الكفاف في شرح الاعتكاف

الكفاف في شرح الاعتكاف.. بحوث في شرح العروة الوثقى للسيد اليزدي “ره”

خاص الاجتهاد: صدر حديثاً عن “انتشارات الخوئي” في قم المقدسة كتاب ” الكفاف في شرح الاعتكاف” تأليف الباحث وأستاذ البحث الخارج في حوزة قم العلمية حجة الإسلام السيد محمد مهدي رفيع بور الطهراني وهو شرح استدلالي فقهي على كتاب الاعتكاف من موسوعة العروة الوثقى لآية الله السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي “قدس سره”.

يقول المؤلف عن الكتاب: قد كتبت قبل سنوات شرحاً فقهياً إستدلالياً على كتاب الاعتكاف على ما أفاده السيد الفقيه الطباطبائي اليزدي في كتاب العروة الوثقى وقد نال بحمد الله تعالى هذا الأثر المتواضع الجائزة والتقدير في بعض المهرجانات حول “الاعتكاف”.

وقد عدلت عن آرائي وغيرتها في بعض المسائل الرجالية وغيرها طيلة هذه السنوات إلا أنه رجّحت بقاء الكتاب على حاله لعدم المجال لتحريره من جديد ولذلك اقتصرت على إصلاح الموارد الضرورية وقد علقت على بعض مسائله ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

وختاما أشكر ولدنا الفاضل المحقق السيد عبدالله السيد الحسيني الشاهرودي حيث راجع مصادر المتن وصححه فلله دره وأجره.

يقول مصحح کتاب الكفاف في شرح الاعتكاف حول ميزات الكتاب:

يعد كتاب العروة الوثقى للسيد الطباطبائي اليزدي إحدى أهم الكتب الفتوائية في الفقه الشيعي، وقد نال اهتمام كثير من الفقهاء في المائة عام الماضية، وكُتب عليه العديد من الشروح والهوامش والتعاليق. والكتاب المقدم بين يديكم هو من بين الشروح التي تتناول دراسة تفصيلياً واستدلالياً لباب الاعتكاف من كتاب العروة الوثقى.

الميزة الأولى لهذا العمل هي الاهتمام بآراء القدماء والمعاصرين ونقل كلماتهم في أبحاث مختلفة من الكتاب. ومن المزايا الفقهية التي يتمتع بها المؤلف، كثرة المتابعة في أعمال وكتابات الفقهاء. وهذه المتابعة هي في الواقع دراسة تفصيلية للمسار التاريخي لمسألة فقهية حتى يتمكن الفقيه من هذا المنظور، التنظير بمعرفة التطورات الفكرية والعلمية التي حدثت في تلك المسألة.

ومن المهم أيضا أنه نلاحظ أن المؤلف لم يكتف في نقل الأقوال بآراء الفقهاء الإمامية فقط، بل في كثير من الحالات، وحسب الحاجة، نقل آراء فقهاء السنة أيضاً. كما تم مراجعة أكثر من مائة وخمسين مصدرًا في تأليف الكتاب.

الميزة الثانية لهذا الكتاب هي عناية المؤلف بمكانة القرآن في استنباط الأحكام الفقهية. بحيث أنه وقبل الدخول إلى الآيات، تناول دراسة مقتضى آيات القرآن كالأصل والقاعدة الأولى في المسألة ووفقاً لمبنى المؤلف المختار، لم يخصًّص الأصل المستفاد من القرآن إلا بالروايات المعتبرة والكثيرة.

على هذا الرأي لا يتمكن الخبر الواحد تخصيص القرآن أو تقييده، وإن كان صحيحاً.

إضافة إلى ذلك تم التمسك إلى الإطلاقات والعمومات المستفادة من القرآن عند التعارض كأول مرجح، كما في مسألة مسجد الاعتكاف تم الاستناد إلى آية لَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاکِفُونَ فِی الْمَسَاجِدِ” في ترجيح الروايات العامة.

ما يمكن ذكره كميزة ثالثة لهذا العمل هو العناية الكبيرة إلى المباحث الرجالية في مختلف الأبحاث الفقهية للكتاب. فقد أبدى المؤلف آراءه الاجتهادية حول الرواة أو مصادر الروايات من خلال تنواله التخصصي لهذه المباحث.

السمة الرابعة للكتاب، هي الابتكار في الفروعات والإبداع في الاستدلالات. فهناك توجد العديد من الحالات التي يقدم المؤلف استدلالاً في مسألة من منظور بديع وذلك بعد ذكر استدلالات الفقهاء الكبار وعدم تماميتها فيها. هذه الميزة تدل على الحرية الفكرية والروح العلمية للمؤلف في مواجهة المسائل والأبحاث.

ما هو واضح في جميع مباحث هذا الشرح هو أن المؤلف يقوم بدراسة الفروعات الفقهية دون أي افتراضات مسبقة، ويستنتج نتائجه العلمية المختارة بمقتضى الأدلة وبغض النظر عما يمكن اعتباره مخالفًا للفتاوى المشهورة.

الخصوصية الخامسة لهذا الأثر هي اهتمام بالمباحث اللغوية في كشف دائرة الموضوعات وتحديدها والالتفات إلى ذكر المباني الأصولية في الموضوعات التي تسبب تلك المباني الاختلاف في الفتاوى الفقهية.

يذكر أن الطبعة الأولى لهذا الشرح (الكفاف في شرح الاعتكاف) لمؤلفه حجة الإسلام السيد محمد مهدي رفيع بور الطهراني ومراجعة حجة الإسلام السيد عبد الله الحسيني الشاهرودي، تم إصدارها في 272 صفحة بقم المقدسة. 

 

تقريظ سماحة آية الله السيد نورالدين شريعتمدار الجزائري لكتاب الكفاف في شرح الاعتكاف :

بسم الله الرححمن الرحيم

الحمد للہ الذی علّم بالقلم وعلّم الانسان ما لم يعلم والصلوة والسلام علی سیدنا محمد المصفطى المرسل لهداية العرب والعجم وعلی آله المنتجبين عناصر الأبرار وأولياء النعم.

وبعد فإن شرافة كل علم بشرافة موضوعه والغرض المترتب عليه وكلما ازداد العلم شرفاً موضوعاً وغرضاً ازدادت شرافة العلم رتبة ودرجة وعلى ذلك فعلم الفقه أشرف العلوم وأفضلها لأفضلية موضوعه وشرافة الغرض المترتب عليه بالنسبة لسائر العلوم، حيث أن الموضوع فيه أفعال المكلفين من حيث ترتب الحكم الشرعي عليها وهذه الحيثية جعلت موضوعه خير موضوع وأفضل بالنسبة إلى سائر العلوم.

الكفاف في شرح الاعتكاف

وأما الغرص المترتب عليه فهو في الدرجة العليا من الشرافة والفضيلة لأن الغرض في علم الفقه تحصيل السعادة في الدنيا والآخرة ولا غرض أفضل من هذه السعادة الموجبة لكمال النفس وتقربها إلى الله عزوجل. كما ان أبواب الفقه في نفسها مختلفة من حيث الفضيلة والشرافة فإن بعضها موجبة لتحصيل السعادة في الدنيا فقط وبعضها موجبة للسعادة في الدنيا والآخرة والثاني أفضل وأشرف من الأول.

ومن الثاني العبادات لأنها محصلة للسعادة الدنيوية والأخروية ومن جملة العبادات الاعتكاف وهو مشتمل على عبادات الموجبة لتذكية النفس وتطهيرها والانقطاع عن العلاقات الدنيوية وتحصيل السعادة في الدنيا والآخرة.

واختار هذا الباب السيد السند والفاضل المعتمد والعالم المسدد حجة الإسلام والمسلمين آية الله السيد مهدي رفيع بور التهراني من كتاب العروة الوثقى وعلق عليه وشرحه بأحسن شرحاً وافياً من غير تطويل مخل للإيجاز… فوجدته كافياً لما هو المقصود في ذلك الكتاب وافياً لما هو المطلوب من هذا الباب جامعاً لما ارتبط من أدلتها من الكتاب والسنة والعقل والأصول العملية، فلله دره وهو موفقه ومسددة والسلام

فروردين 1401 ش سيد نورالدين شريعتمدار جزائري / شهر رمضان المبارك 1443هـ

 

محتويات الكتاب

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky