خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
خانه / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / حوارات ومذکّرات / 55 مذكرة خاص / نافذة على الأربعين: دراسات حيوية وميادين بحث مبتكرة

نافذة على الأربعين: دراسات حيوية وميادين بحث مبتكرة

الاجتهاد: إن الأربعين جزء لا يتجزأ من الملحمة الحسينية، ومُكملٌ للقيم والمثل العليا لهذه المدرسة. لذلك، لا ينبغي النظر إلى الأربعين كحدثٍ منفصلٍ عن ثورة عاشوراء، ولا عاشوراء منفصلةً عن البعثة النبوية، والغدير، والقرآن الكريم.

أجل، الأربعين ليس مجرد عودةٍ أو استعراضٍ تاريخيٍ لذكرى عدد فحسب، بل هو دعوةٌ لإعادة قراءة ملحمة عاشوراء وإبقاء رسالتها حيةً على مرّ التاريخ، لتُوقظ الغافلين في سبات الجهل المقدس من الانزلاق في أحضان الظلم والطغيان، ومن الغرق في الحيرة والتيه. ويقوم أهل الأربعين، متناغمين مع الحسين بن علي (ع)، باجتثاث جذور ورموز الكفر والشرك والظلم والجور من ديار الإسلام وأرض الإنسانية.

نعم، هذا هو الأربعين: أربعين القرآن والبعثة، أربعين الغدير وعاشوراء. أربعين المعرفة والفكر، أربعين الجهاد والقيام. أربعين البصيرة والصمود، أربعين التحرر والترفّع. أربعين التخلص من أسر النفس وعبودية الشهوة. أربعين الاعتراض والثورة، أربعين من آدم حتى خاتم النبيين. أربعين الأرض محررةً من الكفر والشرك؛ الأربعين كان ولا يزال وسيبقى رمزاً للمواجهة بين الحق والباطل، الإسلام والشرك، التوحيد والكفر، الحُسينيين واليزيديين عبر التاريخ. الأربعين هو يوم تجلي التناقضات والصراعات التاريخية، وفرصة للتأمل.

لا شك أنَّ التبيين العلمي والمنهجي للأبعاد المتنوعة لظاهرة الأربعين يُعد من مصاديق إحياء أمر أهل البيت. وهو ما يشمله قول الإمام الرضا (عليه السلام): “رحم الله عبدًا أحيا أمرنا”، داعيًا بالرحمة لمن أحيا أمرهم. لذلك، فإنَّ الاهتمام النظري والعملي بالأربعين هو أحد المتطلبات الأساسية للمؤسسات الشيعية، وبمثابة تكليف ديني يقع على عاتق نخبة الحوزة والجامعة. هذا الأمر العظيم هو من علامات سمو الإيمان في المجتمع الإسلامي. ظاهرة الأربعين، بقدر ما هي مهمة وخطيرة، فهي أيضًا حساسة وهشة. فإذا أصابها الضرر والانحراف، أو تسربت إليها الخرافات، قد تُضعف الدين وتنحرف عن أهدافها السامية.

المقصود من دراسات الأربعين هو توضيح ماهية هذه الظاهرة المتعددة الأبعاد، وجذورها، وأسبابها، وذلك من وجهات نظر مختلفة. يمكن تقسيم دراسات الأربعين بشكل عام إلى نوعين رئيسيين: خارج دينية (علمانية) وداخل دينية (إسلامية).

أ. الدراسات الخارجية الدينية (العلمانية):
تتميز هذه المقاربة بـالظاهرية في دراسة الأربعين والاكتفاء بالمظاهر والرموز. كما أنها لا تلتزم بمرجعية القرآن والسنة في تفسير وتحليل الأربعين، وتعتمد تفسيرًا حرًا لطبيعة وأبعاد الأربعين، وتغفل عن ارتباطها وانسجامها مع التعاليم الإسلامية. هذه بعض المؤشرات الرئيسية لهذا التوجه في دراسة وتفسير أربعين الإمام الحسين عليه السلام.

ب. الدراسات الداخلية الدينية (الإسلامية):
تعتمد هذه المقاربة مرجعية القرآن والسنة في التبيين العميق والمنهجي للأربعين، استنادًا إلى مبادئ وأصول العلوم الدينية. كما أنها تقوم بتقييم الأربعين بناءً على التعاليم الإسلامية، وتقدم تفسيرًا متسقًا ومنسجمًا لها مع الشعائر الشيعية الأخرى. هذه بعض المبادئ والتوجهات الرئيسية للمقاربة الداخلية الدينية في دراسة أربعين الإمام الحسين عليه السلام.

في الاتجاة الخارجي الديني (العلماني)، يُعرَّف الأربعين بأنه تيار بشري-روحي وتجمع إنساني-معنوي يُقام سنويًا في زمان ومكان محددَين للتعبير عن المشاعر والعواطف الدينية للشيعة تجاه الإمام الحسين (عليه السلام). ضمن هذا المنظور، الأربعين مجرد ظاهرة تاريخية، جامدة، ومحدودة. بطبيعة الحال، هذه المقاربة، نظرًا لنظرتها السطحية والجافة لظاهرة الأربعين وعدم فهمها الواضح لجذور وفلسفة الأربعين، لا تملك القدرة على تقديم تفسير عميق لجوهر هذا الطقس. وينتهي بها المطاف إلى تقديم الأربعين على أنه مجرد تظاهرة بشرية، في حين أن الأربعين أسمى وأعمق من ذلك بكثير.

إنَّ محصلة هذه النظرات إلى الأربعين تؤثر على مخرجات هذه الظاهرة الدينية، بل قد تُفضي في مسار تاريخي إلى تقسيم الأربعين إلى أقسام وظهور أنواع مختلفة منها، مثل: الأربعين الفاعل والمؤثر، الأربعين الجامد والتاريخي، الأربعين الفردي، والأربعين الأممي، وغير ذلك.

للأسف، منذ عصر حضور الأئمة وحتى وقت قريب – أي حتى العقدين الأخيرين – لم تحظَ ظاهرة الأربعين، بسبب الظروف الثقافية والسياسية والاجتماعية التي كانت سائدة ضد الشيعة على مر التاريخ، بالفرصة الكافية لتبرز وتُطرح بشكل منهجي وشامل في المراكز العلمية بالحوزات والجامعات. ورغم أنَّه يمكن تتبع بيانات ومعلومات مرتبطة ومتناسبة مع الأربعين في النصوص الحديثية والتراث الفقهي، التاريخي، الكلامي، والعرفاني للشيعة، إلا أنَّ هذا التقليد لم يحظَ باهتمام جاد ومستقل. في غضون ذلك، لا ينبغي إغفال دور الباحثين القلائل الذين ألفوا دراسات فردية مهمة حول الأربعين، ردًا على بعض الشبهات والانتقادات. لكنَّ هذه الأعمال كانت وما زالت ذات نظرة أحادية الجانب ومحدودة ببعض أبعاد الأربعين

أبرز مجالات الأبحاث المغفلة في دراسات الأربعين:

1. تهيئة البيئة العلمية المناسبة:
تأسيس آليات ومنصات علمية ملائمة لتبادل الأفكار والنقاشات النقدية بين نخبة الحوزة والجامعة حول الأبعاد المتنوعة لظاهرة الأربعين، وذلك بهدف بناء خطاب الأربعين بين النخب.

2. التبيين العلمي المنهجي لأبعاد الأربعين:
توضيح الأبعاد المتعددة لظاهرة الأربعين بأسلوب علمي ومنهجي من منظور مختلف العلوم الإسلامية والإنسانية، أو ما يُعرف بـ”الأربعين في ساحة العلوم الإنسانية والإسلامية”.

3. تعزيز مراجعة الأدبيات العلمية:
تقوية مراجعة الأدبيات العلمية المتوفرة حول الأربعين، ورسم الأفق المستقبلي لدراساته، وهو ما يمكن تسميته بـ”دراسات مستقبل الأربعين: نظرة إلى الماضي وأفق المستقبل”.

4. تنمية الرؤية متعددة الأوجه والمنهجية متعددة التخصصات:
تعزيز النظرة متعددة الأبعاد ومتعددة التخصصات لظاهرة الأربعين، بهدف تبيين أبعادها المتنوعة وتعاليمها الكبرى والصغرى، أي “النهج المتعدد التخصصات في تبيين وتفسير الأربعين”.

5. استخلاص المفاهيم والمداخل الأساسية:
استخراج المقولات، والمباحث، والمداخل المهمة المتعلقة بالأربعين، بهدف تأليف معاجم وموسوعات مرجعية لتعريف العالم بهذه الظاهرة متعددة الأوجه.

6. توثيق التجارب والتاريخ الشفوي للأربعين.

7. عرفان الأربعين:
تبيين الأبعاد العرفانية والشهودية لظاهرة الأربعين.

8. فقه الأربعين:
توضيح المسائل الفقهية المتعلقة بالأربعين من منظور المذاهب الفقهية المختلفة.

9. الهيات الأربعين:
تبيين الأسس الكلامية والعقائدية لظاهرة الأربعين.

10. تاريخ وتراث الأربعين.

11. الأربعين في نظرة المذاهب والأديان الأخرى.

12. الدراسة الثقافية والاجتماعية للأربعين.

13. الدراسة السياسية للأربعين.

14. الدراسة الحضارية للأربعين.

15. الأربعين وتقريب المذاهب والأديان.

16. الأربعين والفرق الشيعية.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *