الاجتهاد:بسم الله الرحمن الرحیم
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾
سلامٌ و تحیّةٌ لا تُحدّی ولا تُعدّی من الله الرحمن الرحیم إلى روح ذلک الإنسان الفرید، الذی قامت دولته علی أساس نصرة المظلوم وإحقاق العدالة الاجتماعیة بشکلها الأکمل، والذی رسّخ بصیاحه عنوان «صوت العدالة الإنسانیة».
وکذلک صلوات الله المتواترة علی سید أحرار العالمین، الذی علم العالم مبدأ «هیھات منا الذلة» بثمن بذل مهجته الطاهرة، فجعل من ذلک مدرسةً لعدم الخضوع للظالمین ومقارعتهم حتی النفس الأخیر.
وها نحن الیوم نشهد ظاهرة حکومة غاصبة باسم «الصهیونیة»، التی قتلت وأراقت دماء الآلاف بل الملایین من الأبریاء رجالًا ونساءً وأطفالًا، ودمرت دیارهم وأوطانهم، بل منعت عنهم حتی أبسط المواد الغذائیة والإمدادات الإنسانیة الأساسیة.
ومع کل هذا العلو والفساد، کلما علت أصوات الأحرار فی العالم منددةً بهذه الجرائم، نری طغاة العالم یُبقون أیدی هؤلاء الجناة مبسوطةً، ویفسحون المجال أمام استمرار المجازر، ولا یزال صمت العالم و«حق الفیتو» الظالم یجهض کل صیحة حقٍّ فی وجوههم.
أُفٍ لتلک الضمائر النائمة، والحکومات الخائنة، والذین باعوا دینهم وعزّهم بثمنٍ بخس، وجعلوا أنفسهم أبقارًا حلوبًا للطغاة، وکتبوا ذلک فی سجل العار لیمتدّ عبر التاریخ.
وها نحن نری بأم أعیننا دماء خیار أبناء هذا البلد تجری، من العساکر الغیاری إلی العلماء النوویین الأجلّاء، علی ید عصابات الصهیونیة المجرمة، وجواسیسهم الذین دسّوهم بین ظهرانینا، فیما یُعدّ ذلک مخالفة صریحة لکل مواثیق الأمم المتحدة، ولکن «حق الفیتو» الغربی یغلق أبواب الإدانة، ویحوّل مسار الإعلام إلی دعوات کاذبة باسم مفاوضات السّلام، خداعًا لشعوب العالم.
أین أصحاب الضمائر الحیّة والعقول السلیمة لیروا فی ذلک سوى خدیعةً جدیدةً ومساومةً وقحةً علی دماء الأبریاء؟
أُفٍ لتلک المنظمات الدولیة التی شرّعت الاستکبار وفتحت المجال لقلّةٍ مستکبرة لتتحکّم بأکثر من مائة وخمسین دولةً أخرى، وجعلت من «حقوق الإنسان» ذریعةً لسیاسة النفاق، ولا نجد لتطبیقها أثرًا فی الشعوب المستضعفة والمظلومة.
أُفٍ لتلک الضمائر المیّتة أو الخاضعة التی جعلت من أولئک المستکبرین الطغاة قادةً ونماذجَ للتقدّم، وسمحت بتکوین هذا الکیان الصهیونی فی قلب بلاد المسلمین، فصار کل حین یُراق الدم البریء من آلاف النساء والأطفال لیُمهّدوا الأرضیة لراحة هؤلاء السّفلة والمستکبرین.
أین أبناء الإسلام الأبرار؟ أبناء «فی حجور طابت وطهرت، ورُضعت من ثدی الإیمان، وربّیت فی حجر الإسلام»؟
أین المنقذ المنتظر، الإمام القائم من آل محمد صلوات الله علیهم أجمعین؟!
أما الشهداء الذین ارتقوا فنسأل الله أن یجعلهم فی جوار شهداء کربلاء، ولکن الحزن علی فقدانهم کالحزن علی أصحاب سید الشهداء ـ علیه آلاف التحیة والثناء ـ ألمًا ولوعةً فی القلوب.
وإنّی بهذه المناسبة الألیمة أرفع أحرّ التعازی لمقام ولیّ العصر أرواحنا فداه، وإلی القائد الحکیم المفدّی، وإلی الشعب العزیز الأبیّ، وأُسر الشهداء المکرّمین، سائلاً الله تعالی أن یمنّ بالنصر المؤزر لجمیع القوّات المدافعة عن هذا الوطن العزیز، وبالسلامة والرعایة لأهل العلم والمجاهدین، وبالصبر الجمیل والأجر الجزیل لأسر الشهداء، بحق محمد وآل محمد علیهم الصلاة والسلام.
مشهد المقدّسة
۲۴ خرداد ۱۴۰۴ هـ ش
الأحقر مصطفى أشرفي الشاهرودي