الاجتهاد: استنكر سماحة مفتي جمهورية العراق، الشيخ مهدي الصميدعي ترك فلسطين والتطبيع مع المحتل، وقال في كلمة له خلال المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للوحدة الإسلامية، الحياء رفع ولم تبقَ من الغيرة والشرف والحياء عند الكثير أن يتجاهروا في التطبيع.
واستهل الصميدعي كلمته بالقول: أسال الله ان يوفق المؤتمر والقائمين عليه وأن يعيد في قلوب وروح المسلمين همة الأخوة وهمة التعاون على البر والتقوى.
وتابع: نشكر هذه الدعوات المتتابعة والمتتالية التي تحفز النفس البشرية على الجماعة والتعاون على البر والتقوى.
وأشار إلى وجوب التعاون بين المسلمين وقال: الله سبحانه وتعالى من قدرته وتقديره في خلقه ان خلق الإنسان ضعيفاً. ولذلكك الإنسان ضعيف بذاته قوي بأخيه. بما أنه ضعيف، يحتاج إلى معاون أو مناصر ليستمر في حياته ليكون ويعيش قوياً بغيره.
وهذا من الأمور الواضحة في الدنيا (..) حياة الناس لا تقوم إلا بالتعاون على الحياة الدنيوية وكذلك في الأمور التعبدية فنظام الحياة مقسوم إلى قسمين؛ حياة دنيوية وحياة دينية؛ في الدنيوية لابد من التكافل الاجتماعي وفي الحياة الدينية لابد من التكافل أيضاً.
واضاف: وهذا يعتبر من المسائل المهمة في الدين والشرع. فلم يقم نبيٌ من أنبياء الله سبحانه وتعالى بالدعوة إلى الله إلا واحتاج إلى من يعينه على تحقيق دعوته (..) وهذا جلي في مظاهر الجهاد والمقاومة فكل انسان يحتاج إلى من يعينه ومن يحتمي به ويقويه.
والله سبحانه وتعالى قال: ” وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ “
وجاء في الحديث: أن النبي (ص) قال، ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من امته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره.
وهذا يعني: المسلمون يحتاج بعضهم بعضا في الشؤون الدنيوية والدينية ولذلك كان التعاون بين المسلمين أمراً جللاً أوجبه الله سبحانه وتعالى وجعل فيه قيام دين الناس ودنياهم.
وقال الشيخ مهدي الصميدعي: من المعلوم أنه لا يتم أمر العبادة بين المسلمين إلا بالتضامن الإسلامي الذي حقيقته التعاون على البر والتقوى والتكافل ووالتعاطف والتناصح والتواصل الحق والصبر عليه، ولا شك ان هذا من أهم الواجبات الإنسانية وقد نصت الآية القرآنية والحديث النبوي على أن التضامن الإسلامي بين المسلمين أفراداً وجماعات، حكومات هو من اهم الواجبات التي لا بد منها لصلاح الجميع..
واشار إلى أن الاصلاح بين المسلمين وحل النزاع المسلح بينهم يدخل في التضامن وكذلك قتال الطائفة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله. عملاً بقوله تعالى ” فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ” وقوله سبحانه وتعالى: ” وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنۢ بَغَتْ إِحْدَىٰهُمَا عَلَى ٱلْأُخْرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِى تَبْغِى حَتَّىٰ تَفِىٓءَ إِلَىٰٓ أَمْرِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوٓاْ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ”.
هذه فلسطين تبكي أمام الله قبل أن تبكي أمام البشر، فحين انتزع الملسمون وخلعوا ثوب الإسلام الذي شعاره المسلم أخو المسلم وقول الله تعالى إنما المؤمنون أخوة، تركت فلسطين وأخذ أعداء الله يعاملون فيها ويتبايعون فيها ويتشاورون حتى وصل الحال أن الحياء رفع ولم تبقَ من الغيرة والشرف والحياء عند الكثير أن يتجاهروا في التطبيع وغالب أبناء المسلمين ساكتون متفرجون والله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يبعث رسالة لامة النبي (ص) أنزل آية في القرآن الكريم ناطقة على لسان الرسول، تقول: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله ۚ على بصيرة أنا ومن اتبعني”.
وقد سار على هذا النهج القويم صحابة النبي (ص) وتبعهم باحسان من التابعين رضي الله عنهم فنجحوا في ذلك غاية النجاح وحقق الله لهم ما وعدهم به من عزة وكرامة ونصر فحصل بذلك أن ينصر المسلم أخاه المسلم ولو أن امرأة في أي مكان كان استغاثت لخرج إليها إمام المسلمين قبل عامتهم.
وشدد الشيخ مهدي الصميدعي على أن التماسك الإسلامي واجب بين أبناء المسلمين ولا فرق بين عربي ولا أعجي إلا بالتقوى وكل مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، واجب نصرته والتواصل معه كل حسب قدرته، أتمنى من الله العلي القدير أن يُفلح المؤتمرون وأن يكون المؤتمر فيه من الجدية ومن الرسالة التي تصل إلى الجميع بأننا متضامنون يد بيد ولا ننزع يد من جماعة أو من طاعة او اخوة والله سبحانه وتعالى حسيبنا وحسيبكم وسلام الله رحمه وبركاته.