الاجتهاد: أسوة الجمال؛ من جملة مظاهر الجمال المتوفر في سلوكيات الرسول الاعظم (ص)، محاسن سيرته حول المجتمع وحياله، فكان يهتم (ص) بتأليف القلوب بدل ايجاد حالة التنافر بينها، وبالأخوة الاسلامية بدل النزاعات الفكرية، وبالأخلاق الاجتماعية بدل العنف الاجتماعي، وبالأممية بدل الطائفية، و…..
عندما يعرف القران الكريم النبي الاكرم(ص) بكونه “أسوة” يريد بذلك تقديمه كأنموذج للحياة البشرية، وعندما يأتي بوصف “حسنة” لكلمة الاسوة (أي: يقول سبحانه: “أسوة حسنة”)، يريد بذلك ايضاح انه تتلائم سيرة هذه الاسوة مع الحسن (أي: الجمال) الذي تطلبه طبيعة الانسان.
من المؤسف له ان عملية تعريف الدين ووضعه في المجتمع وعرضه على الاجيال الجديدة قد تمت في إطار قد أهمل فيه احساس الانسان الجمالي، مما جعلت الاذهان تتصور وتتوهم ان كلما توجد فيه زينة لا توجد فيه حقيقة الدين، وكلما توجد فيه حقيقة الدين تغيب فيه الزينة، مع ان الآية تقول:(قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده).
انه بالنظر الى ما ذكر ينتج ويخلص أمران:
اولا: ان الدين لم يكن قد أهمل الاحساس الجمالي للإنسان (أي: تعلقه بالزينة واعجابه بها).
ثانيا: ان الدين لم يعط للمسلمين اسوة كانت سيرتها بمعزل عن الجمال الذي تجذرت اسسه في طبيعة الانسان وترسخ طلبه في فطرته.
من جملة مظاهر الجمال المتوفر في سلوكيات الرسول الاعظم (ص)، محاسن سيرته حول المجتمع وحياله، فكان يهتم (ص) بتأليف القلوب بدل ايجاد حالة التنافر بينها، وبالأخوة الاسلامية بدل النزاعات الفكرية، وبالأخلاق الاجتماعية بدل العنف الاجتماعي، وبالأممية بدل الطائفية، وبحرمة دم الانسان بدل اباحته، وبإشاعة الامان والاطمئنان في المجتمع بدل الارهاب وايجاد الخوف فيه، و…..
من جملة الاسباب الرئيسية لنشوء التيار التكفيري المتشدد في رحم الامة الاسلامية، هو الاتجاه الديني المتمركز على “قتل الاحساس بالجمال في الانسان” من منطلق الدين، وهذا الاتجاه لم يتكون الا بسبب عدم فهم مكانة الجمال والحب في منطق الدين وعدم فهم واقع مضمون الاسوة الحسنة، وتعطيل التأسي والاقتداء بها.
ان جملة من المجاميع والتيارات الموجودة في العالم الاسلامي لا تظهر الدين بلونه الحسن وبمحتواه الجميل في افعالها واخلاقها ولا في رؤاها وتصرفاتها، وبذلك قد أوجدت هذه المجموعات الصعوبة والمرارة والعنف في حياة الاخرين فنفرت الناس من الدين.