نصرت أمين مجتهدة عالمة في زمن الصعب ” إصدار جديد للدكتورة دلال عباس / تحميل

خاص الاجتهاد: صدر حديثاً(2018) عن دار المحجة البيضاء الطبعة الأولى من كتاب” نصرت أمين مجتهدة عالمة في زمن الصعب” تأليف الدكتورة دلال عباس في 216صفحة. والكتاب كما تقول المؤلفة يتعرض لشخصية عالمة فقهية مجتهدة ومحدثة من أعلام القرن الرابع عشر الهجري وهي السيدة نصرت أمين (1308هـ 1403هـ)الملقبة ب”بانوي ايراني”(السيدة الإيرانية)، والتي أقر بعلمها واجتهادها وفقاهتها وتفوقها العلماء الأعلام من معاصريها.

 منذ قرن وربع القرن، في إحدى اللحظات الحرجة والخطرة من تاريخ إيران، وفي ظل الحكم الملكي المطلق للسلالة القاجارية (1779 – 1925م) وفي 25 ذي الحجة 1312ه/ 20 حزيران 1895م، ولدت طفلة في عائلة تاجر غني متدين من تجار اصفهان، اسمه الحاج محمد أمين التجار، كان قد رزق قبلها بثلاثة بنين، سماها أبوها نصرت (نصرة)، كأنه كان يستشرف ما سيؤول إليه أمرها في ما بعد. وتوفيت كما تذكر مريدتها وتلميذتها السيدة علوية همایوني ليلة 1 شهر رمضان 1403ه/ 13 حزيران 1983م).(1)

والدها الحاج محمد علي، الملقب بأمين التجار، هو ابن السيد حسن، وحفيد العلامة الزاهد السيد مير معصوم الحسيني الخاتون آبادي (ت 1155 إه/ 1743م)،

أحد علماء إصفهان الأعلام الزهاد، وقد څكي عنه ما يدل على إيمان الناس، في عصره وبعده، بكراماته الظاهرة والباطنة.
أما الأم فهي من عائلة الجنابيّين، وهي عائلة متدينة من السادة الأشراف في إصفهان، اشتهر من أفرادها في العصرين الصفوي والقاجاري أعلام علماء، وشعراء، وأدباء، وخطاطون، وقد لقبوا بالجنابيين نسبة إلى الجد الأعلى الذي كان لقبه جناب، وهو أبو طالب ابن میرزا نصير، الشاعر رئيس الخطاطين في الديوان الأعلى في إصفهان في عصر السلطان حسین الصفوي (تولى الحكم عام 1105ه/ 1694م)).

كانت نصرت أمين في الحادية عشرة من عمرها، تسمع في منزل ذويها أخبار التخبط السياسي والاجتماعي السائد في البلاد، وتعي ما تسمع، عن هذه المرحلة تقول: «إن أبويها كانا مواظبين على أن لا يدخل ضميرها أي سوء»، وحين بلغت الثالثة عشرة من عمرها، وكان هذا السن مناسبا للزواج في أوائل القرن العشرين، تزوجت ابن عمها الحاج میرزا آغا المعروف بلقب معین التجار، تقول: «ولما استكملت في العلوم الفارسية، وفرغت من تحصيل العلوم الفرعية بطريق التقليد، وبلغت إلى حد الرشد، اهتم أبواها بأمر زواجها، فصارت ذات بعل وأولاد: لكن مع اشتغالها بتدبير المنزل، كانت حريصة على مطالعة الكتب العلمية، فكأنها تعلق قلبها بشيء مجهول فاشتاقت إليه، فصرفت عمرها في طلبه.

تكتب في مذكراتها (2) أنها كانت تحب أن تعرف علاقة الأشياء في ما بينها وعلاقتها بالخالق، وتبحث عن ضالة لا تعرف كنهها، متعلق قلبها بها، متشوق إليها، وتريد أن تصرف سنوات عمرها في طلبها، وتقول إنها كانت تشعر بثقل نظرات الآخرين إليها، تلك النظرات، التي توحي بالاستغراب والتعجب أو الشفقة.

إلا أنها التي كانت تسمع نبضات قلبها الصغير، وكلامه، وتصدقه، فلم يكن عالم الطفلة غريبا عن عالم الأم، تلك المرأة المؤمنة المتعبدة، التي – لربما – كان لها عالم شبیه به في صغرها، فلم تشأ أن تعكّر عليها صفوها؛ بل هيأت لها الظروف المؤاتية، فأدخلتها حين بلغت الخامسة من عمرها كتّاب السيدة خديجة بيغم التي كانت توصف بالشدة، واسمها وحده يثير الرعب في نفوس الفتيات، تقول في السيرة: «ثم لما بلغت إلى حد التمييز بين الشين والزين، أقدم أبواها في تربيتها، وواظبا على تأديبها، وإظهار الخبايا التي أثبتها الله تعالى في طينتها وسريرتها، ولما تزايدت سنّاً وبلغت إلى حد التدرس والتعلم، انتخبا لها معلمة عالمة مؤمنة عفيفة، عديمة العديل والنظير في زمانها، وهي جدّت، واهتمت بأعلى وسعها في تربيتها وتحسين أخلاقها»(3)

 

الهوامش

(1) زینت السادات علوية همایونی، زندگانی بانو ایرانی: مجتهده نصرت السادات امین، ص 23 . تقول السيدة همایوني إن أستاذتها السيدة نصرت أمين، خافت أن يلحق بسيرتها شيء من المبالغة، بعد أن اشتهرت، وكبر إعجاب الناس بها، فدونت بعض تفاصيل حياتها في مخطوط صغير أودعته لديها السيدة همايوني، و كان ما توقعته السيدة، فقد أوصل بعض الذين كتبوا عنها عمرها إلى 97 سنة، وأوصله آخرون إلى 99 سنة، وهذه أخطاء من جملة المبالغات التي لحقت بحياتها، وقد وصل عمرها إلى 90 سنة بالحساب القمري، و88 سنة بالحساب الميلادي، ففي المخطوط «ولدت في أواخر شهر ذي الحجة الحرام، سنة ألف وثلاثمئة وثاني عشر القمرية الهجرية»، (المصدر نفسه).

(2) زینت السادات علوية همایونی، زندگانی بانو ایرانی: مجتهده نصرت السادات امین، ص 29- 31؛ نصرت أمين، معاد با آخرین سیر بشر، المقدمة.

(3) المصدر نفسه ص270.

 

دلال عباس
الدكترة دلال عباس

 

نصرت أمين

تحميل الكتاب

نصرت-أمين

 

 

المكانة العلمية للمجتهدة السيدة نصرت أمين .. بقلم الدكتورة دلال عباس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky