الاجتهاد موقع فقهي
الاجتهاد: هذه الصفحات لا تتحدث عن مرجعية شخص، وإنما تتناول المرجعية كنظام، وقد يتمثل هذا النظام في فقيه بأعلى درجاته، بينما يكون في فقيه آخر في درجته المتوسطة وهكذا.وربما يكون هذا أحد الأسباب بالإضافة إلى الظروف المحيطة التي تجعل مرجعية ما، مرجعية عليا في الطائفة وتأثيرها يتعدى زمان وجود الفقيه إلى أزمنة لاحقة، بخلاف غيره.
والدعوة في هذا الكتاب هي إلى تأكيد المرجعية كنظام قيادي وإداري وتوجيهي للمجتمع الشيعي، حيث هو الباقي والمستمر بينما لا تستمر حياة شخص الفقيه والمرجع. مع دعائنا الباري سبحانه وتعالى أن يمتع المؤمنين بطول بقاء مراجع التقليد.
هي تتحدث عن المحصلة العامة للمرجعية الدينية، ولانفترض الكمال في شخص كل مرجع أو العصمة في كل فعل، وقد يكون هنا ملاحظات على كل حقبة مرجعية، وقد يأتي باحث ويرى أن المرجعية (السياسية) كانت هي الأفضل أو الأكثر تأثيراً، بينما يأتي آخر ليرى أن المرجعية (العلمية والحوزوية) هي الأنسب للطائفة أو في بعض العصور ويأتي ثالث ليخالفهما، وبهذا المقدار لا مشكلة في اختلاف التقييم، بل التقسيم…
تنتشر فكرة معاصرة؛ أن نقاط قوة مذهب الإمامي الاثني عشري ثلاث؛ المرجعية والخمس والشعائر الحسينية، وهي صحيحة في الجملة، لكن لا على سبيل الحصر والقصر، فقد يأتي شخص ويقول بل من أهم نقاطه اعتماده على الدليل والبرهان، وقد يذكر آخر نقطة أو نقاط آخر، وقد يكون الكل صائباً فإن المسألة اجتماعية أكثر مما هي رياضية وتتحمل أكثر من جواب ونظر.
ولا ريب أن المرجعية الدينية بالنحو الموجود في العالم الشيعي لا توجد في أي فئة دينية أو مذهبية أخرى.
أصل فكرة الكتاب كانت نحو عشر محاضرات ألقيت في شهر رمضان ١٤٤٤ هـ في لندن ومانشستر من بريطانيا، وقد شجعني بعض أفاضل العلماء والمثقفين على كتابتها، فاستجبت لهم.
وشرعت فيها بعد الفراغ من سلسلة النبي والعترة، وما لحقها من تصحيح المطبوع في تلك السلسلة، بطبعتي دار الوارث في كربلاء، ودار المحجة البيضاء في بيروت، ووفق الله وأعان فتمت في يوم المبعث النبوي الشريف، على المبعوث فيه رحمة للعالمين وآله أفضل الصلاة والتسليم.
شكراً لكل من أعان وساهم حتى أصبح هذا الكتاب جاهزاً.
فوزي بن المرحوم محمد تقي آل سيف
تاروت – القطيف
في ١٤٤٥/٧/٢٧ هـ
لتحميل
