الاجتهاد: لابد من الاشارة الى ان للمظفر كتباً عديدة منها عقائد الامامية والمنطق واصول الفقه وقال د. حامد حنفي عن كتابه عقائد الامامية: (ما كدت اتصفح هذا السفر حتى ملك اعجابي للذي جمعه فيه مؤلفه من العرض الدقيق لعقائد الامامية فهو يعد مصدراً جامعاً مانعاً باطراف الموضوع من نواحيه جميعها.
1- تأسيس جمعية منتدى النشر:
قدم سبعة من الشباب الروحانيين في 15 كانون الثاني 1935م بياناً الى وزارة الداخلية وهم الشيخ عبد الهادي حموزي والشيخ محمد جواد القسام والشيخ محمد رضا المظفر … الخ كهيأة مؤسسة يطلبون تأسيس جمعية دينية بالنجف الاشرف باسم (منتدى النشر) ببيان مرفق مع النظام الاساس وكان يساعد هذا العمل كل من الشيخ عبد الحسين الحلي والشيخ عبد الحسين الرشتي،
وبعد مدة قصيرة وافقت الوزارة على اجازة فتح جمعية باسم (منتدى النشر) في الكتاب المرقم (9077) والمؤرخ في (8) آيار العام 1935م وبإمضاء رشيد عالي الكيلاني وزير الداخلية انذاك وبهذا انضم الى الجمعية عدد من الوسط النجفي واختير الشيخ محمد جواد الحجامي رئيساً للجمعية لأنه اكبرهم سناً ثم تشكلت اول هيأة في 30 ايار العام 1935م لأول مرة كهيأة عامة لغرض انتخاب مجلس ادارة .. وعدت الجمعية على النحو الاتي:
*الشيخ محمد جواد الحجامي، عميداً ، رئيس الجمعية
*الشيخ محمد رضا المظفر سكرتيراً، الكاتب العام
وخمسة اعضاء منهم يوسف الحكيم والسيد هادي فياض وكان السيد محسن الحكيم (قدس سره) من الداعين الى نجاح الجمعية ومدارسها باسنادها مادياً ومعنوياً وبالاساتذة . (ملاحق جريدة المدى، ذاكرة عراقية في 25 /8/ 2013م).
كانت بداية اعمال جمعية منتدى النشر هو التفكير في التأليف والطبع والنشر لذلك تأسست فيها (لجنة المجمع الثقافي) الذي اهتم باختيارات التأليف والنشر واصبحت جمعية منتدى النشر تدعى بكلية منتد النشر حين قرر اعضاؤها ان تكون مؤسسة تعليمية لتخريج الشباب الطامح للدراسة فيها، ولتكون نواة للدراسة الدينية الحديثة فطورت الدراسة الحوزية وان كانت الحلقات الحوزوية تمدها بالأساتذة ذلك لان الدراسة الحوزوية تجرى بأسلوب على غرار ما يجري التدريس قديماً مدرستي الكوفة والبصرة
ولم يضبط الطالب الحوزوي بمواصفات الكليات او المدارس الحديثة، فحاولت كلية منتدى النشر ان تكون نواة لتحسين الدراسة الحوزوية وقد نجحت في ذلك حين ادخلت علوم المنطق والفقه والاصول وغيرها مع علم الاجتماع وعلم النفس وغيرهما و
قد انبثقت عن كلية منتدى النشر فيما بعد كلية الفقه التي حاضر فيها رجال من الحوزة الدينية في النجف الى جانب اساتذة اكاديميين من جامعة بغداد، وقد زودت كلية الفقه المدارس الرسمية بالمدرسين انذاك من ذوي الكفاية الى جانب من اعدتهم لإكمال دارسة الخارج في الحوزة العلمية والحصول على درجة الاجتهاد.
2-اهداف جمعية منتدى النشر:
1- تنظيم الدراسة الدينية لثلاثة اغراض هي:
أ- تقصير مدة الدراسة لتقريب الطالب الديني الى الغاية الكبرى.
ب- اعطاء المتخرج من المعاهد الدينية افقاً اوسع من المعلومات التي تقتضيها ضرورة هذه العصور.
ت- تهيئة المتخرج كاتباً وخطيباً ليستطيع ان يبلغ رسالة الدين.
2- تنظيم حياة رجال الدين ورفع مستوى حياتهم الاقتصادية، لغرض الانصراف الى تحصل العلم والدعوة الى الدين وبقاء عزهم فيه.
3- رفع مركز المستوى العلمي والديني للنجف الاشرف والمحافظة على مالها من مرجعية دينية عالمية في الرجوع الى التقليد.
4- نشر الثقافة الدينية العامة والدعاية الى الاخلاق الاسلامية الصحيحة.
5- رفع المستوى الاخلاقي بين طلاب العلوم الدينية والدعوة الى العدالة الصادقة.
6- نشر اللغة العربية الفصحى وآدابها وتعميم التكلم بها.
7- نشر الكتب النافعة وطبعها طبعاً سليماً نافعاً.
-8تشجيع التأليف والمؤلفين(من اوراق الشيخ محمد رضا المظفر 1904-1969م) جمع وتحقيق محمد رضا القاموسي ، ص 154)
3- اثر الشيخ محمد رض المظفر في الاصلاح التعليمي:
كان للشيخ محمد رضا المظفر دور في توسيع مدارس جمعية منتدى النشر اذ فتحت فروع لها في النجف والحلة وكربلاء والكاظمية(وقد حرص المظفر على الجمع بين الدراسة الحوزوية والحديثة الجامعية ومحاولة التزاوج بينهما لوضع الاساس الرصين للنهضة العلمية والادبية في النجف وفي العراق عموماً،
وقد وصفت منتدى النشر بانها ازهر العراق وقام الشيخ مظفر فضلاً على هذا الصعيد الاسلامي بحضور المؤتمرات والمحافل العالمية في باكستان والمغرب ومصر فضلاً على نشاطه المحلي في التأليف والنشر والتدريس واقامة الاحتفالات الاسلامية لقد اسهم الشيخ المظفر – رحمه الله – في تطوير المدرسة النجفية وفي الحركة الاصلاحية في العراق في القرن الرابع عشر الهجري ما جعله يكون علماً من اعلام دعاة الاصلاح والتطوير)(مجلة آفاق نجفية ع: 11، س : 2008، ص : 32).
ولابد من الاشارة الى ان للمظفر كتباً عديدة منها عقائد الامامية والمنطق واصول الفقه وقال د. حامد حنفي عن كتابه عقائد الامامية: (ما كدت اتصفح هذا السفر حتى ملك اعجابي للذي جمعه فيه مؤلفه من العرض الدقيق لعقائد الامامية فهو يعد مصدراً جامعاً مانعاً باطراف الموضوع من نواحيه جميعها (جمعية منتدى النشر واثرها الفكري والسياسي على الحركة الاسلامية في العراق 1935-1964م)سعد عبد الواحد عبد الخضر ص:122-124).
وقد قررت كتب المظفر للدراسة منها كتابة الشهير (المنطق) واصول الفقه (لقد اراد المظفر ان يحيا روح عصره الذي عنى له تجديد مناهج التعليم والافادة من معطيات المعرفة الانسانية المتجددة والمتواصلة هذه هي المعاصرة في مفهوم محمد رضا المظفر التي سعى اليها جاداً في مشاريعه عامة المشاريع التي تجاوز فيها الانغلاق التقليدي وسلبيت الجمود التي كررها في نعت بعض من اختلف معه).
(محمد رضا المظفر هو العنوان، السيد عمار ابو رغيف ص 24)
4- دور بيئة النجف في الاصلاح :
لابد من الاشارة الى ان النجف كانت على اتصال مع العالم الخارجي فقد سكنها المفكر جمال الدين الافغاني وكانت تجمعه مع السيد محمد سعيد الحبوبي حلقة دراسة واحدة والافغاني هو الذي بذر بذور الحرية في النجف في الصراع بين المشروطية والمستبدة وهو الذي طالب بإدخال درس الفلسفة في الدراسة الحوزوية في حين كان الشعار السائد من تفلسف فقد تزندق وكانت الصحف منتشرة في النجف قبل الاحتلال الانكليزي كالعلم والغري فضلاً على دخول التلغراف وخطوط النقل (ترامواي – حديد)
في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي فضلاً على وجود الحوزة العلمية ووفود الطلبة المسلمين الى النجف للدراسة فيها من دول العالم الاسلامي المختلفة كالهند وباكستان واندونيسيا وغيرها من الدول الاسلامية كل ذلك ساعد على تفتح العقل العراقي في النجف وكانت جمعية منتدى النشر احدى ثمرات الاتصال الخارجي والداخلي للنجف لذلك قادت النجف الحركة الجهادية العام 1914م بدافع الوحدة الاسلامية ضد الانكليز بقيادة المجاهد محمد سعيد الحبوبي وما الى ذلك من دور للنجف في التاريخ الاسلامي والعراقي.
المصدر: صحيفة التآخي