الاجتهاد موقع فقهي
الاجتهاد: أكد الشيخ حسن الصفار أن الريادة العلمية والدينية التي يحققها الأفراد في مسيرتهم، ما هي إلا نتاجٌ طبيعي لاهتماماتهم الأولية وشغفهم المبكر.جاء ذلك خلال استعراض الشيخ الصفار لذكرياته مع شخصيات بارزة عرفهم في بدايات شبابهم، مثل الشيخ علي المحسن والسيد منير الخباز، لافتًا إلى أن ما كانوا عليه من اهتمامات أولية قادهم بمرور الوقت إلى المواقع المتقدمة التي يشغلونها اليوم في مجالات العلم والدين.
وكان الشيخ الصفار يتحدث أمام مجموعة من الشباب وأعضاء نادي اقرأ الثقافي، في لقاءٍ استضافته مكتبته صباح السبت، بهدف تعزيز ثقافة الوسطية والوعي المجتمعي.
وشدد الشيخ الصفار على أن المراحل التأسيسية في حياة الإنسان، خصوصاً الطفولة والشباب، تمثل ”القاعدة الذهبية“ التي تُبنى عليها التوجهات الفكرية والسلوكية، مستشهداً بما روي عن أمير المؤمنين علي حول أهمية التعلم في الصغر للوصول إلى السيادة في الكبر.
وفي سياق متصل، دعا الشيخ الصفار الشباب إلى عدم حصر اهتماماتهم في الثقافة العامة وحدها، رغم أهميتها البالغة، بل إلى توسيع آفاقهم نحو التجارب العلمية والابتكار.
وأوضح أن المجتمعات لا ترتقي ”بالكلمة“ فقط، بل هي بحاجة ماسة للمخترعين والمبتكرين ورواد العلم، مؤكداً أن النهضة تتحقق ”بالمختبر والفكرة والتجربة“ جنباً إلى جنب مع الفكر.
ولدعم هذه الفكرة، ساق الشيخ الصفار نماذج سعودية مشرقة حققت إنجازات عالمية، منها تجربة الدكتور محمد العوامي، الذي صنفته جامعة كامبريدج كأحد أفضل المبتكرين في العالم.
وأشار إلى أن شغف العوامي العلمي بدأ في سن مبكرة جداً، حين كان في الصف الرابع الابتدائي يراقب سلوك النمل في قارورة رملية.
وأشار إلى تجربة الكاتب حسن الخاطر من بلدة القديح، ونجاحه في حجز مكانة متقدمة في مجال الخيال العلمي عربياً، مؤكداً أن هذه النماذج يجب أن تُقدَّم للشباب كقصص نجاح ملهمة.
واختتم الشيخ الصفار كلمته بنداءٍ طموحٍ للشباب، يحثهم فيه على تنويع اهتماماتهم والموازنة بين الفكر والعلم، وبين الثقافة والتجريب، لأن ذلك هو السبيل الحقيقي لنهضة المجتمعات وحيازة مواقع مؤثرة إسلامياً وإنسانياً.
من جهته، عبّر رئيس نادي اقرأ الثقافي، عبدالله الهمل، عن تقديره العميق لهذا اللقاء، معتبراً أن عطاء الشيخ الصفار يجسد روح الشراكة المجتمعية وإيمانه بأهمية القراءة في بناء الإنسان.
وأضاف الهمل أن حضور الشيخ الصفار كان له أثر بالغ في نفوس الشباب، إذ عكس رسالة واضحة في دعم المبادرات الثقافية وتنمية الوعي بأهمية التفوق العلمي، مقدماً شكره لمكتبة سماحة الشيخ على دعمهم وتعاونهم المتميز.
