الاجتهاد: ينقل سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي في كتابه “خفايا وأسرار من سيرة الشهيد السيد محمد باقر الصدر “قدس سره” والذي كان في الفترة الدراسية النجفية ملازماً للشهيد الصدر “قدس سره” في مختلف دروسه ومواعظه وندواته ومجالسه، كما كان سماحته وكيلاً عاما للسيد الشهيد، أنه سمعت أن بعض التجار الأكارم في سوق بغداد عرضوا على السيد الشهيد الصدر “قدس ره” وانقلها عمن نقلها عن السيد محمد باقر الحكيم وهو رکن.
ان هؤلاء عرضوا بناء بيت أو شراء بيت له “ره” خاصة فرفض فظنوا انما رفض لعلمه أن ذلك من الحق الشرعي فاخبروه أن المال ليس من الحق الشرعي بل هو تبرع خالص وهم يؤدون الحق الشرعي کاملاً فرفض واعتذر منهم وشكرهم قائلًا: إن شاء الله أملك بيتاً عندما يملك جميع الطلبة بيوتاً وأنا آخر من يملك،
وبالطبع هذا الكلام يشبه المستحيل لأن طلبة العلوم الدينية معظمهم فقراء فلا مندوحة للوصول إلى اشباع حاجات الجميع والوصول بهم إلى الكفاية ورفع الحاجة عنهم الا في ظل دولة اسلامية عادلة اذاً هو لا يملك في هذه الدنيا وهكذا فرض على نفسه أن يقدرها بضعفه الطلبة حتى لا يتبيغ بالفقير فقره فيهلك.
ذات يوم مرضت وتغيبت عن الدرس فتحسس من غيابي لأنني كنت قريبا منه حين كتابة الدرس فسأل الشيخ حسن طراد عني فأخبره بالمرض وفجأة جاءني بعد صلاة المغرب وطرق الباب بلا سابق انذار ومع اني كنت مريضا قمت احتراما له واستقبلته على الباب وعدت إلى فراشي فاطمأن علىّ ولم يطل الجلوس عندي ودعا الي وودعني ثم قدم لي السيد محمود الخطيب الذي كان برفقته مبلغ خمسة عشر دينارا مساعدة طبية.
ولقد رأى الشهيد الصدر بعضَ جيراني ففزع من هول ما رأى، فمن هو الشيخ عفيف حتى يزوره باقر الصدر، والحل لديهم كان بسيطاً، أنه من اقطاب حزب الدعوة، ثم بعث هذا البعض رسالة لصاحب البيت يحذره من بقائي في البيت فبعث ولده لأخذ الأجرة ورفع السعر الجديد إلى 25 دینار وهو سعر تعجيزي وكان السعر المتفق عليه يومها عشرة دنانير، فلم ارضَ بهذا التصرف وتركته ونقلت إلى بيت أرخص، وقد يسر لي الله ذلك على خير ما يرام.
المصدر الصفحة 161 من كتاب خفايا وأسرار من سيرة الشهيد السيد محمد باقر الصدر “ره” للعلامة الشيخ عفيف النابلسي
تحميل الكتاب