خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / حوارات ومذکّرات / 55 مذكرة خاص / الرد على الشبهات حول شهادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) وحادثة الهجوم على بيتها

الرد على الشبهات حول شهادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) وحادثة الهجوم على بيتها

خاص الاجتهاد: على الرغم من الانتشار الواسع للروايات المتعلقة بشهادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وحادثة الهجوم على بيتها، فقد أثار المعارضون إيرادات منذ زمن بعيد، ورد عليها المتكلّمون الشيعة. / بقلم الاستاذ السيد محمدمهدي شبيري.

من جملة هذه الإشكالات: صعوبة تصديق وقوع مثل هذه المصيبة على زوجة الإمام علي (عليه السلام) وصمته عنها، بالنظر إلى شجاعته وغيرته التي لا تُنكر.

علماء الشيعة الأجلاء ذكّروا في الردّ بأنّ تصرّفات الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لم تكن نابعة من عواطف شخصية، بل كان الإمام (عليه السلام) يراعي المصالح الدينية العليا. وهذا الأمر نفسه هو ما دفعه إلى السكوت عن غصب الخلافة أيضًا (انظر: الكليني، ٨/ ٢٦٥ – ٢٦٦).

كان النبي (صلى الله عليه وآله) قد أوصى الإمام عليّاً (عليه السلام) بالصبر في مواجهة هذه الحوادث، وكانت نتيجة هذا الصبر هي الحفاظ على الدين ومنع وقوع أحداث أشدّ وأمرّ، ويُعتبر هذا الصبر أعظم جهاد قام به الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في تلك الظروف العصيبة (انظر: العاملي، ١/ ٢٦٦ – ٢٧٧؛ يوسفي غروي، ٢/ ٣ – ١١؛ مهدي، ٢٧٧ – ٢٧٩).

وفي السنوات الأخيرة، دفعت بعض الإيرادات الباحثين إلى إعادة دراسة هذا الموضوع وتأليف الكتب حوله. ومن هذه الدراسات، كتاب (مأساة الزهراء عليها السلام) للسيّد جعفر مرتضى العاملي، الذي تناول فيه الشبهات القديمة والحديثة. على سبيل المثال، إحدى الشبهات هي أن بعضهم اعتبر كتاب سليم بن قيس هو المصدر الأصلي لتقرير حادثة الهجوم، وشكّكوا في وقوع الحادثة بإنكارهم لمصداقية هذا الكتاب. وقد أكد السيد العاملي أن تقرير هذه الحادثة لا يقتصر على كتاب سليم بن قيس، وأضاف أنه بالنظر إلى القرائن (مثل استناد المحدّثين المتقدمين إلى هذا الكتاب وتصريحهم بصحته)، فإنّ هذا الكتاب صحيح ومُعتبر (انظر: ١/ ١٤١ – ١٥٥).

إشكال حول ضرب النساء:

الشبهة: الإشكال بأن ضرب النساء كان عيباً كبيراً في المجتمع العربي، ولا يتماشى مع الروح العربية والتقاليد الجاهلية، ولذا فإنّ ضربها غير صحيح.

الردّ: هذا الإشكال أيضًا غير صحيح، لأن طالبي السلطة لم يترددوا في ارتكاب أي فعل، حتى قتل أبنائهم وإخوتهم، من أجل الوصول إلى الحكم وتثبيت أركانه. ومن ناحية أخرى، سجّلت الكتب التاريخية أمثلة كثيرة لضرب النساء في ذلك الوقت (انظر: ١/ ١٨٩ – ١٩٩).

إشكال حول أبواب البيوت:

الشبهة: إشكال آخر طُرح هو أن بيوت النبي (صلى الله عليه وآله) في ذلك الوقت لم تكن تحتوي على أبواب خشبية تدور على محورها، بل كانت مجرد ستائر معلّقة على مداخل الغرف. وعليه، فإنّ حرق باب منزل السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أو عصرها بين الجدار والباب أمر غير معقول.

الردّ: هذا الإشكال أيضًا غير صحيح، إذ لا توجد شواهد تدلّ على أنهم كانوا يعلّقون ستائر فقط على مدخل البين في ذلك الوقت. كما أن استعراض الشواهد الكثيرة حول أبواب المدينة يشير إلى أن البيوت في ذلك الوقت، بالإضافة إلى الستائر، كانت تحوي أبوابًا، بعضها بباب واحد وبعضها ببابين، وكانت هذه الأبواب تُغلق وتُفتح بواسطة أقفال ومزاليج (انظر: ٢/ ٢٢١ – ٢٢٩).

إشكال حول مكانة السيدة الزهراء (عليها السلام) في المجتمع:

الشبهة: الإشكال الذي يُثار أكثر من غيره هو أنه بالنظر إلى الاحترام الكبير الذي كانت تحظى به السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في مجتمعها، فإنّ وقوع حوادث مثل الهجوم على منزلها غير قابل للتصديق.

الردّ: أجاب الباحثون بأن احترام النبي (صلى الله عليه وآله) كان بلا شك أعظم من احترام السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ومع ذلك، فإنّ الصحابة خالفوا أوامر النبي (صلى الله عليه وآله) صراحةً (انظر: البخاري، ١/ ٧ / ٥ ـ ١٣٨).

ومن الأمثلة البارزة على ذلك، مخالفة أمر النبي (صلى الله عليه وآله) في آخر يوم خميس من حياته، بقولهم: “إن هذا الرجل ليهجر” (انظر: ابن سعد، ٢/ ٢٢٤ ـ ٢٢٣؛ النسائي، ٣/ ٢٤٢؛ الطبراني، ١١/ ٣٥٢)، ومن المعروف أن قائل هذه العبارة كان قائد المهاجمين على بيت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أيضًا.

من جهة أخرى، بالرغم من أن معظم الناس كانوا يحترمون السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، إلا أنّه ليس كل الناس كانوا كذلك، وليس لدينا ما يدلّ على أن المهاجمين على منزلها كانوا يحترمونها. فمعظم أفراد المجتمع، بالرغم من احترامهم للسيدة الزهراء (عليها السلام) في الظروف العادية، لم يكونوا مستعدين للتضحية من أجلها وقت الشدائد، وفضّلوا راحتهم على تحمّل المشقة للدفاع عن حريم السيدة الزهراء (عليها السلام). ولذلك، لم يتصدّوا للسلوك العنيف للحكام (انظر: العاملي، ١/ ٢٢٠ ـ ٢٢٧؛ مهدي، ٢٧٨ – ٢٧٩).

هناك العديد من الشواهد التي تدلّ على أن العداء للإمام علي (عليه السلام) كان سائداً في زمن النبي (صلى الله عليه وآله). كان الكثير من القرشيين لديهم حساسية تجاه بني هاشم. وقد ظهرت الأحقاد المكبوتة ضدّ بني هاشم عموماً، وضدّ أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) خصوصاً، بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، وأدّت إلى وقوع حوادث مثل حادثة الهجوم.

من وجهة نظر بعض أهل ذلك العصر، لم تكن نهضة النبي (صلى الله عليه وآله) نهضة إلهية من منطلق الوحي، بل كانت نهضة قبلية هدفت إلى سيادة بني هاشم. ولذا، حاولوا بكل قوتهم منع اجتماع النبوة والخلافة في هذه العائلة – الأمر الذي كان سيؤدي، في إطار الأفكار الجاهلية، إلى تفاخر هذه القبيلة. وفي مثل هذا الجو، فإنّ وقوع حوادث مثل الهجوم على منزل السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ليس مستبعداً (انظر: أحمدي ميانجي، ٥٠، ٥٧ ـ ٥٨).

في العصر المعاصر، كُتبت أعمال متنوعة للردّ على الشبهات المثارة (انظر: شبيّري، بعد النبي صلى الله عليه وآله، ٩٩ ـ ١٠٤ ؛  مقالة ببليوغرافيا فاطمة عليها السلام).

 

المصدر: كتاب “دانشنامه فاطمی سلام‌الله‌علیها” بالفارسية، ج۱، ص۳۳۶-۳۶۰.

حول موسوعة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام 

أشار حجة الإسلام أبو القاسم مُقيمي حاجي إلى تفاصيل “دانشنامه فاطمي”(موسوعة السيدة فاطمة) قائلاً: اقترح قائد الثورة الإسلامية تدوين موسوعة حول السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام على معهد الثقافة والفكر الإسلامي، وقد بدأت عملية إعداد هذه الموسوعة في عام 2009 م.

وتابع: تناولت المجلدات الثلاثة الأولى من هذه الموسوعة محاور حياة ومنزلة وشخصية السيدة الزهراء (س)، بينما عالجت المجلدات الثلاثة اللاحقة بحوثاً تحليلية، علمية ونظرية، تتعلق بقضايا المرأة والأسرة، بالاستفادة من المصادر الأولية.

وأضاف مقيمي خاطئ: عملت أربع لجان في إعداد هذه الموسوعة، وهي: لجنة التاريخ والسيرة، والحقوق، والاجتماع، والحكمة، حيث جُمعت 118 مقالة وتمت مراجعتها وتحريرها الأدبي.

وفي إشارة إلى محاور أخرى في هذه الموسوعة، قال: يعد نمط الحياة فاطمة الزهراء عليها السلام والاقتداء بحياة هذه السيدة، والنشاط في المجالات الاجتماعية والفردية، من الأبعاد الأخرى لحياة هذه السيدة التي تم تناولها.

واختتم قائلاً: تم تدوين هذه الموسوعة بإشراف 100 مُقيّم علمي و 40 من الفضلاء المثقفين والمُحررين، وتحت إشراف المجلس العلمي للموسوعة، وبمشاركة مؤرخين وأساتذة وعلماء حوزويين كبار، من أمثال: آية الله أستادي، وحجج الإسلام اليوسفي الغروي، ورشاد، وبهجت بور، والسيدة علاسوند.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *