الاجتهاد: صدر حديثًا عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي كتاب “الفكر اللساني التداولي عند السيد محمد باقر الصدر -الظهور وحجيته نموذجًا” للباحث حسين شمس الدين
“تنتمي هذه الدراسة إلى فرعين علميين، الأول هو علم أصول الفقه والثاني هو التداوليات والتي تعد من فروع البحث اللساني، وتحاول اكتشاف العناصر التي يلتقي فيها البحث الأصولي مع البحث اللساني التداولي،
وقد تم اختيار موضوع “الظهور وحجيته” عند السيد محمد باقر الصدر، ورصد ومقارنة أبعاد الفكر التداولي فيه على ضوء الدراسات والمصادر التداولية التي حددت أساليب تناول وتحليل اللغة والخطابات.
وقد وجدنا أن البحث الأصولي المذكور هو في العمق بحث تداولي إذ تتجلى فيه جميع العناصر التداولية للبحث، فالتداولية التي تبحث عن اللغة بوصفها مستعملة من قبل أفراد لهم سياقات استعمالهم لها وافتراضاتهم المسبقة لهذا الاستعمال أثناء المحاورة مضافًا إلى أن نظرية أفعال الكلام التي تمثل ركنًا أساسيًا في البحث التداولي تظهر بشكل جلي في مباحث الأصول لا سيما بحث الظهورات،
ومن هنا سعى البحث بعد بيان العناصر المشتركة للبحث التداولي وبيان مباحث الظهورات وحجيتها في أصول الفقه إلى بيان التطبيقات التداولية لهذه العناصر المشتركة في الفكر الأصولي عند السيد محمد باقر الصدر”.
توجهنا في بحث “الفكر اللساني التداولي عند السيد محمد باقر الصدر.. الظهور وحجيته نموذجًا” إلى تنقيح واحد من أهم مباحث أصول الفقه وهو بحث الظهور وحجيته؛ ذلك أنه هذا البحث تقع على عهدته أولى مسارات فهم النصوص الدينية التشريعية والقانونية ولولاها لأنسد باب الفهم في الغالب..
وإنا لما وجدنا علم اللسانيات الذي أخذ مأخذه في البحوث الإنسانية والفلسفية الأكاديمية قد نزل إلى موضوعات اللغة والنصوص والمحاورة، محاولاً بذلك تأسيس علم مستقل يعني بتشريح أساليب البحث اللغوي وحجتاه – وقد تشعّبت أبحاثه وكثرت فروعه – يعتني بأحد تلك الفروع بعين ما، يعتني به الأصولي في مبحث الظهور، وهو فرع التداوليات الحديث نسبيا، والذي ظهر من رحم الفلسفة التحليلية..