لا تزال ظاهرة الإسلاموفوبيا تلقي بظلالها على المسلمين في الغرب، حتى مع تأكيد غالبية المسلمين في الغرب على تبرؤهم من أفعال الجماعات المتطرفة، ومع اهتمام مرصد الأزهر بمتابعة هذه الظاهرة والوقوف على أحدث مظاهرها ترصد بعض هذه المظاهر هذا الأسبوع.
موقع الاجتهاد: لا تزال ظاهرة الإسلاموفوبيا تلقي بظلالها على المسلمين في الغرب، حتى مع تأكيد غالبية المسلمين في الغرب على تبرؤهم من أفعال الجماعات المتطرفة، لكن صوت التعصب ما زال يجد صداه سواء من بعض السياسيين أو من عموم المواطنين، وقد يبدو من الطبيعي وجود احتياطات للحفاظ على أمن هذه البلاد، لكن أن يتجاوز الأمر إلى حد الاضطهاد، فهذا ما لا تقره حتى الأعراف والقوانين الدولية. ومع اهتمام مرصد الأزهر بمتابعة هذه الظاهرة والوقوف على أحدث مظاهرها ترصد وحدة اللغة الإنجليزية بعض هذه المظاهر هذا الأسبوع.
فقد نشر موقع Independent خبرًا بعنوان “حزب الحرية اليميني المتطرف الأكثر شعبية بهولندا يعتزم حظر جميع المساجد” ذكر فيه أن رئيس حزب الحرية اليميني المتطرف (PVV) الأكثر شعبية بهولندا، خيرت فيلدرز، قد نشر على صفحته على الفيس بوك بيانًا أظهر فيه اعتزام حزبه حظر كل المظاهر الإسلامية والمساجد والمصاحف من البلاد.
ويدعو المشروع الانتخابي للحزب -والذي يأتي قبل انتخابات مارس المقبل- التشريعية إلى “تطهير هولندا من كل ما يمت للإسلام بصلة” كما يضم مقترحًا الحزب المتطرف الذي نشره فيلدرز غلق جميع المساجد والمدارس الإسلامية ومراكز اللاجئين ومنع المسلمات من ارتداء الحجاب وعدم قبول اللجوء من أي بلد مسلم وحظر دخول المصاحف للبلاد.
وقد ضم مشروع الحزب الخروج من الاتحاد الأوروبي وعدم المشاركة في أي مساعدات خارجية تخص الأمن، كما أعرب فيلدرز عن سعادته بمشروع الحزب الذي يسعى لمحاربة الإسلام وصرح قائلا: “يجب أن تعود هولندا للهولنديين”. وطبقًا لاستطلاع رأي من شركة “ايبسوس موري” مطلع أغسطس، فإن حزب فيلدرز قد يحصد 27 مقعدًا من أصل 150 مقعدًا بالبرلمان الهولندي، وبهذا سيكون الحزب صاحب أكثر عدد من مقاعد بالبرلمان.
أما على صعيد الممارسات الشعبية التي تعكس تعصبًا تجاه المظاهر الإسلامية ذاتها بغض النظر عن سلوكيات أصحابها، فنجد هذا الخبر من موقع The telegraph تحت عنوان “باريس: صاحب مطعم يرفض تقديم الطعام لسيدتين محجبتين واصفًا إياهما بالإرهاب” حيث جاء فيه أنه في ظل التوتر الناجم عن اختلاف الثقافات في فرنسا، تجري الشرطة تحقيقًا مع صاحب مطعم بإحدى ضواحي باريس إثر رفضه تقديم الطعام لسيدتين محجبتين واصمًا إياهما بالإرهاب، حيث قال: “كل الإرهابيين مسلمون وكل المسلمين إرهابيون، لذا فعليكم الخروج من المطعم”.
وقد تسبب هذا الحدث في إحداث غضب عارم مما اضطر المدعي العام لفتح باب التحقيق باعتبارها قضية تمييز عنصري، حيث قامت إحداهما بتصوير الواقعة ونشرها عبر الإنترنت. وقد تواترت رورد أفعال متعددة على المنشور من قبيل “لا نريد أن يقدم لنا الطعام أشخاص عنصريون”. يأتي هذا في حين قام صاحب المطعم بالرد مدافعًا عن نفسه، قائلًا “العنصريون أمثالي لا يفجرون ولا يقتلون أحدًا”.
كما قام صاحب المحل كذلك بطرد رجلين ممن اعترضوا على موقفه من السيدتين المحجبتين، ولعل ذلك لا يرجع فقط إلى اللغط الحادث حول قضية البوركيني بل أيضا بسبب وفاة أحد أصدقائه في هجمات باريس في نوفمبر الماضي. وجدير بالذكر، أن صاحب المطعم قد اعتذر عن فعله خاصة بعد أن تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة دعوة إلى مقاطعته.
لكن مع ذلك يمكننا أن نلمح مظهرًا إيجابيًا في هذا الخبر، وهو استنكار الفعل من قبل الموجودين وقت الحدث، ومسارعة الحكومة للتدخل وفرض القانون، وهو أمر لا يتكرر كثيرًا في حالات اعتداءات الإسلاموفوبيا.
وفي ذات السياق نشر موقع Express خبرًا بعنوان “ألمانيا: مجموعة من العنصريين يبنون جدارًا أمام مسجد ويكتبون عليه عبارت مسيئة للمسلمين” جاء فيه: وقع عمل كراهية مشين ببلدة بارشيم في ولاية مكلنبورغ-فوربومرن الألمانية وسط أجواء من التوتر العنصري المتزايد في البلاد حيث قامت مجموعة من العنصريين الخارجين عن القانون ببناء جدار أمام مدخل مسجد البلدة باستخدام كتلات خرسانية، وكتبت على الجدار عبارات مسيئة للمسلمين من قبيل “إن كنتم ترون أنفسكم مؤمنين، فنحن نراكم غزاة”.
ويعد هذا الهجوم هو الثاني على مسجد بارشيم في غضون أشهر قليلة، بحسب إحدى جماعات إغاثة اللاجئين.
وقامت الشرطة بفتح تحقيق بخصوص الحادث المثير للاشمئزاز.
ولكن على الرغم من الحادث الذي ينم عن مشاعر الكراهية، أبدى بعض الأشخاص دعمهم للمسلمين، حيث ترك أحد الأشخاص رسالة خارج المسجد يطالب فيها المجتمع المسلم بأن يبقوا أقوياء ومتحدين ومؤمنين.
المصدر: بوابة الأزهر