بحضور أكثر من 500 عالم دين مسلم من مختلف انحاء العالم، بدأ المؤتمر العالمي لمحبي أهل البيت (ع) وقضية التكفير فعالياته في طهران، للتأكيد على تعزيز الوحدة بين المسلمين في المنطقة، ومناقشة آلية الوقوف في وجه مشاريع الفتنة التي يدعو لها بعض ما يسمون أنفسهم مشايخ الدين الذي هو منهم براء .
الاجتهاد: بكلمة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله هاشمي شاهرودي إفتتح مؤتمر “محبو أهل البيت (ع) وقضية التكفير” الدولي أعماله صباح اليوم الأربعاء في قاعة المؤتمرات في العاصمة طهران بحضور أكثر من 750 عالم دين من مختلف أنحاء العالم و ستستمر حتى يوم غد الخميس، وذلك بحضور عدد كبير من الضيوف المحليين والأجانب.
في وقت تشهد به الأمة الإسلامية تحديات عدة تسعى لتمزيق جسدها عبر بث الفتن ونشر الفكر التكفيري، تنطلق في الجمهورية الإسلامية الإيرانية فعاليات المؤتمر العالمي لمحبي أهل البيت عليهم السلام، في خطوة مهمة لمواجهة كافة الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي.
آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي
قال رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، إن تحقيق النصر على تنظيم داعش الإرهابي أفشل المؤامرات الأمريكية.
وأشار آية الله الشاهرودي في كلمة له خلال انطلاق أعمال المؤتمر الدولي لمحبي أهل البيت عليهم السلام وقضية التكفيريين في العاصمة طهران إلى أهمية المودة للنبي محمد وأهل بيته وأثره على وحدة المسلمين المتزايدة، وقال: “هذه المودة أكثر من الحب، وتشمل المودة الطاعة العملية للحبيب، وأعلى ثمرة حب النبي (ص) هو تحقيق الوحدة لإمته”.
وأوضح سماحته إن “المودة لأهل البيت عليهم السلام ستكون عامل لمواجهة جبهة الغطرسة العالمية”، منوهاً إلى أن “عبر القيم الضخمة المتوفرة في أهل البيت، فإن مثل هذه القيم تدفع الإنسان على رفض القمع والتضيحة والاستشهاد ومقاومة الغطرسة وتحقيق الوحدة الإسلامية”.
وبين السيد الشاهرودي إن “الجماعات التفكيرية قدمت نسخ مزيفة ومشوهة عن الإسلام في شكل الإسلام التكفيري والمفاهيم الخاطئة عن الإسلام مثل القتل بعنوان الجهاد والخلافة والدولة الإسلامية، لأن إيجاد تنظيم داعش والقاعدة الهدف منه مواجهة القيم الإسلامية”.
وهنأ رئيس تشخيص مصلحة النظام الإيراني الشعب العراقي والسوري وقائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي والحرس الثوري وحزب الله اللبناني وجميع المجاهدين في محور المقاومة بهزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وقال “أن الانتصار على تنظيم داعش أفشل جميع المؤامرات والاستراتيجيات الأمريكية، ونشهد في المقابل أن المقاومة هي أقوى وأكثر شمولا من أي وقت مضى أمام المؤامرات الأمريكية والصهيونية والدولية وحلفاؤها في المنطقة”.
كلمة الامين العام لمجمع الصحوة الاسلامية علي اكبر ولايتي
و في كلمة القاها بالمؤتمر العالمي لمحبي اهل البيت (ع) وقضية التكفيريين يوم الاربعاء، قدم مستشار قائد الثورة الإسلامية امين المجمع العالمي للصحوة الاسلامية وعضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) علي اكبر ولايتي تهانيه بالانتصارات التي حققتها المقاومة في العراق وسوريا على تنظيم داعش الارهابي، ووصف هذه الانتصارات بالكبرى.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وأصحابه المنتجبين
اسمحوا لي في البدء أن أبارك لكم وأهنئكم بمناسبة حلول شهر ربيع الأول وتحقيق النجاحات والانتصارات الأخيرة للأمة الإسلامية المتحدة في سوريا والعراق ضد التكفيريين ومثيري الفتن والتفرقة كما أرحب بكم أجمل ترحيب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيها الضيوف الكرام القادمين من شتى أنحاء العالم الإسلامي.
كذلك أتقدم بالعزاء لذوي الأسر الكريمة التي تضررت بسبب فاجعة الهزة الأرضية الاخيرة ولكل أبناء الشعبين الإيراني والعراقي وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد برحمته الواسعة ضحايا هذا الزلزال المدمر ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.
كما أدعوكم أيها السادة والسيدات الكرام أن تترحموا وتقرأوا الفاتحة على أرواح هؤلاء الأعزاء وجميع شهداء الإسلام منذ الصدر الإسلامي وحتى المعارك الأخيرة التي خاضتها بكل فخر واعتزاز جبهة المقاومة ضد التكفيريين.
تعلمون جيدا أيها السادة العلماء والفقهاء والمفكرين والنخب الثقافية من مختلف أرجاء العالم الإسلامي الذين لبيتم مشكورين دعوة المجمع العالمي للصحوة الإسلامية أن هذا المؤتمر الكبير قد زين باسم أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) ويعقد في أصعب الظروف الإقليمية والدولية. أجل إنهم أهل بيت النبي الأكرم (ص) الحبل الإلهي المتين وأحد الثقلين الذين أوصى بهما الرسول الأعظم (ص) إلى جانب القرآن الكريم حيث قال صلوات الله وسلامه عليه:
“إني تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا أبدا، فإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ”
وهذا الحديث الشريف موضع اتفاق جميع علماء الإسلام.
إنهم أهل بيت الرسول الأكرم (ص) ومن أخيار عباد الله على الأرض وهم خزائن الإيمان وكنوز الإحسان ومشعل الهداية الإلهية لجميع المسلمين نحو السمو والتعالي والكمال. إنهم في طليعة المقارعين للانحراف والعنف والتطرف والجهل وهم حاملي لواء العدالة والمفسرين الحقيقيين للإسلام والقرآن الكريم حيث إن التمسك بأهل البيت عليهم السلام هو الضامن الحقيقي لاتحاد المؤمنين وهداية الناس وإرشادهم نحو الله والنجاة من الضلال.
أيها الحضور الكريم
منذ حوالي سبع سنوات شهدت المنطقة ظاهرة الصحوة الإسلامية التي بشرت بمرحلة جديدة من الحياة السياسية والاجتماعية للأمة الإسلامية وتميزت بثلاث خصائص أساسية وهي أنها كانت ضد الاستكبار والصهيونية والاستبداد وهي قد أوجدت أمواجا معادية للأميركان والصهاينة أثمرت خلال السنوات المنصرمة في بعض الدول الإسلامية وقضت على الظلم والاستبداد والعنجهية وأنهت العديد من الحكام العملاء والمأجورين وتحدت هيكلية النظام الدولي.
لقد حقق تيار الصحوة الإسلامية العديد من الإنجازات الملفتة خلال السنوات الماضية في عدد من الدول استنادا للتعاليم الإسلامية المحمدية الأصيلة. وفي هذا الإطار انحرفت بعض التيارات السياسية عن غفلة وعدم الوعي عن مسيرة الصحوة الإسلامية بعد أن صدقت وعود النظام السلطوي وكانت تمهد في الواقع لعودة حاكمية أعداء الإسلام الحقيقيين على مصير المسلمين.
وعندما كانت الأمة الإسلامية قبل عدة سنوات على أعتاب الدخول في مرحلة جديدة من التألق السياسي والاجتماعي والثقافي والعلمي ولعب دور متميز على المستوى الدولي والحضاري حيث كانت أمواج الإسلام المستندة للتعاليم الإسلامية الأصيلة على وشك اجتياح أرجاء العالم، تفاجأ الجميع بإثارة التفرقة والتطرف والطائفية وتكفير الآخرين من شتى الأقوام والمذاهب الإسلامية وانتشار القتل والإبادة وتشريد الأبرياء في مختلف الدول الإسلامية مما أوجد ظروفا صعبة للغاية أمام العالم الإسلامي.
لقد انتهج البعض من هؤلاء المنحرفين أساليب غير سلمية وعدائية منتهكة لحقوق الشعوب ونهبوا ثروات الدول الإسلامية واحتلوا أراضي المسلمين وأشعلوا حروبا بالوكالة وسعوا من أجل تغيير المفاهيم الأصيلة واستهداف الأسس الفكرية والعقائدية والقيمية والمعرفية في ظل رعاية ودعم شامل من قبل نظام السلطة والهيمنة وعلى رأسه أميركا والنظام الصهيوني حيث فرضوا هذه الأجواء على جزء كبير من العالم الإسلامي وهددوه بشكل جاد ومؤكد.
أجل لقد سعى أعداء الإسلام من خلال الاستفادة من جميع الامكانات المتاحة لنشر الفوضى والاضطراب والفتنة والضعف والحروب في الدول الإسلامية ليتمكنوا من خلال ذلك في فرض سلطتهم عليهم وينهبوا ثرواتهم ويفرضوا كل أنواع التراجع الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي علي المسلمين وفي المقابل عرض صورة داكنة ومشوهة وغير واقعية عن الإسلام طبقا للنموذج الوهابي وهو في الواقع إحياء للجاهلية قبل الإسلام مع كل ما تميزت به من عنف وجهل وجرائم مقيتة يندى لها جبين البشرية مثل ذبح الأطفال وحرق الرجال وأسر النساء والاعتداء عليهن حيث تركت تلك التصرفات الشيطانية الأميركية الصهيونية السعودية آثارا عميقة من الكراهية والحقد بحيث تنصل منها اليوم حتى مرتكبيها.
أيها السادة الأعزاء
رغم أن المرحلة الانتقالية الحساسة التي تمر بها منطقة غرب أسيا وأرجاء أخرى من العالم الإسلامي مليئة بالأخطار والتهديدات وحروب الوكالة إلا أنها شهدت العديد من المنجزات والفرص والنجاحات الملفتة التي عززت روح الاعتماد والثقة بالنفس بين الشعوب الإسلامية والحرة من جهة وحطمت الهيمنة الاستكبارية من جهة أخرى وقضت على أسطورة النظام الصهيوني .. بين المسلمين وجعلته معرضا للكثير من الضربات المميتة إن شاء الله.
لقد تعرض العراق وسوريا كبلدين مسلمين مهمين للكثير من المؤامرات المشتركة خلال السنوات الأخيرة وتحملا العديد من الحوادث الصعبة والمرهقة واجتازا الكثير منها حتى الآن لاسيما خلال العام المنصرم حيث أثمرت الجهود المضنية التي بذلتها الشعوب والحكومات والجيوش الشعبية في هذه الدول وبدعم وإسناد من جبهة المقاومة وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية عن انتصارات باهرة في مكافحتها للإرهاب والمجاميع التكفيرية وبشكل أخص خلال الأسابيع والأيام الأخيرة حيث سقطت آخر حصون داعش في العراق وسوريا وبذلك تم تحقيق إنجاز استراتيجي مهم أدخل البلدين العراق وسوريا والمنطقة بشكل عام في مرحلة جديدة.
واليوم فإن الشعب اليمني المظلوم يتعرض لقصف وحشي دموي يركتبه العدوان السعودي في ظل أجواء الصمت المميت من قبل وسائل الإعلام الغربية والمجامع الدولية الخاضعة للهيمنة الأميركية والقوى الحليفة لها وكذا الأمر بالنسبة للبحرين الذي تنفذ فيه المشاريع والمؤامرات الداخلية والإقليمية والدولية مما أدخل هذا البلد في مرحلة خطيرة ومعقدة للغاية ولكن رغم كل تلك المؤامرات والإجراءات الظالمة فإن مستقبلا مشرقا ومليئا بالفخر والاعتزاز بانتظار الشعبين العظيمين والمقاومين اليمني والبحريني وباقي الشعوب المظلومة إن شاء الله.
“وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ محمد علي التسخيري: مؤتمر قضية التكفيير يتصدى لفكر داعش والوهابية
قال رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ محمد علي التسخيري ان المؤتمر العالمي لمحبي أهل البيت (رضي) وقضية التكفيريين يتصدى لأفكار داعش والوهابية ويسعى الى اظهار الاسلام الحقيقي.
وأضاف الشيخ التسخيري في تصريحات أدلى بها على هامش المؤتمر العالمي لأهل البيت عليهم السلام الذي بدأ أعماله صباح اليوم الاربعاء في العاصمة الايرانية طهران ويستمر الى يوم غد، أن جميع المسلمين يحبون ويودون أهل البيت (رضي) والقضية ثابتة للجميع.
وشدد على أن المؤتمر يسعى الى ترجمة محبة أهل البيت عليهم السلام الى الواقع بشكل عملي، ليسير المرء على نهج أهل البيت عليهم السلام.
كما شدد على أن أبرز ما يميز نهج أهل البيت (رضي) هو أن يكون المتبع لهم معارضا ومتصديا للتكفيريين وللوهابية، مؤكدا أن هذا النهج والطريق محفوف بالانجازات والنجاحات.مع العالمي للصحوة الإسلامية حميد رضا مقدم فر.
محمد علي أنوشة
وفي مراسم افتتاح المؤتمر أكد عضو لجنة الإعلام في لجنة إقامة مؤتمر محبي أهل البيت عليهم السلام محمد علي أنوشة، على أن موضوع تواجد التكفيريين في المنطقة في يومنا الراهن أصبح أكثر كراهية من ذي قبل وان وسائل إعلام البلدان العضوة في الإتحاد ستتناول التبعات السلبية لتفشي الأفكار المنحرفة لهذه الجماعات التكفيرية عن طريق بث وجهات نظر العلماء المشاركين في هذا المؤتمر.
والإسلام سيبقى دين الرحمة والسلام ويعارض قتل الابرياء، لكن المنظمات التكفيرية المدعومة من قبل امريكا، وعن طريق اعمالها البشعة تحاول رسم صورة مشينة عن الاسلام وغايتهم في ذلك تشويه سمعة المسلمين، عبر محاولات أعداء الأمة لتفتيت المنطقة عن طريق اثارة الفتن الطائفية بين شعوب المسلمين، ما يحتم الانتباه إلي هذه المؤامرات، وعدم الانجرار وراء الشائعات والدعايات التي يقوم بها هؤلاء.
وإقامة مثل هذه المؤتمرات يحث على إنقاذ الشعوب من مستنقع الجهل والإجرام، كما يدعو للصحوة الإسلامية في مواجهة مخططات التقسيم في المنطقة، وتقريب المذاهب الإسلامية يكون بمثابة انتصار كبير بوجه أعداء الإسلام والإنسانية .
هذا ويستضيف هذا المؤتمر الدولي 500 شخصية من علماء الشيعة والسّنة من 94 دولة في انحاء العالم، الى جانب 250 شخصية من علماء الدين السنة والشيعة في ايران.
ويتناول المؤتمر عدد من المواضع على رأسها كيفية تعزيز الوحدة والانسجام بين المسلمين السنة والشيعة وقضايا أخرى تهم العالم الإسلامي كالتكفير.
ومن كبار الشخصيات التي تحضر اعمال المؤتمر يشار الى الامين العام لمجمع الصحوة الاسلامية علي أكبر ولايتي، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام اية الله هاشمي شاهرودي، ورئيس مجلس صيانة الدستور، رئيس مجلس خبراء القيادة في ايران آية الله جنتي، والمتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي، والمسؤول الثقافي للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية حميد رضا مقدم فر.
المصدر: وكالات