التقريب بين المذاهب هدفه الأساسي إنهاء الحروب المشتعلة في المنطقة

الشيخ أحمد كريمة: لمست في لقاءاتي مع الشيعة عدم وجود خلافات وعداء للسنة كما يدعي البعض/ فكرة التقريب بين المذاهب خطرت ببالي بعد زيارته لدولة إيران العام الماضي، واكتشافه كم الأكاذيب التي يروجها الكثيرون عن الشيعة وعن سب الصحابة.

الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر (1893م: 1963م):

إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً کساير مذاهب اهل السنة. فينبغي للمسلمين ان يعرفوا ذلک وان يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة».

الشيخ أحمد كريمة:

التقريب بين المذاهب هدفه الأساسي إنهاء الحروب المشتعلة في المنطقة.

موقع الاجتهاد: أعلن الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بجامعة الأزهر، عن تدشين مؤسسة للتقريب بين مذاهب السنة والشيعة منذ عام تقريبًا، وبالفعل عقد لقاءات مع الطاهر الهاشمي، القيادي الشيعي المصري، وحاضر في عدة ندوات؛ للتقريب بين المذهبين ونبذ العنف والتطرف وإعلاء قيمة وسماحة الإسلام، وسبق كريمة عدة شيوخ وعلماء أجلاء في هذا المسلك، وثبت من هذه المحاولات أن دافع أهل السنة للتقريب هو حرصهم على الوحدة الإسلامية، ونبذ الفرقة وأيضًا رغبة الشيعة في الوحدة ونبذ الخلاف.

ويعد الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسين الطوسي أشهر من حاول التقريب بين المذاهب، لكن سبقت محاولات العلامة ابن كثير هؤلاء في أحداث سنة 437هـ، فاجتمع عوام أهل السنة وعوام الشيعة على مواجهة اليهود في بغداد ونبذ كل الخصومات التي بينهما، لكن هذا الاجتماع لم يدم أكثر من عامين حتى وقعت فتنة بينهما أشد من ذي قبل. قال ابن كثير: «ففي سنة 439هـ وقعت فتنة بين الشيعة والسنّة ببغداد، قتل فيها خلق كثير».

ويظهر منهج كل من الطوسي والطبرسي للتقريب في كتابيهما «تفسير التبيان» للطوسي و«مجمع البيان» للطبرسي، حيث اعتمدا في تفسير الآيات على مصادر الفريقين، متجنبين نقاط الخلاف بين السنة والشيعة.

وقال الشيخ أحمد كريمة: إنه لمس في لقاءاته مع الشيعة عدم وجود خلافات وعداء للسنة كما يدعي البعض، بل وجدهم يجلون صحابة رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، ولم يجد أي مظهر من مظاهر سب الصحابة أو السيدة عائشة، مؤكدًا ضرورة الوحدة بين السنة والشيعة ونبذ الخلاف وإطفاء النيران التي تحاول الدول الكبرى إشعالها بين الطرفين، عن طريق إذكاء العداوة بينهما ونقل روايات خاطئة عن الشيعة والسنة.

وأوضح كريمة : أنه بصدد تدشين مؤسسة تطبع كتبًا وتعقد ندوات؛ لشرح سبل التقريب بين الطرفين، والتأكيد على حقيقة احترام كل طرف لمذهب الآخر، مشيرًا إلى أن شيعة مصر يرحبون بعقد لقاءات للتقريب بين المذهبين.

وأضاف كريمة قائلًا: إن التقريب بين المذاهب هدفه الأساسي إنهاء الحروب المشتعلة في المنطقة. والكيان الذي سيدشنه قريبًا يعد ملفًّا كاملًا عن مسألة التقريب بين المذاهب منذ وجود الشيخ محمود شلتوت، ورأي علماء من الأزهر والأوقاف في هذا الأمر وأيضًا رأي علماء الشيعة ومقالاتهم التي ترحب بالتقريب بين المذهبين.

وأكد كريمة أن أجهزة الدولة مرحبة بفكرة التقريب بين المذاهب، وسيتم تدشين المؤسسة في مركز العياط بالجيزة، حيث يقع بالقرب من منزل كريمة ومسقط رأسه، ويرى كريمة أن محافظة الجيزة شهدت مقتل الشيخ حسن شحاتة، القيادي الشيعي، هناك؛ لوجود مفاهيم مغلوطة عن الشيعة، ويجب البدء من الجيزة إلى كل محافظات مصر، التي سيجوبها كريمة لإلقاء محاضرات وتوزيع كتيبات يعكف على تأليفها للتقريب بين المذاهب، مؤكدًا أن عددًا من أساتذة جامعة الأزهر سينضم له، لكن وضع حجر الأساس للمؤسسة سيتم بعد نهاية شهر رمضان، وسيتم الإعلان عن كل المشاركين فيها، والتي تعتمد على التمويل الذاتي ولا تسمح بتمويل من أي دولة.

وأشار كريمة إلى أن فكرة التقريب بين المذاهب خطرت بباله بعد زيارته لدولة إيران العام الماضي، واكتشافه كم الأكاذيب التي يروجها الكثيرون عن الشيعة وعن سب الصحابة، وهو ما لم يجده بل رأى إجلالًا منهم للصحابة ولنساء بيت النبي، وكذلك وجد في إيران ٥ ملايين مسلم سني، يعاملون بطريقة حسنة، ولا يتم منعهم من أي شيء، بل تبنى لهم المساجد دون قيود، وهذا ما استحثه لتدشين مؤسسة للتقريب بين المذاهب.

من جانبه قال الطاهر الهاشمي، القيادي الشيعي: إن شيعة مصر والعالم كله يرحبون بالتقريب بين المذهبين وجمعية الثقلين، التي يتولى رئاسة مجلس إدارتها لا ترفض هذا الأمر، بل سبق وتم عقد ندوات داخلها لإزالة الأكاذيب التي يروجها البعض عن الشيعة، ومنها سبهم للصحابة وهو افتراء بيّن علينا.

وأضاف الهاشمي قائلًا: التقريب بين المذاهب هو السبيل لوحدة الشعوب الإسلامية، والتصدي لمحاولات الدول الأجنبية التي تسعى لإشعال روح الفتنة بين الطرفين؛ لتدمير سلام الأمة الإسلامية.

وقال الهاشمي: نحن نريد الوحدة وليس الانقسام والرخاء للشعوب الإسلامية كافة، ونبذ الكراهية التي يؤججها بعض المتعصبين الراغبين في استمرار الخلاف، فهؤلاء من يستمرئون الحروب والنيران ويرفضون السلام، ونحن على أهبة الاستعداد لتزويد الشيخ كريمة بمقالات لكبار أئمة الشيعة التي ترحب بالتقريب بين المذهبين.

فيما يرى عادل نصر، المتحدث باسم الدعوة السلفية الذراع الدعوية لحزب النور أن محاولات التقريب بين المذاهب كالنحت في الماء لا جدوى منها، مؤكدًا أن الشيعة يسبون الصحابة، ولا يعترفون بإمامة أبي بكر الصديق.

وأكد نصر أن الشيعة عقيدة منفصلة عن السنة، واصفًا كل من يحاول إنهاء العداء بين الطرفين والتقريب بين المذاهب بـ «الواهم» (حسب قوله)، مشددًا على أنه لا تقريب مع فصيل يكفر السنة، ويحقر من عقيدتهم، ويزعم في الإسلام ما ليس فيه (على حد وصفه)، متهمًا من يريد التقريب بين المذاهب بأنه ممول من إيران، ويسعى لتقسيم الأمة الإسلامية.

المصدر: البديل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky