الاجتهاد: اهتمام النجف بـ القضية الفلسطينية والقدس هو جزء من مسؤوليتها وشعورها العربي والإسلامي والإنساني. فقد تصدت النجف الأشرف وعرفت الموامرة الكبيرة منذ بدايتها وعملت بكل ما يقتضيه واجبها الديني إلى هذه المسألة المهمة فاصدرت الفتاوى وعقدت الاجتماعات وحضرت المؤتمرات بكل المستويات.
ليعلم العالم ان صراعنا مع العنصرية اليهودية التي تسمت بالصهيونية له امتداد في عمق التاريخ منذ الدعوة الاسلامية لرسولنا الكريم “صلى الله عليه وآله وسلم” والشواهد التاريخية خير شاهد على الكلام، وأستمر الصراع إلى الزمن الذي قويت فيه شوكة الكفر والظلال ودولة الشياطين الكبار وضعف في المسلمين ايمانهم وأتسعت خلافاتهم فأنقضت القوى الكافرة تساند اليهود لتسلب من المسلمين أرضهم ومسجدهم المقدس وشردوا المسلمين في اصقاع الارض وأحرقوا الاماكن المقدسة فيها وأنتهكوا الحرمات وأحتلوا البلاد .
فقيام إسرائيل في نظر علماء الاسلام إنما هو “عملية غصب كبرى” ممهد لها ومصحوبة ومتبوعة بأعمال إجرامية لا تعد ولا تحصى تمتد وتتواصل ما يقرب من قرن من الزمن، من قتل لمئات الآلاف من الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، ومن طرد وتشريد للملايين، ومن ترويع وتعذيب واعتقال لما لا يحصى من الناس، إلى غير ذلك مما نعيشه ونشاهده في كل يوم.
هكذا فعلوا
وماذا فعل حكام المسلمين ؟
فقد ساندوا هذه اللقيطة من أجل كراسيهم وخوفا على مناصبهم فقد فعلوا وعملوا اعمالا اصبحت بها هذه القضية غير مهتم بها بين جيل الناشئة، بل أصبحت محل تشكيك من قبل البعض، وأن هذه القضية بأعتقادهم سبب للأنحطاط وهذا الاعتقاد الفاسد ليس موافق للإنسانية ولا للقوانين الإلهية ولا البشرية على تفصيل ليس هنا محله.
النجف الأشرف و القضية الفلسطينية
لا تقتصر النجف الأشرف على مساندة الشيعة في العالم، ولا على عموم المسلمين، بل إن اهتمامها يمتد ليشمل البشرية كلها , لأنها وارث خط الائمة (عليهم السلام) الذين هم ورثة نبي الإنسانية الذي وصفه الله في محكم كتابه [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ].
هذه الحقيقة يؤكدها أمير المؤمنين (عليه السلام) في عهده الذي كتبه لمالك الأشتر لما ولاه مصر، قال (عليه السلام) فيه: (وأشعِرْ قلبَك الرحمةَ للرعية، والمحبةَ لهم واللطفَ بهم، فإنهم صنفان: إما أخٌ لك في الدين، أو نظير لك في الخَلْقِ).
ومن هذا المنطلق فإن اهتمام النجف الأشرف بقضايا الأمة العربية والإسلامية بل العالم كله نابع من صميم مسؤوليتهم واتباعهم لهذه المدرسة الانسانية.
فاهتمام النجف بالقضية الفلسطينية والقدس هو جزء من مسؤوليتها وشعورها العربي والإسلامي والإنساني.
فقد تصدت النجف الأشرف وعرفت الموامرة الكبيرة منذ بدايتها وعملت بكل ما يقتضيه واجبها الديني إلى هذه المسألة المهمة فاصدرت الفتاوى وعقدت الاجتماعات وحضرت المؤتمرات بكل المستويات.
فالنجف الأشرف يرتبط بـ القضية الفلسطينية بعدة ارتباطات :
الأول: الارتباط الديني، فالقدس أولى القبلتين للمسلمين، والمسجد الأقصى ثالث المساجد المعظمة الأربعة عند المسلمين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي ورابعها مسجد الكوفة، وهو منتهى إسراء النبي”صلى الله عليه وآله وسلم” ومحل عروجه، فهذه مقدسات يتبرك بها جميع أهل الاسلام.
الثاني: ارتباط الأخوة الاسلامية فان المسلم أخو المسلم وانهم كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد اذا اشتكى عضو تداعت له جميع الاعضاء.
الثالث: الإنسانية، فإن مأساة الشعب الفلسطيني قلَّ نظيرها في التأريخ، وما جرى عليهم وصمة عار في جبين الغرب أدعياء الديمقراطية.
وعلى هذا الاساس وكما هو المعتاد في هذه القضايا الاسلامية المفصلية كانت فلسطين والقدس حاضرة في قلب النجف الأشرف على جميع المستويات،
فحينما انعقد المؤتمر الإسلامي في فلسطين عام 1931/1350هـ بمشاركة واسعة من زعماء المسلمين، كانت المرجعية حاضرة بنفسها ممثلة بالمرحوم الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء “قدس سره” الذي ألهب حماس الحضور بخطاب ارتجالي بليغ استمر حوالي ساعتين
قد قــدّمـــوك أمــــامهم بصـــلاتهم عـــلماً بــــأنـــك في الـــزمان إمامُ
وكانت كل أحداث فلسطين تلقى صدى في النجف الأشرف على شكل مهرجانات أو مؤتمرات أو بيانات أو مظاهرات احتجاجية ، وكان قرار مجلس الأمن بتقسيم فلسطين عام 1947 ذا وقع أليم على النجف وأهلها فاشعل النجف الأشرف بالمظاهرات والندوات الادبية الشعرية.
وبعد نكسة 5 حزيران 1967 واحتلال للقدس بأسبوعين تقريباً حلّت ذكرى المولد النبوي الشريف فاغتنمت المرجعية الدينية هذه الفرصة لتطلق مواقفها وبياناتها الحاسمة، فأقيم احتفال مهيب في جامع براثا ببغداد وحضرته مختلف الطبقات الدينية والثقافية والعشائرية والسياسية .
فقد سبقت النجف غيرها من المدن العراقية في التنديد بالعدوان الاسرائيلي واستنكاره على نطاق واسع، إذ دعت المسلمين كافة إلى بذل كل الإمكانيات من أجل تحصيل المكاسب لتقوية موقف الدول الإسلامية ورد كيد المعتدين عليها.
وقد بعث السيد الإمام محسن الحكيم “قدس سره” ببرقية بتاريخ 27 صفر 1387ﻫ إلى عبد الرحمن محمد عارف رئيس جمهورية العراق(1966-1968) يبين فيها ألمه العميق لما تواجهه الامة الاسلامية وقضية فلسطين من موقف عصيب اقامه عليها أعدائها الذين ناصبوها العداء منذ عصر صدر الاسلام وحثه فيها على العمل لتحرير الأراضي العربية المقدسة” والرد على العدوان الصهيوني الصريح”، داعياً من الله عز وجل أن يكلل جهود المسلمين وقادتهم بالنصر والعز .
وخاطب حكام البلاد المسلمة ان لا ينظروا إلى اختلاف لغاتهم و قومياتهم بل إلى المصلحة الاسلامية العليا فيتناسوا جميع خلافاتهم ويوحدوا صفوفهم ويبذلوا كل إمكانياتهم في سبيل كسب الموقف .
كما تلقى الامام الحكيم “قدس سره” برقية من الرئيس المصري جمال عبد الناصر تتعلق بالموضوع نفسه .
ووقف السيد محمد البغدادي “قدس سره”،و أصدر بيان إلى الأمة الإسلامية يستنهضها إلى الجهاد المقدس ضد الاحتلال الصهيوني، تصدرته الآية الكريمة: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ).
وأوجب فيه على كل مسلم قادر على حمل السلاح أنْ يبادر إلى ساحة المعركة … متضامناً مع أخوته العرب والمسلمين “لنجعل فلسطين عربية لا يهودية”.
وقد ضمّن بيانه المذكور دعاءً قال فيهم : ( اللهم افلل بذلك عدوّهم وفرق بينهم وبين اسلحتهم ، واخلع وثاق افئدتهم … وحيرهم في سبيلهم وظللهم عن وجههم ، واقطع عنهم المدد ، وانقص منهم العدد واملأ أفئدتهم الرعب … اللهم عقّم ارحام نسائهم ويبس اصلاب رجالهم ، واقطع نسل دوابهم ، وأنعامهم ، ولا تأذن لسمائهم في قطر ولا لأرضهم في نبات ، اللهم وقوي بذلك محال اهل الاسلام ، وحصن به ديارهم وثمّن به أموالهم … اللهم صوّب رصاصة المسلم في صدر شذاذ الآفاق عبّاد العجل …).
ومن جهتها اتخذت الصحافة النجفية موقفاً مشرفاً في طريق النضال الاسلامي من أجل الدفاع عن فلسطين والمقدسات، فنشرت مجلة الإيمان النجفية في عددها الخاص بفلسطين مقالة مهمة، أوضحت فيها عظيم ألمها من الوضع الخطير الذي أصبحت عليه القضية لفلسطينية، وما أُصيبت به الديار الإسلامية المقدسة من انتهاك لحرمتها وسلبٍ لأراضيها من قبل الصهيونية المجرمة،
وأنحت(الإيمان) باللائمة على عامة المسلمين في تلكؤهم بالعمل الجاد حتى وصلت فلسطين إلى هذه المرحلة المتدهورة، ورأت أن الحل يكمن في حمل السلاح والدخول في معركة مصيرية فاصلة نعتمد فيها على قوانا وامكاناتنا و طاقاتنا الإسلامية والعربية وليس من المطلوب أن ننتظر تحقيق النصر على أيدي الرأي العام العالمي أو الدول الصديقة ، أما مجلة العدل فأن المتتبع لسيرها بجميع اعدادها المائة في سنواتها الخمس (1965-1971) يجد ان لها اهتمام فائق بالقضية الفلسطينية.
وقد ساندت النجف الأشرف العملي الفدائي وافتى بعظهم بصرف الحقوق لهذه العمليات وصدرت من آخر الحث عليها.
والى الان تستمر النجف الأشرف بهذه المسيرة المعطاء والمشعل الوقاد الذي حمله سماحة المرجع الديني السيد السيستاني دام ظله امتدادا للمسيرة الجهادية لهذه المدينة المقدسة.
ونستعرض مواقف سماحة السيد عن طريق بياناته وتحتاج إلى تحليل عميق ولكن ليس هنا محله.
البيان الأول: كلمة سماحة السيد (دام ظله) حول الاعتداءات على الشعب الفلسطيني في مخيم جنين / ٢٦ محرم ١٤٢٣
بسم الله الرحمن الرحيم
(لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) صدق الله العلي العظيم.
يواجه إخوتنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة في هذه الأيام عدواناً صهيونياً متواصلاً قلّ نظيره في التأريخ الحديث، وتعجز الكلمات عن بيان أبعاده الوحشية، فقد عمّ الجميع ولم يسلم منه حتى الشيوخ والنساء والصبيان،
وتنوعت أساليبه قتلاً وتعذيباً وترويعاً واعتقالاً وتشريداً وتجويعاً وهتكاً للحرمات واستباحة للمقدسات وتخريباً للمدن والمخيمات وتدميراً للبيوت والمساكن وبلغ حتى الممانعة من إسعاف الجرحى والمصابين ودفن أجساد الشهداء، ويجري كل ذلك بمرأى ومسمع العالم أجمع ولا مانع ولا رادع، بل إنه يحظى بدعم أمريكي واضح.
وإذا لم يكن من المترقب من أعداء الإسلام والمسلمين إلا أن يصطفوا مع المعتدين والغاصبين فإنه لا يترقب من المسلمين إلا أن يقفوا مع إخوانهم وأخواتهم في فلسطين العزيزة ويرصّوا صفوفهم ويجندوا طاقاتهم في الدفاع عنهم ووقف العدوان عليهم.
إن الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم يقتضي أن لا يهنأ المسلمون في مطعم أو مشرب إلى أن يكفوا عن إخوانهم وأخواتهم أيدي الظالمين المعتدين.
لقد رُوي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم)، ولذلك نهيب بالمسلمين كافة أن يهبّوا لنجدة الشعب الفلسطيني المسلم ويستجيبوا لصرخات الاستغاثة المتعالية منهم ويبذلوا قصارى جهدهم وإمكاناتهم في ردع المعتدين عليهم واسترداد حقوقهم المغتصبة وإنقاذ الأرض الإسلامية من أيدي الغزاة الغاصبين.
نسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي المسلمين إلى ما فيه الخير والصلاح ويمنّ عليهم بالنصر على أعدائهم (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم).
26 محرم الحرام 1423 هـ
البيان الثاني: من مكتب سماحة السيد ( دام ظله ) حول اغتيال الشيخ احمد ياسين / ٣٠ محرم ١٤٢٥
بسم الله الرحمن الرحيم
( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله و إنا اليه راجعون )
في صباح هذا اليوم و في جريمة بشعة ارتكبها الكيان الصهيوني المحتل فقد الشعب الفلسطيني المظلوم احد رجاله الابطال العالم الشهيد الشيخ احمد ياسين تغمده الله بواسع رحمته الذي كرّس حياته لخدمة وطنه و دينه و اصبح مثالاً يحتذى به في الصبر و المقاومة.
و اننا اذ نعزي اخوتنا و اخواتنا في فلسطين العزيزة و سائر المسلمين في هذا الخطب الفادح و المصاب الجلل نستنهض ابناء الامة العربية و الاسلامية لرصُ الصفوف و توحيد الكلمة و العمل الجادّ في سبيل تحرير الارض المغتصبة واستعادة الحقوق المسلوبة انطلاقاً من قوله عزوجل ( إنّ الله لا يغيٌر ما بقوم حتى يغيٌروا ما بأنفسهم ) و الله ولي التوفيق و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
الثلاثين من محرم الحرام 1425
رسالة جوابية إلى وزير شؤون اللاجئين الفلسطينيين حول اوضاع الفلسطينيين في العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور عاطف ابراهيم عدوان المحترم
وزير شؤون اللاجئين في السلطة الوطنية الفلسطينية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
تعقيباً على رسالتكم المؤرخة في 19/4/2006م الموجّهة إلى سماحة السيد السيستاني نحيطكم علماً بأنه سبق لسماحته _ دام ظله _ أن أكد مراراً وتكراراً على لزوم رعاية حقوق إخوتنا اللاجئين الفلسطينيين وعدم التعرض لهم بالأذى، وقد أجرى مكتب سماحته اتصالات بالجهات الرسمية ذات العلاقة لحثّهم على توفير الحماية لهم ومنع الاعتداء عليهم، وسنواصل العمل في هذا الاتجاه ان شاء الله تعالى.
وتجدون مع هذه الرسالة ما هو موثّق من موقف سماحة السيد دام ظله في هذه القضية.
نسأل الله العلي القدير أن يمنّ على إخواننا الفلسطينيين بتحرير أراضيهم ليعود اللاجئون منهم إلى ديارهم معزّزين مكرّمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.23/3/1427هـ ،22/4/2006م
مكتب السيد السيستاني (دام ظله)
النجف الأشرف
البيان الثالث: صادر عن مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله) في النجف الأشرف حول الاعتداءات الاسرائيلية على غزة
بسم الله الرحمن الرحيم
يتعرض الشعب الفلسطيني العزيز في قطاع غزة منذ ظهر امس إلى هجمة ( اسرائيلية ) شرسة واعتداءات متواصلة أسفرت لحد الان عن سقوط مئات الضحايا بين شهيد وجريح .
ويأتي هذا العدوان الهمجي بعد حصار خانق أطبق على هذا الشعب المظلوم منذ عدة أشهر ، وقد أدى إلى خلق ظروف انسانية صعبة نتيجة لقلة الطعام والدواء والوقود وسائر ما يمس الحياة اليومية للمواطنين.
ان تعابير الادانة والاستنكار لما يجري على اخواننا الفلسطينيين في غزة والتضامن معهم بالألفاظ والكلمات لا تعني شيئا امام حجم المأساة المروعة التي يتعرضون لها .
ان الامتين العربية والاسلامية مطالبتان ازيد من اي وقت مضى باتخاذ مواقف عملية في سبيل وقف هذا العدوان المتواصل وكسر الحصار الظالم المفروض على هذا الشعب الابي .
نسال الله العلي القدير ان يأخذ بأيدي الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح انه سميع مجيب . 29/12/1429 ، 28/12/2008
مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الأشرف
وها هي النجف الأشرف يستمر عطائها وتضحياته واداناتها ضد هذه اللقيطة التي زرعها الاستعمار في قلب البلاد الاسلامية، فقد ادانت بشدة ضد القرار الغاشم من قبل ترامب عدو الاسلام بجعله القدس الاسلامية عاصمة للكيان الغاصب، فقد اصدرت الحوزة الشريفة باسم طلابها بيان شديد اللهجة ضد هذه الخطوة الشيطانية.
بسم الله الرحمن الرحيم
من كعبة العلم وأم العواصم الدينية إلى الأمة الإسلامية وعلمائها، وقادة الدول العربية وشعوبها ، وإلى كل المنظمات الإنسانية وبالأخص الأمم المتحدة .
تعلن النجف الأشرف بكل شرائحها، وفي مقدمتهم حوزتها العلمية التي عرفت بمواقفها الصلدة المشهودة مع الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته النابعة من روح الدين الإسلامي، استنكارها وشجبها وحزنها لهذا الاعتراف من الإدارة الأمريكية التي تدعي أنها راعية للسلام بأن القدس العربية الإسلامية عاصمة لإسرائيل.
فالواجب على جميع الدول الإسلامية، والحكومات العربية، والمنظمات الحقوقية بعد الاتكال على الله عز وجل أن تعبئ جميع طاقاتها للوقوف أمام هذا القرار المخالف للمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية.
وفي هذه اللحظات العصيبة التي تمر بها أمتنا الإسلامية ولا سيما القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومهد عيسى المسيح ومسرى نبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله المنتجبين نتوجه إلى الله تعالى بالدعاء لنصرة حزبه بنصره العزيز وتحصين ثغور المسلمين بعزته وقطع دابر الكافرين بقوته.
اللهم أيد الإسلام والمسلمين وانصرهم على عدوك بنصرك العزيز وأيدهم بجندك الغالب وألف جمعهم وكثر عدتهم برحمتك يا أرحم الراحمين
جمع من طلبة الحوزة العلمية
في النجف الأشرف
18/ربيع الأول/1439ﻫ ، 7/12/2017م
الشيخ محمد الكرباسي
مركز النجف الأشرف