبه”.
يذكر أن المهرجان بنسخته السابعة انطلق أمس الخميس، متضمناً فعاليات مختلفة ابتدأً من الجلسة الافتتاحية التي شهدت إلقاء عددٍ من الكلمات وعرض أفلام وثائقية خاصة بالمهرجان.
اعقبها اقامة مؤتمر علمي اكاديمي للبحوث والإعلان عن الفائزين في مسابقات المهرجان ومنها الأفلام القصيرة الخاصّة بالفتوى ومعارك التحرير، ومسابقة الشعر للقصيدة العموديّة، وجلسة خاصة بفاجعة سبايكر، وتكريم ذوي شهداء تلك الفاجعة الأليمة، وورشة إعلامية حول الزخم الإعلامي وتكثيفه.