وقفة مع خطاب المرجعية .. السيد محمد صادق الهاشمي

الاجتهاد: بالامس استقبل الامام الخامنئي وفودا عراقيا من روساء المواكب والهيئات والحسينيات، وقال واصفا المرجع السيستاني بـ (الكبير والعظيم)، ثم وصف الشعب العراقي: بانه (شعب لا مثيل له في العالم فيما يقدمه من كرم حسيني), ووصفهم ايضا :بانهم (شعب مومن مثقف غيور) , وهنا نقف امام هذه الكلمات بكل اعتزاز ونقول:

كم حاولت المدارس والمناهج والمخططات العربية الطائفية والبعثية والقومية والمخابرات الغربية ان تفرق بين مراجعنا وتوجدبينهم البغضاء والخلافات من خلال الاندساس؛ لتفتيت الموقف الشيعي الموحد الا ان بصيرة المراجع جعلتهم يتعاملون بكل ادراك على امتداد الخط وطول المسير بما يواجه هذا المخطط , وبسبب هذا الادراك هم يعمقون الصلات والمودة،

واتذكر هنا مقولة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم، في كلمة له في موتمر للمجاهدين في الاهواز قبيل السقوط الصدامي قال (ان مخططات صدام والاعداء متعددة وعلى راسها تفتيت موقف المرجعية وخلق صراع داخلي بين المراجع والحوزات، ولكن مراجعنا وقفوا ويقفون دوما لموامراتهم بالمرصاد بسبب وعيهم واخلاصهم لله وتفانيهم في سبيله ).

من كان يريد ان يفهم ما هي نظرة النظام السياسي الايراني الى النجف والى شعب العراق والى طبيعة العلاقات التي تربطنا والقيم التي تعتبر مشتركات لايمكن التنازل عنها لدى ايران فليعيد التدقيق في خطاب الامام الخامنئي الذي رسخ في ثقافة الشعب الايراني من خلال خطابه الاخير، وكل خطاباته هي مفاهيم في غاية الرقي عن مرجعية النجف وعن شعب العراق , وسوف تكون كلمات الامام الخامنئي منطلقا الى الشعب العراقي لتقديم المزيد من الطاعة للمرجعية والعمل المشترك بين الشعب الايراني والعراقي وفق مشتركات النهضة والصحوة والتحرك البناء، واثبات الوجود تحت راية الحسين ع.

سيما أن الاربعينية على الابواب وسوف تكون بفعل تلاحم المراجع وحثهم الامة على تقديم المزيد وشكرهم لاصحاب النهضة الحسينية (رجال المواكب ) ملحمة الوحدة والثورة والعطاء والاحياء والوقوف بوجه الاعداء، فان الاربعينية كشفت شخصية التشيع وهوية الشيعة وعمق وجودهم العددي والمذهبي ومساحتهم السكانية وتلاحمهم مع مبادئهم

والجديربالذكر قد عرف العالم باسره المحركات الفكرية التي يستند اليها شيعة العراق والمنطقة ويستمد منها العزة والكرامة الا وهي ثورة الامام الحسين ع.

في كلمة الى المرجع السيد محمد سعيد الحكيم اطال الله في عمره , اشار الى ان شعائر الحسين (ع ) إحدى ابعادها ان تكون وسيلة لتعريف العالم بمذهب ال البيت ومنهجهم وخطهم وظروفهم وعقائدهم

نعم وان الترحيب الذي ابدته الجمهورية الاسلامية للوفود العراقية وروساء المواكب وخطاب الامام الخامنئي الذي اشاد بالكرم العراقي وتكريمه لهم سوف تكون هذه الخطوات محل اهتمام المرجعية وتنتقل من العفوية الى خيمة المراجع ابتغاء تطويرها وتجذريها ومنحها التنظيم والقيم والتوجية؛ لانها كاشفة عن هوية التشيع ووجوده وتعريفه الى ابعد نقطة في العالم , فان مسيرة عاشوراء مسيرة ال البيت (ع) بكل اهدافهم، وعلينا ان نترسم ونستحضر تلك الاهداف في تلك الشعائر .
اللهم ارزقنا شفاعة الحسين ع يوم الورود.

لذا خطابنا يتوجه كل المثقفين ورجالات الحوزة والعلماء والاقلام, فانهم تناط بهم مهمة رفع مستوى الوعي الحسيني للامة لتدرك اهمية تلك الشعيرة.

⭕ وفي الختام اعبر عن بالغ سروري وانا اطالع كلمات الامام الخامنئي عن المرجع السيد السيستاني وعن شعب العراق؛ لان ان الاشادة بالمرجع السيستاني هي اشادة بكل النجف الاشرف ومراجعها وتضحياتها وتاريخها ومستقبلها وعلمائها وطلبتها،ومن هنا يجب ان تهتم اقلامنا هنا اشادة وثناء ونشرا وتاطيرا وتعميقا وتاصيلا .

مدير مركز العراق للدراسات السيد محمد صادق الهاشمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky