الاجتهاد موقع فقهي
الاجتهاد: صدر حديثاً عن منشورات مدرسة العلامة البلاغي “ره” في النجف الأشرف كتاب صلاة المسافر للمحقق الكبير الشيخ محمد حسين الغروي الإصفهاني “قدس سره” تحقيق المحقق الشيخ قاسم الطائي.
مقدمة الناشر: إنّ مما لا ريب فيه هو أن أشرف العلوم وأرفعها شأناً وأعلاها قدراً – بعد العلم بالمعارف الإلهية – هو العلم بالأحكام الشرعية، حتى بذل فقهاؤنا الأعلام في ذلك غاية الجهد، ومن تلك القامات الشامخة التي تباهي مدرسة النجف الأشرف بعطائها العلميّ وبأفكارها وتأليفاتها الرصينة، المحقق الكبير، أُستاذ الفقهاء والمجتهدين، آية الله في العالمين الشيخ محمد حسين الأصفهاني، “قدس سره”
وهو كما وصفه تلميذه العلّامة الشيخ محمد رضا المظفر “قدس سره” بأنه:
(من زمرة النوابغ القلائل الذين لايضنّ الزمان بهم إلا في فترات متباعدة، أحد الشخصيات اللامعة في تاريخ علمي الفقه والأصول، وإذا كان أحد يصحّ أن يقال فيه: إنه جاء بما لم يجيء به الأوائل فهو هذا العمود لفجر الإسلام الصادق الّذي انطفأ قبل شروق شمس نهاره لتراه كل عين [يقصد عدم طول عمره الشريف].
ما سلك بحثاً للعلم إلّا وتطاير فضول ما علق به من الأوهام هباءً، وما حبّرت يراعته مسألة إلّا وحيرت العقول كيف تذهب آراء الباحثين جفاءً.
لو قدّر لهذا النابغة العظيم أن يمدّ في عمره إلى حين تُثنى له الوسادة ويتربّع كرسي الرئاسة العامة لَقلبَ أسلوب البحث في الفقه والأصول رأساً على عقب، ولتغيّر مجرى تاريخهما بما يعجز عن تصويره البيان).
فمن منن الله تعالى علينا أن وفّقنا لأن نقدّم إلى المهتمين ما خطّه قلمه المبارك في (صلاة المسافر) بحلّة جديدة وتحقيق أنيق وإخراج رشيق، تاركين التعرّف على امتياز هذه الطبعة عن سابقتيها للقارئ الكريم، بعدما كانت مطبوعة في النجف الأشرف (مرّة) وفي قم المشرفة (أخرى).
هذا، ولا يسعنا إلا أن نتقدّم بوافر الشكر والامتنان لجناب العلامة الشيخ قاسم الطائي (حفظه الله) لما بذله من جهود واضحة في السعي لإخراجه على أكمل وجه وأبهى صورة، والشكر موصول لكل من ساهم وأعان، فلله درهم جميعاً وعليه أجرهم.
سائلين المولى أن يوفقنا لإخراج المزيد وأن يجعل ذلك كله شفيعاً لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون، والحمد لله رب العالمين.
إدارة مدرسة العلامة البلاغي “قدس سره” النجف الأشرف
٢٢ ربيع الأول ١٤٤٥ هـ
الفقيه الأصولي الشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني “ره”.. ومضات من سيرته
