الشعائر الحسينية

صور الشعائر الحسينية في دائرة المعارف القرآنية (ليدن)/ الدکتور حيدر خمّاس الساعدي

الاجتهاد: استقطبت قضيّة الإمام الحسين (عليه السلام) وإحياء ذكر الشعائر الحسينية اهتمام وأنظار العديد من الباحثين والكُتّاب، وأصبحت حقيقة لا يستطيع المشهد العلمي ـ مهما كان انتماؤه ـ أن يغضّ الطرف عنها، وكلّما تطوّرت وسائل البحث العلمي ازداد الحديث عنها وتركّز أكثر.

وقد لفت نظري وجود بعض النصوص المتعلّقة بسيّد الشهداء (عليه السلام) في دائرة المعارف القرآنية، فتشوّقت لتتبّع كلّ ما جاء في هذه الموسوعة عن أبي عبد الله (عليه السلام)، والتعليق عليه بشكل مختصر، فتمخض عن ذلك المقال الذي بين يدي القارئ الكريم.

وقد جاء الحديث عن الإمام الحسين (عليه السلام) في مناسبات متعدّدة في هذه الموسوعة، بعضها عامّ على نحو الإشارة، ككونه (عليه السلام) من أصحاب الكساء، والآخر يتمحور حول الشعائر تقريباً، وهذا ما شكّل عنوان المقال.

وقد بذلت قصارى جهدي لفهم النصّ الإنجليزي، وقدّمت تعريفاً بكاتب كلّ نصّ، وعلّقت على كلّ نصّ إن كان هناك مجال للتعليق أو النقد.

نبذة عن دائرة المعارف القرآنية (ليدن) : Encyclopedia of the Quran (EQ):

تعتبر هذه الموسوعة أحدث موسوعة أنتجها المستشرقون في الدراسات الإسلامية، وأكثر دوائر المعارف الاستشراقية تخصّصاً، صدرت في (لایدن) ونشرتها (مؤسسة بریل).

أشرفت على هذه الموسوعة السیّدة الأمريکية (جین دمن مك أوليف) الأُستاذة فی (جامعة جورج تاون) في واشنطن، وقد اشترك في تأليفها کتّاب من ديانات وبلدان مختلفة، وصدرت في ستّة أجزاء، متضمّنة ألف مدخل، (750) منها مستقل، و (250) إحالة إلی مداخل أُخری.

بدأ التخطیط لدائرة المعارف في سنة (1993م)، حتّى تمّ إصدار آخر جزء منها، وهو الجزء السادس، عام (2006م).

وتمثّل الأسماء الآتية أعضاء هيئة التحرير الأصليين لهذه الموسوعة:

1ـ السيّدة (جين دمن مك أولیف)، أُستاذة التاریخ والأدب العربي في (جامعة جورج تاون) في واشنطن، وهي رئيسة التحرير.

2ـ (کلود جیلیو) من (جامعة ایکسان پراونس).

3ـ (ويليام گراهام) من (جامعة هارفارد) الأمريکية.

4ـ (وداد القاضي)، أُستاذة الأدب العربي القديم في (جامعة شيكاغو).

5ـ (آندرو ريبين) من (جامعة فکتوريا).

واشترك أيضاً كلّ من (مونيك برناردز)، و(جون نواس) بصفتهما مساعدين في التحرير.

بالإضافة إلى هيئة استشارية ضمّت اثنين من الکُتّاب المسلمين، هما: (نصرحامد أبو زيد)، و(محمد أرکون).

النصوص ذات الارتباط بالشعائر الحسينية

سيتمّ استعراض خمسة نصوص مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالشعائر الحسينية، وهذه النصوص لم ترد في مقالات مختصّة بالشعائر أو القضية الحسينية، وإنّما جاءت في سياق مقالات ذات ارتباط بالموضوعات القرآنية بالدرجة الأُولى، وتمّ التطرّق فيها إلى القضايا ذات الارتباط بالنهضة الحسينية بشكل جانبي. ومن خلال تتبّعنا وجدنا أنّ كُتّاب تلك المقالات مرّوا بالمسائل الحسينية في خمسة أماكن، وبذلك يكون مجموع النصوص في هذا المقال خمسة.

النصّ الأوّل

ذكرت (فاليري هوفمان)[1] كاتبة مقال:festivals and commemorative days (الأعياد والمناسبات) عنواناً فرعيّاً في مقالها أسمته: Commemorating husans martyrdom (إحياء ذكرى شهادة الحسين)، قالت فيه ما يلي:

«إحياء ذكرى شهادة الحسين من بين كلّ المناسبات الإسلامية تبدو المراسم الوحيدة التي لها جنبة تذكارية مباشرة، إحياء الشيعة الاثني عشرية لشهادة الحسين سبط النبيّ في العاشر من الشهر الإسلامي محرم، أي: مراسم عاشوراء.

إنّ وفاة الحسين لا ينظر إليها بصفتها شهادة أو تضحية مأساوية لأعضاء بيت النبوّة الأطهار فحسب، بل يُنظر إليها على أنّها ذات أثر غفراني للذين يحبّون الحسين، ويحزنون أيّام شهادته، ويريدون المشاركة في مصيبة الحسين وأهل بيته، فكما ضحّى المسيح بنفسه على الصليب لينجي البشرية قَبِل الحسين أن يكون مقتولاً في سهل كربلاء؛ ليطهّر المجتمع الإسلامي من الذنوب»[2].

وتشتمل مراسم العزاء على الذكر الشفهي لمصائب الحسين، مع مسيرات العزاء العامة والشبيه[3]، ومواكب اللطم التي أُدخلت في القرن السادس عشر بواسطة الصفويين؛ إذ منحت التشيّع مجموعة شعائر مميّزة، لعبت دوراً هامّاً في ترسيخ الهوية الجماعية، وكذلك تأكيد تمايز الشيعة عن السنّة، وفي مصر ـ البلد السنّي ـ تُحيا وفاة الحسين، ويُحتفل بحبّه، لكنّ مراسم الشيعة تختلف؛ للتفاعل الشديد مع مصائبه، وإقامة الحداد العامّ[4].

النصّ الثاني

تطرّقت (فاليري هوفمان) في مقال الشفاعة ـ الذي كتبته أيضاً ـ إلى الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد قالت: «يعتقد المسلمون المصريون أنّ الحسين والسيّدة زينب ـ حفيد النبيّ وحفيدته ـ والشافعي (150ـ 204) إمام أحد المذاهب السنّية الأربعة ـ يدبّرون المحكمة السماوية التي تقرّر شؤون الحوادث الأرضية. يزور الناس مراقد هؤلاء ـ ظاهراً قبورهم ـ في القاهرة، ويطلبون الشفاعة منهم»[5].

الأُمور الإيجابية في النصّين

احتوى النصّان على عدّة أُمور إيجابية نشير إليها ضمن النقاط الآتية:

أوّلاً: إعطاء صورة عامّة عن الشعائر الحسينية ومراسم العزاء.

ثانياً: ابتعدت الكاتبة عن الشدّ المذهبي والتهجّم.

ثالثاً: سعت الباحثة أن تستخدم مصادر قريبة من القضية الحسينية.

الأُمور السلبية

رغم ما تقدّم من إيجابيات لكن هناك أُموراً سلبية نلاحظها في طيّات كلامها:

أوّلاًَ: مصادر النهضة الحسينية

اعتمدت الكاتبة على مصادر ليست أوّلية رغم أنّها استخدمت مصادر قريبة من النهضة الحسينية، فكتاب حميد عنايت بعيد عن القضية الحسينية، أمّا كتاب (جلكوفسكي)[6] (تعزية)، فتؤاخذ عليه الكاتبة ـ رغم أنّه يعدّ مصدراً، وأنّ مؤلّفه متخصص في الشعائر الحسينية ـ بأنّ طبيعة البحث العلمي تقتضي الاستفادة من المصادر الشيعية في هذا المجال، وهكذا المصادر التي ذكرتها الكاتبة في نهاية المقال، فإنّ ما يفترض أن يخصّ الشيعة لم تذكر له مصادر شيعية.

لكن ربّما يُلتمس عذر للباحثة، فإنّ كتب الشيعة باللغات الأوربية شحيحة، الأمر الذي يجعل الباحثة في شحّة معلومات، وبخاصّة ما يرتبط بالشعائر الحسينية، لكنّها تجيد اللغة العربية حسب ما يبدو من مراسلتنا لها، فلا أدري ما الذي منعها من الاستفادة من المصادر الأصلية.

ومما يؤلم القلب أنّ الفكر الشيعي ما زال غريباً في بلدان العالم، وما زالت أقلام غير أبنائه تعرّفه!!

ثانياً: أبعاد إحياء شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)

ذكرت الدكتورة (هوفمان) بُعد المغفرة في البكاء على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، وهو صحيح إجمالاً، إلّا أنّ هناك أبعاداً أُخرى في شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) مهمّة أيضاً، نُشير إليها فيما يلي:

1ـ البعد الغفراني: لا شك في أنّ للبكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) أجراً عظيماً، وهو أحد أسباب غفران الذنوب، وقد وردت روايات صحيحة متواترة عن أهل البيت (عليهم السلام) في فضل البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام)، وكونه سبباً لغفران الذنوب[7]، لكن ذلك ليس على إطلاقه، فليس كلّ مَن بكى على سيّد الشهداء (عليه السلام) يحظى بالمغفرة والشفاعة وإن فعل ما فعل، فالبكاء ليس صكّاً للغفران.

2ـ البعد العاطفي: فإنّ لمصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) ـ بغضّ النظر عن كونه إماماً، وبغضّ النظر عن معتقد القارئ ـ تأثيراً عاطفياً، فمن اطّلع على ما جرى عليه (عليه السلام) يتعاطف مع مصيبته، وهذا الأمر يعود إلى طبيعة الإنسان القائمة على التفاعل مع المظلوم ونصرته.

3ـ البعد التربوي: الأمر المهم في إحياء ذكرى سيّد الشهداء هو أنّه مدرسة تربوية ثقافية، يستقي المسلمون منها معالم دينهم، وتتربّى الأجيال على يدها، ولعلّ ذكرى شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) هي أوسع باب وأهم أداة لنشر الوعي بين أفراد المجتمع.

4ـ البعد الولائي: حينما يستذكر المسلمون الشيعة شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، فإنّهم يعلنون ولاءهم لأهل البيت (عليهم السلام) ـ ومنهم أبو الأحرار (عليه السلام) ـ والتزامهم بتطبيق سيرة النبيّ محمد (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام)، وتمسّكهم بهذا النهج الأصيل.

5ـ البعد الإحيائي: إحياء ذكرى شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) هو إحياء لمعالم الحق، وثورة في وجه الظلم والطغيان، فالحسين (عليه السلام) أُنموذج العدالة الذي ضحّى من أجل المبادئ والقيم الإنسانية، وأعداؤه يمثّلون الخطّ المنحرف الرافض للحرية والعدالة.

6ـ البعد الإلهي (السرّ الإلهي): فوق كلّ ذلك هناك عناية إلهية حفّت بالإمام أبي عبد الله (عليه السلام)؛ نتيجة تضحيته في طريق الحقّ، وجعلت حرارة ذكره في قلوب المؤمنين، ويبقى ذكر الإمام الحسين (عليه السلام) في قلوب الشيعة سرّاً من الأسرار الإلهية التي يقف العقل البشري أمامها عاجزاً، فما الذي يوحّد عشرين مليون نسمة من شتّى بقاع العالم في أرض العراق على هتاف واحد، وقلب واحد؟! وما الذي يدعو هذه الجموع أن تأتي مشياً على الأقدام إلى ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)؟! إنّ هذه الأعداد تعجز عن تأمين متطلباتها وإرضائها تكنلوجيا العالم المتحضّر، فلا يبقى أمام الإنسان إلّا التفسير الغيبي.

من ذلك نفهم أنّ مراسم إحياء ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) ذات أبعاد متعدّدة، وليس من الصحيح حصرها في زاوية واحدة.

ثالثاً: نظرية الفداء المسيحية

أشارت البروفيسورة (هوفمان) إلى نظرية الفداء المسيحية، وبيّنتها بقولها: ضحّى المسيح بنفسه على الصليب؛ لينجي البشرية، فالمسيح عيسى فدى البشرية بنفسه من أجل أن يطهّرها من الذنوب، لكنّ هذه الرؤية لا تمت إلى عقيدة الشيعة في البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) بأيّ صلة، وإن حاول جملة من الباحثين الغربيين التنظير لذلك، ولا توجد أدلّة علمية في تراثنا الروائي تدعم ذلك.

ربّما يجد الباحث بعض الشواهد التي تدعم هذه النظرية، والتي لا تصمد أمام النقد العلمي[8]، فقد ذهب الشيخ النراقي إلى أنّ الهدف من شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) هو الوصول إلى مقام الشفاعة الكبرى، وبالتالي التكفير عن ذنوب شيعته[9]، ولكنّ رأي الأكثرية الساحقة من علماء المسلمين عامّة، والشيعة خاصّة، هو بطلان هذا الرأي جملة وتفصيلاً.

نعم، لا ضير في أن يكون البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) سبباً لغفران الذنوب كما هو صريح الروايات[10]، والفرق كبير جداً بين كون الحسين (عليه السلام) استشهد لينقذ الشيعة، وكون البكاء عليه وإحياء ذكره من أسباب غفران الذنوب.

رابعاً: تاريخ مراسم الشبيه والمواكب الحسينية

تحدّثت الباحثة عن تاريخ مفردات مهمّة من مظاهر الشعائر الحسينية، وإذا أردنا أن نتحدث عنها بالتفصيل نحتاج إلى بحث مفصّل؛ لذا نكتفي بعرض الأهم منها.

لا يخفى على القارئ الكريم أنّ الثقافة الشيعية لم يكن يسمح لها أن تبرز على مرّ العصور، فما كان الشيعة يمارسون الشعائر الحسينية كما يريدون، وكانوا تحت الرقابة المكثّفة من قِبل السلطات الظالمة، فمن الطبيعي جدّاً أنّنا لا نجد أثراً لمظاهر المواكب، لكنّنا نجد مظاهرالعزاء العامّ واضحة في التاريخ، فهناك طبقات مختلفة من سكنة المدينة أقامت العزاء في أوقات مختلفة، فقد أقام الإمام زين العابدين (عليه السلام) العزاء العامّ فور رجوعه إلى المدينة، وهكذا أقام بنو عبد المطلب العزاء في المدينة، كما أقامت نسوة كأُمِّ سلمة، وأُمِّ البنين، وبنات عقيل، ونسوة الحسين (عليه السلام)، العزاء على سيّد الشهداء[11].

وعند الحديث عن المواكب وإعلان الحداد العامّ أيّام عاشوراء، يعود الأمر إلى عهد الدولة البويهية في بغداد، قال ابن الأثير في حوادث سنة (352): «في هذه السنة عاشر المحرّم أمر معزّ الدولة الناس أن يُغلقوا دكاكينهم، ويُبطلوا الأسواق والبيع والشراء، وأن يُظهروا النياحة… ففعل الناس ذلك»[12]، وذكر ابن الجوزي قريباً من ذلك[13].

وفي مصر سنة (396هـ) ذكر المؤرّخون: «جرى الأمر على ما يجري كلّ سنة من تعطيل الأسواق، وخروج المنشدين إلى جامع القاهرة، ونزولهم مجتمعين بالنوح والنشيد»[14]، ومن ذلك يظهر أنّ المواكب لم تبدأ في عهد الصفويين.

نعم، يعتبر العهد الصفوي مرحلة مهمّة في عمر العزاء الحسيني والمواكب الحسينية بشكل خاصّ.

وأمّا مسألة الشبيه فهي الأُخرى كانت موجودة في العزاء الشيعي، وهي جزء من مراحل تطوّر مراسم العزاء التي كانت تقام بعد شهادة سيّد الشهداء (عليه السلام)، ثمّ دخلت المرحلة الرسمية لها في عهد الحكم الصفوي، وهناك إشارات تدلّ على وجود ذلك في بعض مجالس العزاء قبل العصر الصفوي[15].

أمّا الهوّية الشيعية، فإنّها ولدت في وقت مبكّر من عمر الإسلام، بل ولدت مع ولادته، ومعالم التشيّع كانت واضحة في أُمور كثيرة، وفي وقت سابق للعصر الصفوي، وربّما لعب العامل السياسي دوره في إبراز صفة خاصّة للتشيّع في هذا العهد، فقد اهتمّت الدولة الصفوية بالشعائر الحسينية ـ ومنها المواكب ومراسم الشبيه ـ بشكل ملحوظ، وربمّا استخدمتها شعاراً أيضاً، الأمر الذي قد يخفى على غير المتتبع[16].

ولم تشكّل الشعائر الحسينية بحدّ ذاتها نقطة تمايز محورية بين السنّة والشيعة، فهناك جملة من المسلمين كانوا يشاركون في ممارسة الشعائر الحسينية، ولم تكن حكراً على أحد، وما يزال المسلمون من غير السلفيين يشاركون في الشعائر الحسينية، وربّما كانت (هوفمان) ملتفتة لذلك كما يظهر من تعابيرها.

جَلْد الذات

استخدمت السيّدة (هوفمان) مصطلح (جلد الذات) self-flagellation للتعبير عن اللطم أو الزنجيل، وهو مصطلح غير مستخدم في الشعائر الحسينية، ولا مجال له أصلاً، فمَن يلطم على الحسين (عليه السلام) أو يضرب نفسه بسلسلة خاصّة تسمّى (الزنجيل)، إنّما يعبّر عن حزنه وتفاعله مع مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام)، وليس الهدف إيذاء النفس بحدّ ذاته، وإذا استخدم هذا المصطلح في بيئة وثقافة أُخرى فلا يصحّ سحبه إلى الشعائر الحسينية.

ومع أنّ الباحثة خصّصت مقالها للمناسبات والأعياد الدينية إلاّ أنّها لم تذكر من المناسبات الشيعية سوى إحياء شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، ولم تذكر عيد الغدير، أو الخامس عشر من شعبان، ومناسبات مهمّة أُخرى.

النصّ الثالث

ذكر (يوري روبين) Uri Rubin[17] كاتب مقال: (بني إسرائيل) Children of Israel عنواناً فرعياً سمّاه: (الإشارات القرآنية المتعلّقة ببني إسرائيل والشيعة)، ذكر فيه ما ترجمته:

«تشكّل الإشارات القرآنية المتعلّقة ببني إسرائيل جزءاً مهماً من الروايات الشيعية، حيث ينبأ تاريخهم عن تأريخ الشيعة، فشهادة الحسين وأصحابه في كربلاء على يد الأُمويين (61هـ/680م) تعادل في الروايات الشيعية سنّة بني إسرائيل الشيطانية المذكورة في القرآن، حيث قتلوا أنبياءهم (فرات، تفسير، 1/136، رقم:162)…..»[18].

تعليق على النصّ

لا ريب في تكرّر السنن التاريخية، كما أنّ اشتراك أُمّة ظالمة مع أُخرى مما قد يحدث في التاريخ، ولا إشكال في الأمر، لكن يبدو أنّ النصّ يحاول الربط بين تاريخ أُمّتين على أساس روايات قد لا تحظى بمتانة علمية، وهذا أمر يحتاج إلى بحث يخرجنا عن موضوعنا.

كما أنّ النصّ الذي أرجع إليه الباحث لا يُشير بصراحة إلى ربط استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) على يد الأُمويين بسنّة بني إسرائيل، وإن كان يُشير إلى ذلك بنحو عامّ، والنصّ في تفسير فرات الكوفي عن زيد بن علي (عليه السلام): «…فاتقوا الله عباد الله، وأجيبوا إلى الحقّ، وكونوا أعواناً لـمَن دعاكم إليه، ولا تأخذوا سنّة بني إسرائيل، كذّبوا أنبياءهم، وقتلوا أهل بيت نبيهم…»[19].

النصّ الرابع

ذكر الدكتور (ويم راون)[20] Wim Raven كاتب مقال (الشهید) مقارنة بين معنى الشهيد في الإسلام السنّي والمسيحية، ثمّ قال: «الشهادة عند الشيعة لها رونق خاصّ، وقد تكوّن ذلك مع شهادة سيّد الشهداء الحسين بن علي الذي استُشهد ببطولة في كربلاء، لكن خسارة المعركة ضدّ أقرانه المسلمين كانت متوقعة (61هـ/680م). بالنسبة للشيعة ـ كما هو الحال بالنسبة للمسيحيين ـ فإنّ المهم هو الانتصار المعنوي مقابل الهزيمة الدنيوية، علاوة على ذلك يؤكّد هؤلاء غالباً على صفة الخلاص في شهادة الحسين، بينما تلعب شفاعة الشهداء عند السنة دوراً هامشياً [ويقول أيضاً:] وما يحظى به الحسين بن علي(ت61هـ) من مكانة كبيرة ليس بسبب براعته في القتال، إنّما بسبب تحمّله للآلام التي لا تطاق…» [21].

رونق الشهادة عند الشيعة

قيمة الشهادة ومكانتها ناتجة عن روح الإسلام المتمثلة في القرآن والسنّة، قال تعالى: (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)[22]، وقال (جلّت عظمته): (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)[23].

والنصوص الشرعية من القرآن والسنّة تحثّ على الشهادة وترسّخها في القلوب، فهي المنزلة الرفيعة التي ينالها الإنسان في هذه الدنيا، حتّى أنّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال كلمته المشهورة: «فزت وربّ الكعبة»[24] حينما نال ذلك الوسام الرفيع.

وقد تجسّد المفهوم الحقيقي للشهادة بكلّ معانيها في الإمام الحسين (عليه السلام)، فرونق الشهادة الذي تكوّن بشهادة الإمام الحسين (عليه السلام) ـ كما عبّر (ويم راون) ـ إن كان بمعنى تجسيد معنى الشهادة، وإضفاء طابع العزّة والكرامة، وإحياء مفهوم الشهادة بكلّ معانيها، فهو معنى في غاية الروعة، وجهد يشكر عليه، وإن كان معنى ذلك أنّ رؤية التشيّع للشهادة قد تكوّنت بشهادة سيّد الأحرار (عليه السلام)، فذلك مما لا نوافق الباحث عليه، وهذا يأتي في سياق نظرة ترى أنّ التشيّع قد تكوّن بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو ما لا دليل عليه، بل الدليل على خلافه.

صفة الخلاص

لا شكّ في وجود روايات كثيرة تحثّ على البكاء على مصيبة سيّد الشهداء (عليه السلام)، وتدلّ على الأجر الكبير للباكين على الحسين (عليه السلام)، والمتألمّين لمصابه، وقد قُدِّمت إحصائية لتلك الروايات، وأنّها تقرب من خمسمائة رواية[25]، لكنّ ذلك لا يعني صكّ غفران للمذنبين، ولا يعني ذلك أيضاً عقيدة الخلاص المتداولة في الفكر المسيحي، وإن حاول بعض التنظير لذلك كما سنرى بعد حين.

سبب مكانة الإمام (عليه السلام) الحسين عند الشيعة

المكانة التي يحظى بها سيّد الشهداء (عليه السلام) في قلوب الشيعة ـ بل المسلمين عامّة ـ نابعة من الأسباب الآتية:

السبب الأوّل: أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) إمام مفترض الطاعة عند الشيعة، وقوله وفعله حجّة عند جميع المسلمين؛ لأنّه صحابي على أقلّ تقدير.

السبب الثاني: أنّه ريحانة رسول الله، فقد قال (صلّى الله عليه وآله) في حقّ الإمام الحسن والحسين (عليهما السلام): «هما ريحانتاي من الدنيا»[26]، وقال (صلّى الله عليه وآله): «أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً»[27]، فليس من المعقول أن يقف المسلمون موقف المتفرّج تجاه هذه المنزلة العظيمة، والمحبّة العالية التي حظي بها سيّد الشهداء (عليه السلام).

السبب الثالث: العلاقة التكوينية التي غرست في قلوب المؤمنين تجاه سيّد الشهداء (عليه السلام)، وتعاطف القلوب مع ما جرى على أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، فعن جعفر ابن محمد (عليهما السلام)، قال: «نظر النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى الحسين بن علي (صلّى الله عليه وآله)، وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً. ثمّ قال (عليه السلام): بأبي قتيل كلّ عبرة. قيل: وما قتيل كلّ عبرة يابن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلّا بكى»[28].

وقد فعل بنو أُمية فاجعة كبرى، وقاموا بأفعال لا تنتمي إلى الإنسانية بتاتاً، مع أنّ الضحية ـ وهم ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) ـ كانت تمثّل قمّة الخلق والعدالة والإنسانية بكلّ ما للإنسانية من معنى، فلماذا لا يحزن الإنسان الحرّ؟ ولماذا لا يلهج بذكر هذه الشخصية؟ ولماذا لا تهفو النفوس إليه؟ ولماذا لا تذرف الدموع عليه؟

وما يكنّه المسلمون عموماً والشيعة خصوصاً لايرتبط بحالة أُسطورية أو خيالية ناتجة عن نسج خيال في الشجاعة، أو شيء من هذا القبيل، فليس كلّ شجاع يحظى بتلك المكانة، ولا منزلة الإمام الحسين (عليه السلام) في القلوب منزلة أُسطورية تحتاج إلى رفدها بعامل الشجاعة، ولا يخفى على مَن تصفّح تاريخ الحسين (عليه السلام) شجاعته وبسالته.

النصّ الخامس

ذكرت الدكتورة (باربرا ستواسر)[29] Barbara Freyer Stowasser كاتبة مقال (مريم) نصّاً يتعلّق بالإمام الحسين (عليه السلام) جاء فيه:

«وفقاً لرؤية القرآن فإنّ عيسى قد ظُلم وأُوذي من قِبل قومه، لكنّه لم يقتل، وتقرّ كتب السيرة عند الشيعة بوجود أوجه تقارب قوية بين المسيح والحسين. (أيوب، الألم الخلاصي، ص35، اُنظر أُسرة النبي) كما بين أُمّهما القديستين أيضاً…» [30]، ثمّ بدأت بسرد أوجه التقارب تلك بين الزهراء ومريم (عليهما السلام)، ولم تُبيّن أوجه التقارب بين السيّد المسيح والإمام الحسين (عليهما السلام).

الشبه بين النبيّ عيسى والإمام الحسين (عليهما السلام)

أشارت الباحثة إلى موضوع مهم من وجهة نظر الدراسات المقارنة المعاصرة، لكنّها لم تقف عنده، ولم توضح ملامح ذلك الشبه، وتركت الموضوع مبهماً، وليتها اكتفت بذلك، بل أشارت إلى كتاب معاصر يتناول هذا البحث، مع أنّ حديثها يُشير بوضوح إلى كتب السيرة الشيعية، فيفترض أن تُرجع القارئ إلى المصادر الشيعية في السيرة، لكنّها لم تفعل ذلك، وإذا راجعنا كتب السيرة بمعناها الخاصّ لا نجد هكذا مقارنة، فكيف يُنسب ذلك إلى كتب السيرة؟

نعم، هناك شبه من الجهة العقائدية، فإنّ كلاً منهما معصوم، وشبه أيضاً من حيث الانتساب إلى شجرة النبوّة، فالإمام الحسين والنبيّ عيسى (عليهما السلام) ينتميان إلى الشجرة الإبراهيمية، والأرحام الطاهرة المطهّرة، وهناك شبه آخر يتمثّل في أنّ النبيّ عيسى (عليه السلام) ورث الأنبياء السابقين له، والإمام الحسين (عليه السلام) ورث الأنبياء ومَن سبقه من الأئمّة (عليهم السلام)،

وهذا ما ورد في زيارة وارث، وهي واردة عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ولها اعتبار مهم في الحديث الشيعي، ومحلّ الشاهد فيها: «السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين (عليه السلام)»[31].

مما تقدّم نعرف أنّ جهة المقارنة بين نبي الله عيسى والإمام الحسين (عليهما السلام) تتجسّد في الناحية العقائدية والفكرية، ولا علاقة لها بما يطرح في المسيحية تحت عنوان الألم أو الفداء، وإذا أردنا المقارنة بين النبيّ عيسى والإمام الحسين (عليهما السلام) من حيث الظلم الذي وقع عليهما، فهي مقارنة ذات وجه، لكنّها لا تختصّ بهما؛ فالأنبياء (عليهم السلام) تعرّضوا للأذى والظلم من قِبل قومهم، وهكذا أهل البيت (عليهم السلام).

الخاتمة

من خلال استعراض النصوص ذات الارتباط بالشعائر الحسينية تبيّن لنا ما يلي:

أوّلاً: أنّ الباحثين الذين تناولوا قضية الإمام الحسين (عليه السلام) في هذه الموسوعة قد تناولوها بشكل أُحادي، وليس كما هي عند الشيعة، والتحليل الذي اعتمده هؤلاء منطلق من نظرتهم الخاصّة وخلفياتهم الفكرية، وقد انعكس ذلك على تاريخ الشعائر الحسينية ومفرداتها.

ثانياً: رغم التطوّر المعلوماتي الكبير في عالم البحوث العلمية لم نشهد تماساً حقيقياً بالمصادر المختصّة بالقضية الحسينية، واعتمد هؤلاء الباحثون على مصادر ثانوية في الغالب.

ثالثاً: هناك فراغ واسع في نقل واقعة عاشوراء إلى الآخرين بلغات عصرية أُخرى، ويجب أن لا يُكتفى بطباعة ما يترجم في دور النشر المحلية.

 

المصادر والمراجع

* القرآن الكريم.

الكتب

أُصول الكافي، محمد بن يعقوب الكليني، تحقيق: علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية ـ طهران، الطبعة الخامسة،1363هـ. ش.
تفسير فرات الكوفي، فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، تحقيق: محمد الكاظم، مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، طهران، الطبعة الأُولى، 1410هـ/1990م.
دانشنامه جهان إسلام، غلام علي حداد عادل، دائرة المعارف بزرگ اسلامي(دائرة المعارف الإسلامية الكبرى)، الطبعة الأُولى، 1386هـ. ش.
الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد، الشيخ محمد السند، تحقيق: السيّد رياض الموسوي، الطبعة الأُولى، دار الغدير، 1424هـ/2003م.
صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1401هـ/1981م.
الصحيح من مقتل سيّد الشهداء وأصحابه (عليهم السلام)، محمد الريشهري، دار الحديث للطباعة والنشر، قم المقدّسة ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1390هـ. ش.
الفكر السياسي الإسلامي المعاصر، حميد عنايت.
كامل الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، لجنة التحقيق، مؤسسة نشر الفقاهة، الطبعة الأُولى، 1417هـ.
الكامل في التاريخ، علي بن أبي الكرم محمد بن محمد المعروف بابن الأثير، دار صادر للطباعة والنشر، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، 1386هـ/1966م.
كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية، أحمد بن علي المقريزي، تحقيق: خليل عمران المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، 1997م.
مستدرك الوسائل، ميرزا حسين النوري الطبرسي، تحقيق: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية، 1408هـ/1988م.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل، دار صادر، بيروت ـ لبنان.
مناقب آل أبي طالب، محمد بن علي بن شهر آشوب، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، المكتبة الحيدرية ـ النجف الأشرف، 1376هـ/1956م.
المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم، عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، ومصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1412هـ/1992م.
النراقي، مهدي، محرق القلوب.
المجلات
مجلّة الإصلاح الحسيني، مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصّصية في النهضة الحسينية، السنة الرابعة، العدد 13، 1427هـ/2016م.
المواقع والمصادر الأجنبية

https://ar.wikipedia.org/wiki.
Encyclopaedia of the Qur›an. Vol 2. P.208.
chelowski.Taziya.
Encyclopaedia of the Qur’an. Vol 2. P.553.
Prof. Uri Rubin’s Web Site.

الهوامش

[1] بروفيسورة، ورئيس قسم الدراسات الدينية في (جامعة إلينوي) الأمریکیة، حصلت على الشهادة الجامعية الأُولى (البكالوريوس) من (جامعة بنسلفانيا) الأمريكية عام (1975)، والشهادة الجامعية الثانية (الماجستير) من جامعة شيكاغو (1979)، والدكتوراه عام (1986) من الجامعة نفسها.

متخصّصة في الفكر الإسلامي، قامت بدراسة جوانب متعدّدة عن الإسلام من عصر النبي (صلّى الله عليه وآله) حتى المدّة المعاصرة، وأجرت دراسات نصّية وأُخرى ميدانية، وقامت بعملين ميدانيين رئيسين في مصر، تناولت في الأوّل منهما الحياة الدينية للنساء المصـريات في مصـر المعاصرة (1980ـ1981)، وفي الآخر الصوفية في مصر الحديثة (1987ـ1989)، ثمّ درست السواحلية، وقضت صيفين في زنجبار، وقضت عاماً دراسياً (2000ـ2001) في عمان وحضرموت، وتخصّصت بالأباضية في الإسلام، وهي ـ حسب وصفها ـ طائفة قديمة وصغيرة، ليست سنّية ولا شيعية، تُمارس في عمان وجيوب صغيرة في شمال أفريقيا، ومنذ أن كتبت أوّل دراسة باللغة الإنجليزية في العقيدة الأباضية أصبحت متخصّصة بالأباضية في العصـر الحديث، وبخاصّة في عمان وزنجبار.اُنظر:
.https://www.iicss.iq/?id=14&sid=2648

[2] عنايت، حميد، الفكر السياسي الإسلامي المعاصر: ص183، .Enayat.Political Thought.P.183

حميد عنايت (1932-1982) كاتب ومترجم إيراني، حصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة طهران عام (1954)، والماجستير عام (1958)، والدكتوراه عام (1962) من جامعة لندن، كان في شبابه عضواً في الحزب الشيوعي (توده)، وفي عام (1960) ساهم في تأسيس اتحاد الطلاب الإيرانيين في أوروبا، وكان سكرتيراً له، وبعد قضاء عام بعنوان أُستاذ زائر فی جامعة الخرطوم في السودان (1966-1965)عاد عنايت إلى مسقط رأسه، فعُيِّن أُستاذاً للعلوم السياسية في جامعة طهران، وفي عام (1980) اختارته (جامعة اكسفورد) بصفته محاضراً في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، وزميلاً لكلية سانت أنطوني بالجامعة ذاتها حتى وفاته.كان عنايت يُجيد الإنجليزية، ويعرف العربية والفرنسية والألمانية، وله بعض الإلمام بالروسية واليابانية، صدرت ترجمته لكتاب السياسة لأرسطو عام (1958).اُنظر: https://ar.wikipedia.org/wiki/ حميد_عنايت.

[3] اُنظر: chelowski.Taziya.

[4] اُنظر: Encyclopaedia of the Qur’an, Vol 2.P.208..

[5] Encyclopaedia of the Qur›an, Vol 2.P.553.

[6] باحث أمريكي من أصل بولوني، له أبحاث حول الشعائر الحسينية.

[7] اُنظر: ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص201.

[8] من قبيل ما ورد عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، قال: «إنّ الله(عز وجل) غضب على الشيعة، فخيّرني نفسي أو هم، فوقيتهم والله بنفسي».الكليني، محمد بن يعقوب، أُصول الكافي: ج1، ص260.

[9] اُنظر: النراقي، مهدي، محرق القلوب: ص40.علماً بأنّ الكتاب المذكور ربّما لا يمثّل رأيه النهائي؛ لكونه كتاب تعزية، وليس لبيان الرأي النهائي.

[10] من قبيل قول الإمام الصادق (عليه السلام): «مَن ذُكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب، كان ثوابه على الله(عز وجل)، ولم يرضَ له بدون الجنّة».ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص202.

[11] اُنظر: الريشهري، محمد، الصحيح من مقتل سيّد الشهداء: ص137.

[12] ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج8، ص549.

[13] اُنظر: ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج14، ص150.

[14] المقريزي، أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (الخطط المقريزية): ج2، ص329.

[15] اُنظر: عادل، غلام علي حداد، دانشنامه جهان إسلام (موسوعة العالم الإسلامي): ج11، ص511.

[16] اُنظر: بحثنا في دور الصفوين في الشعائر الحسينية ضمن مقال (الشعائر الحسينية في العهد الصفوي).مجلّة الإصلاح الحسيني: العدد 13، 1437هـ/2016م، ص87.

[17] البروفيسور (يوري روبين) هو الأُستاذ المتقاعد في جامعة (تل أبيب)، درّس حوالي (41) سنة في قسم الدراسات العربية والإسلامية، تركّزت دراساته حول تفسير القرآن وصدر الإسلام (السيرة والحديث)، وهو عضو الهيئة الاستشارية في دائرة المعارف القرآنية، وله عدّة مقالات وكتب مطبوعة.اُنظر: : .Prof.Uri Rubin’s Web Site

[18] .Encyclopaedia of the Qur›an, Vol 1.P.307

[19] الكوفي، فرات بن إبراهيم، تفسير فرات الكوفي: ص136.

[20] من الباحثين الألمان في مجال الدراسات الاستشراقية، أُستاذ مركز دراسات الشرق الأدنى والأوسط في (جامعة ماربورغ) الألمانية، له أبحاث عديدة حول الإسلام المعاصر، وبعض الدراسات القرآنية.

[21] .Fncyclopaedia of the Qur›an, Vol 3.P.286

[22] آل عمران: آية157.

[23] آل عمران: آية 169.

[24] ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج1، ص385.

[25] السند، محمد، الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد: ص256.

[26] البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري: ج4، ص217.

[27] ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج4، ص172.

[28] النوري، حسين، مستدرك الوسائل: ج10، ص318.

[29] ولدت في مدينة (لايبزك) الألمانية عام (1935م)، حصلت الدكتورة (باربرا ستواسر) على شهادة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط من (جامعة كاليفورنيا) و(لوس أنجلس)، ودرجة الدكتوراه (بامتياز مع مرتبة الشرف) في الدراسات المقارنة والدراسات الإسلامية من (جامعة مونستر) في ألمانيا.

كما درّست في جامعات (فرانكفورت) و(إرلانغن) و(ماينز) في ألمانيا وأنقرة في تركيا والجامعة الأمريكية في القاهرة، درّست الدكتورة (ستواسر) في (جامعة جورجتاون) منذ عام (1966م)، وألقت محاضرات متعدّدة في التفسير والتاريخ الإسلامي، وبخاصّة قضايا المرأة من وجهة نظر القرآن الكريم، فلها كتاب تحت عنوان (المرأة في القرآن: التقاليد والتفسير)، ولها أيضاً كتاب تحت عنوان (الفقه الإسلامي وتحدّيات الحداثة)، توفيت عام (2012م) في واشنطن.

[30] Encyclopaedia of the Qur’an, Vol 3.P.291.

[31] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص375.

 

المصدر: مجلة الإصلاح الحسيني » العدد التاسع والعشرون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky