الاجتهاد: أصدر المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني “حفظه الله” فتوى بشأن إقامة مجالس عزاء في عاشوراء في ظل وباء كورونا.
وقال مكتب سماحته في استفتاء حول إقامة مراسم عاشوراء، وفق بيان، إن “هناك العديد من الأساليب التي يمكن إتّباعها في التعبير عن الحزن والأسى في هذه المناسبة الأليمة، واظهار المواساة مع النبي المصطفى (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار في تلك المصيبة الكبرى التي حلّت بالإسلام والمسلمين”.
وفي مايلي نص الاستفتاء:
استفتاء حول مراسم عزاء الامام الحسين (عليه السلام) في شهر المحرم الحرام عام 1442 هـ
بسم الله الرحمن الرحـيم
سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني (دام ظلّه)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فانه مع اقتراب شهر المحرم الحرام وتجدد ذكرى فاجعة الطف وما يلاحظ من استمرار وباء كورونا وتشديد الجهات المعنيّة على ضرورة التجنب عن اقامة التجمعات الكبيرة ولا سيما في الأماكن المغلقة، يسأل الكثير من المؤمنين عما ينبغي لهم القيام به بشأن عزاء سيد الشهداء الامام الحسين (صلوات الله عليه) وأهل بيته وأنصاره (عليهم السلام)، مع رغبتهم الملحّة في الاستمرار على مراسمه المعتادة ؟
يرجى بيان ذلك. ولكم جزيل الشكر.
جمع من المؤمنين ـ النجف الأشرف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
إن هناك العديد من الأساليب التي يمكن إتّباعها في التعبير عن الحزن والأسى في هذه المناسبة الأليمة، واظهار المواساة مع النبي المصطفى (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار في تلك المصيبة الكبرى التي حلّت بالإسلام والمسلمين. ومن ذلك:
1 ـ الاكثار من بثّ المجالس الحسينية النافعة على الهواء مباشرة عبر المحطات التلفزيونية وتطبيقات الانترنيت، وينبغي للمراكز والمؤسسات الدينية والثقافية أن تنسق مع الخطباء الجيدين والرواديد المُجيدين بهذا الصدد وأن تحشد وتحثّ المؤمنين على الاستماع اليهم والتفاعل معهم وهم في أماكن سكنهم أو ما بحكمها.
2 ـ عقد المجالس البيتية في اوقات معينة من الليل أو النهار، يقتصر الحضور فيها على افراد العائلة والمخالطين معهم، ويستمع فيها الى بعض المجالس الحسينية النافعة ولو من خلال ما يبثّ مباشرة على بعض القنوات الفضائية أو عبر تطبيقات الانترنيت.
وأما المجالس العامة فلا بد من أن يلتزم فيها بالضوابط الصحية التزاماً صارماً، بأن يراعى فيها التباعد الاجتماعي بين الحاضرين واستخدام الكمامات الطبية وسائر وسائل الوقاية من انتشار وباء كورونا، مع الاقتصار في عدد الحضور على ما تسمح به الجهات المعنية، وهو مما يختلف بحسب الموارد من حيث عقدها في الاماكن المفتوحة أو المغلقة ومن حيث اختلاف البلدان بالنظر الى مدى انتشار الوباء فيها.
3 ـ نشر المظاهر العاشورائية على نطاق واسع من خلال رفع الأعلام واللافتات السوداء في الساحات والشوارع والازقة ونحوها من الاماكن العامة مع مراعاة عدم التجاوز على حرمة الاملاك الخاصة أو غيرها وعدم التخلف عن رعاية القوانين النافذة في البلد.
وينبغي أن تشتمل على مقاطع من كلمات الامام الحسين (عليه السلام) في نهضته الاصلاحية العظيمة وما قيل في فاجعة الطف من روائع الشعر والنثر.
وأما الاطعمة التي يتعارف توزيعها بهذه المناسبة فلا بد من أن تراعى الشروط الصحية اللازمة في إعدادها وتوزيعها ولو اقتضى ذلك الاقتصار على بعض الاطعمة الجافة وايصالها الى مساكن المؤمنين تفادياً لحصول الازدحام عند تقسيمها.
وفّق الله الجميع لإحياء هذه المناسبة المهمة واقامة عزاء سيد شباب أهل الجنة (صلوات الله وسلامه عليه) بما تسمح به الظروف الراهنة، إنه وليّ التوفيق.
9/ ذو الحجة/1441هـ
مكتب السيد السيستاني (دام ظلّه) ـ النجف الأشرف