الاجتهاد موقع فقهي
الاجتهاد: بعد نشر مقالتي المعنونة بـ (دراسة المعالم بين الحثّ والرفض) وحصول الاستقبال والانتشار لها ولله الحمد والمنة، خطر في ذهني تثنية تلك الخطوة بنشر ما دوّنته – قبل سنوات عديدة – عن بعض الفقهاء والعلماء حول دراسة الحلقة الثالثة للفقيه الأصولي المحقق الشهيد السيد محمد باقر الصدر .
مع الإشارة هنا إلى أني كنتُ قد دوّنت خصوص أسماء المشجعين والناصحين بدراستها، مع ما قاله بعضهم في وجه ذلك أو التنبيه على شيء متعلّق بها.
كما لا يفوتني التنبيه على أن الاقتصار على هذه الأسماء لا يعني عدم وجود مشجعين آخرين وإنما اكتفيت – في أكثرها – بمن سمعت منهم، كما لا يعني ذلك عدم وجود نظرة أخرى غير إيجابية حول دراسة هذا الكتاب.
وكيف كان فإليك الأسماء:
١ – سماحة المرجع الكبير الشيخ محمد إسحاق الفياض دام ظله : ينصح بدراستها بشرط أن تكون عند أستاذ قدير، مشيراً بذلك إلى دقة وعمق مطالبها.
٢ – الفقيه الكبير السيد محمد مهدي الخلخالي “ره” : عين ما أفاده الشيخ الفياض لي.
ولا يخفى ما لشهادة هذين العلمين من قيمة كبيرة من عدة اعتبارات، فتندفع جملة من الكلمات التي تصدر من هنا وهناك.
٣- سماحة الشيخ جعفر النائيني دامت بركاته: سمعت منه قوله إن حلقات السيد الصدر مفيدة ومرتبة ومنظمة، نافعة للطلاب، خصوصاً الحلقة الثالثة، فإنها تحل وتجلّي للطالب كثيراً من المطالب الأصولية التي لا تتضح – غالباً – إلا بعد مدة من حضور البحث الخارج.
٤- سماحة السيد محمد رضا السيستاني دامت بركاته : نقل لي بعض الأعزة حرسهم الله : أنه ينصح بدراستها وأنه قال بفائدتها لطالب العلم وأن من يدرسها ويدرس الكفاية يكون مؤهلاً لحضور البحث الخارج، ونظراً إلى أن جعل الطولية بينها وبين الكفاية يأخذ وقتاً من عمر الطالب فإنه يرجّح دراستهما في عرض واحد.
٥ – سماحة السيد منير الخباز دامت بركاته : ينصح بدراسة الحلقة الثالثة ويراها مهمة جداً، لكنه لا يرى كفايتها عن الكفاية وقد بين السبب في ذلك عبر موقعه الالكتروني قائلاً:
الحلقة الثالثة ، هي تلخيص لمباني السيد الشهيد ومناقشاته لنظريات وآراء أعلام علم الأصول، لكنها لا تغني عن الكفاية من جهتين:
الجهة الأولى: إن السيد الشهيد طرح في الحلقة الثالثة فهمه للكفاية، ولكن هناك أفهام أخرى لأعلام آخرين لمطالب الكفاية، فإذا درس الطالب الكفاية واطلع على بعض الشروح والحواشي التي تتحدث عن أفهام أخرى للكفاية سوف يكون ذلك
سبيلاً لعمق المطالب الأصولية ودقتها في ذهن الطالب.
والجهة الثانية: إن الكفاية الآن هي محور البحث الأصولي على مستوى البحث الخارج، فلابد أن يمر الطالب على الكفاية بجميع عباراتها ودقائق تفاصيلها حتى يكون على استعداد تام وأهلية كافية لحضور البحث الخارج الذي تبتني مطالبه على دراسته الكفاية.
وبالنسبة لموقعها الدراسي فهو يرى أنه مع دراسة الجزء الثاني من الكفاية.
٦ – سماحة الشيخ حجي السلطان دامت بركاته: ينصح بها ويشيد بمطالبها، لا سيما القسم الثاني، بل يقول إن هناك فارقاً واضحاً بين القسم الأول والثاني، وأن الحلقة الثانية لا تهيئ للقسم الأول من الحلقة الثالثة بشكل واف، فضلاً عن تهيئة قسمها الثاني للقسم الثاني من الثالثة.
أقول: ذكر السيد الصدر ره في مقدمة حلقاته أنه راعى التدرّج في الحلقة الواحدة فكلما سار الطالب في المطالب كلما تعمق البحث وازداد دقةً.
٧-سماحة الشيخ نزار آل سنبل دامت بركاته: ينصح بدراستها ويقول بأنها توسع أفق الطالب؛ لما فيها من نظرات جديدة قياساً لما في الكفاية، وإن لم يدرسها الطالب فلا أقل من المباحثة فيها.
وكان الشيخ حفظه الله يرغب في إعادة ترتيبها على نسق الكفاية؛ لما في ذلك من مزايا متعددة تساعد أيضاً على زيادة قبول الكتاب في الأوساط العلمية، ثم إن هذا الأمر حصل على يد السيد محمود الهاشمي ره .
٨- سماحة الشيخ عبد العزيز السليم دامت توفيقاته: نظره أنها مهمة بالنسبة لكثير من الطلبة وليس كلهم؛ وذلك باعتبار أن كثيراً منهم لا يتعب نفسه في الكفاية والرسائل فلا يحصل على الفائدة المهمة والمطلوبة من الكتابين.
وأما بالنسبة للموقع فيرى أن تدرس قبل الكتابين؛ لتكون مقدمة للاستفادة القصوى منهما، لأنه بعد دراسة الحلقة سيكون البحث الأصولي في كلا الكتابين واضحا من حيث موضعه في علم الأصول ومن حيث الثمرة المترتبة عليه، هذا.
ولابد له من مراجعة مواضع المسألة من الحلقة وقت دراسة الكتابين ليحصل على آخر ما وصلت إليه المدرسة الأصولية، ولكي لا يلتبس عليه الأمر فيعتقد أن نهاية المسألة هو ما هو موجود في الكتابين
٩ – سماحة الشيخ موفق الجنوبي دامت توفيقاته: يرى أن دراستها مغنم كبير لطالب العلم وعلى الخصوص جزئها الثاني، وأن ثمرة دراسة الحلقات سريعة القطف
١٠- سماحة السيد ضياء الخباز دامت توفيقاته: ينصح كثيراً بدراستها سيما قسمها الثاني الذي يُعبّر عنه بأنه حلقة رابعة، ويقول بأن طالب العلم إذا درسها مع العناية والتدقيق في مطالبها فإنه ينتقل إلى أفق أصولي جديد.
محمد جعفر الزاكي:
الجمعة ٣٠ ربيع الأول ١٤٤٦ هـ
