الاجتهاد: خلال المؤتمر الدولي 34 للوحدة الإسلامية: أشار رئيس مؤسسة الأمة الواحدة في اسلام آباد، الشيخ أمين شهيدي الى مواطن الضعف الثقافي والفكري والسياسي في العالم الاسلامي الى جانب التدهور الاقتصادي واتساع رقعة الطبقة الفقيرة في كثير من الدول الاسلامية والحصار الاقتصادي المطبق على بعض الدول، داعيا علماء الدين والمفكرين الاسلاميين الى تركيز جهودهم في المجال الفكري والثقافي والروحي الذي يشكل الاخطر الاكبر على مستقبل العالم الاسلامي.
وخلال كلمته المتلفزة في المؤتمر الدولي الافتراضي الرابع والثلاثون للوحدة الاسلامية المنعقد حاليا في طهران تحت عنوان “التعاون الاسلامي لمواجهة الكوارث والبلايا”، اكد رئيس مؤسسة الامة الواحدة في اسلام اباد، الشيخ أمين شهيدي ، ان التحدي الاكبر الذي يواجهه عالمنا الاسلامي اليوم هو الغزو الثقافي والفكري، حيث يشكل ساحة من ساحات الجهاد للمؤمن فان تراخي عن الصمود والمقاومة من اجل عقيدته فسيصاب بانواع المشاكل والمحن.
ودعا علماء الاسلام ومفكريهم ان يبذلوا جهودهم لمواجهة هذا الغزو الفكري الذي يشكل خطرا جسيما على الامة الاسلامية. فالغزو الفكري والثقافي حسب رأيه يشكل هو اكثر فتكا للمجتمع الاسلامي من باقي الكوارث الطبيعية، مشيرا الى ضرورة الكشف على حقيقة بعض الانظمة المسمى بالاسلامية التي الحقت افدح الخسائر المادية والفكرية والثقافية بهذه البلدان .
ومن ثم لفت الى ضرورة الشعور بالمسؤولية بما يحل من مشاكل ومحن في كل من العراق وسوريا واليمن والبحرين وكذلك الاضطهاد المستمر بحق مسلمي كشمير ، ومعاناة الافغانيين على مدى اربعين عاماً .
واكد ان كل هذه المحن والمشاكل يرجع سببها الرئيسي الى الضعف الفكري والثقافي والمستوى المعرفي المتدني لهذه الشعوب، مشيرا الى العالم الاسلامي يعاني الفرقة والتشتت ولهذا السبب لا يستجب احد لنداءات الاغاثة والعون والدعم لمسلمي تلك البلدان. وسبب ذلك حسب ما يراه الشيخ شهيدي يرجع الى عمالة اكثر الدول الاسلامية للمستكبر الامريكي والغربي .
واشار الى ان بعض هذه الدول تنعم باقتصاد قوي والرفاهية ولكن الامر الخطير يكمن في تبعيتهم للاجنبي والتخلف الفكري الذي يعم شعوبهم ولهذا هم لا يشعرون بالمسؤولية تجاه اخوانهم المسلمين في البلاد الاخرى.
وفي هذا السياق دعا علماء الاسلام ومفكريهم الى معالجة التخلف الفكري والديني الذي يعم العالم الاسلامي ووضع خطط حكيمة وعملية لمواجهة الغزو الفكري والثقافي الغربي الذي هو من اهدافه اثارة الخلافات بين السنة والشيعة.
وندد الشيخ شهيدي بعملية التطبيع التي قامت كل من الامارات والبحرين مع الكيان الصهيوني داعيا العلماء تعرية هذا الخذلان والهوان والذل.
واشار الى ان الغرب وراء كل النعرات الطائفية التي شهدتها باكستان خلال العام الماضي بعد ان كان الهدوء قائما بين الفريقين لمدة عدة اعوام ومواقفهم كانت موحدة تجاه قضايا المنطقة، مشيرا الى ان الغرب وامريكا هم وراء الانهيار الاقتصادي التي تعانيه افغاستان لانهم لايريدون لهذا البلد وبلدان المنطقة التقدم والازدهار والاستقلال السياسي.
وفي هذا المجال اشار الى المسؤولية الخطيرة للعلماء والمفكرين الاسلاميين في توعية مجتمعاتهم وترسيخ ثقافة الثقة بالنفس والاعتماد على امكاناتهم المادية والفكرية والعلمية للخروج من كاهل التبعية للغرب والخلاص من التخلف والمشاكل الاقتصادية .
هذا وواصل المؤتمر الدولي 34 للوحدة الاسلامية أعماله في طهران لليوم الثاني مع الموتمر الاقلیمي لمنطقة شبه قارة الهند : التعاون الاسلامي فی مواجهه المصائب والکوارث.
وانطلقت المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للوحدة الاسلامية تحت عنوان “التضامن الاسلامي لمواجهة الكوارث والاوبئة ” يوم الخميس المصادف 12 ربيع الاول 1442 للهجرة و29 اكتوبر 2020 بکلمة الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية حجة الاسلام و المسلمين الدكتور حميد شهرياري وبمشاركة نحو 300 شخصية علمائية وفكرية ، وبمشاركة المرجع الديني اية الله مكارم شيرازي ورئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف .
المؤتمر هذا العام وبسبب تجنب تفشي فيروس كورونا ورعاية للاجراءات الصحية سيعقد على الفضاء المجازي وعبر الدائرة التلفزيونية المغلقة وعن طريق الموقع الرئيسي للمؤتمر: iuc.taqrib.ir/live
وسيبحث المشاركون في المؤتمر سبل التعاون بين الاطياف المختلفة للمجتمعات الاسلامية لمواجهة جائحة كورونا التي تحولت الى كارثة عالمية مؤلمة وكيفية استغلال هذا الوباء لتوحيد شتات المسلمين التي فرقتها الانظمة السياسية العميلة والمخططات الصهيوامريكية والتيارات التكفيرية .
وسيتم نشر هذه المحادثات على الموقع الرئيسي لمؤتمر الوحدة الإسلامية: iuc.taqrib.ir/live
المصدر: وكالة أنباء التقريب