الاجتهاد: استفزت المملكة العربية السعودية، المسلمين حول العالم، باساءة للكعبة المشرفة في البيت الحرام، عبر اقامة “طواف للعراة بالكعبة” نظمته الهيئة العامة للترفيه التي حلت في النفوذ والسلطة محل الهيئة العامة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة.
وأقامت الهيئة العامة للترفيه التي يرأسها تركي آل الشيخ، اليد اليمنى لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في احداث التغيير وانفتاح المملكة وفق “رؤية 2030” للمملكة، عرضا للازياء النسائية حول مجسم للكعبة المشرفة.
شهد عرض الازياء المقام ضمن “موسم الرياض” الترفيهي لهذا العام المتواصل منذ مطلع شهر اكتوبر، تناوب النساء الموديلز عرض ازياء وصفت بالخليعة والاباحية حول مجسم الكعبة، ما اعتبر “طواف التعري حول الكعبة”.
وتضمنت عروض الازياء التي شهدها الحفل ارتداء ملابس تسخر من قادة اسلاميين سابقين، اضافة الى وصلات غنائية وراقصة حول مجسم الكعبة، في محاكاة تسيئ لتهليل وتكبير الطائفين بكعبة البيت الحرام بمكة المكرمة.
فجر عرض الازياء أو ما وصف “طواف التعري حول مجسم الكعبة”، موجة استياء واستنكار واسعة بين اوساط السعوديين والمسلمين عموما، على منصات التواصل الاجتماعي، بوصفها “اساءة لقبلة المليار ونصف مليار مسلم”.
وانتقد سعوديون تصاعد الانسلاخ عن القيم العربية والاسلامية للمجتمع السعودي تحت شعار “الانفتاح الثقافي”، معتبرين ان “الهيئة العامة للترفيه تتعمد مسخ الهوية الاسلامية والعربية للمملكة، بمختلف فعالياتها الماجنة والخليعة”.
كما دعا سعوديون إلى “وقفة جادة ضد الانحطاط الاخلاقي” لهيئة الترفيه، واتفق ناشطون من العالمين العربي والاسلامي في المطالبة بـ “مراجعة لسياسة إدارة شؤون الحرمين المكي والمدني” و”نقل ولاية الحرمين لهيئة اسلامية”.
وقال الناشط السعودي الشهير، تركي الشلهوب، لنحو 1.5 مليون متابع لحسابه على منصة إكس (توتير سابقا) حول العالم: هذه ليست الكعبة التي يطوف حولها المسلمون. إنه مجسم صنعه ابن سلمان يتراقص حوله العصاة العراة!”.
مضيفا في تدوينة اخرى مرفقة بمشاهد فاضحة: “كفار قريش كانوا يُعظمون الكعبة المشرفة، أما ابن سلمان فقد بنى مجسمًا يشبه الكعبة وجاء بالكاسيات العاريات يطُفن حوله”. وأردف متسائلا: “فأيهما أكثرُ شرفا؟.. ابن سلمان أم كُفار قريش؟”.
واستنكر تركي الشلهوب، صمت علماء ومشايخ الدين في السعودية، قائلا: “إلى الآن لم يخرج واحد من المداخلة لديه الشجاعة وذرة خوفٍ من الله وأنكر الفجور الذي رأيناه في حفل إيلي صعب” للازياء المقام ضمن “موسم الرياض 2024م”.
مضيفا في انتقاد مشاهير الناشطين والاعلاميين ومشايخ الدين البارزين في المملكة، بأنهم “على العكس من ذلك وإمعانًا في الغي برروا لابن سلمان وهاجموا المسلمين الذين انتقدوا العرض المخزي الفاضح، باعوا آخرتهم بدنيا سيّدهم!”.
ونشر مقطع فيديو لأحد مشايخ الدين الموالين لسياسة ولي العهد السعودي وعطاياه، وهو يدافع عن رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، ويصفه بصاحب الوجه المشرق ويعدد محاسن فعالياته الفنية الغنائية والراقصة في موسم الرياض.
في المقابل، رحب تيار “المنفتحين” الموالين لسياسة ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء السعودي الامير محمد بن سلمان للمملكة (رؤية 2030) الانفتاحية على العصر وايقاعه بمختلف المجالات، وبرروه بأنه “عهد الحرية والتطور”.
وانبرى الاعلامي السعودي حسين الغاوي للرد على من عارضوا حفل التعري بالرياض ووصفهم بأنهم “اعداء السعودية”، وقال هازئا: إن الفعالية أُقيمت في الرياض التي تبعد أكثر من 1000 كم عن “الأماكن التي تحمل قدسية دينية معينة”.
يأتي هذا في ظل تنفيذ رؤية ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، الامير محمد بن سلمان، للمملكة 2030، واقرارها سياسة الانفتاح على العصر وايقاعه في مختلف مجالات الحياة، وكبح صوت وسلطة التشدد الديني في المملكة.
وأطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “رؤية 2030” تتضمن انفتاحا مطلقا، سياسيا وإداريا وتعليميا واقتصاديا، ضمن توأمة إدارية واقتصادية مع مدن أمريكية وأوروبية، في مختلف مجالات الاستثمار والسياحة وانشطة الترفيه.
يشار إلى أن سياسة ولي العهد السعودي الانفتاحية، استبدلت سلطة ونفوذ “هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر” بسلطة ونفوذ “الهيئة السعودية العامة للترفيه”، وجرى اعتقال معارضيها من مشايخ الدين وايداعهم السجون حتى اليوم.
المصدر: العربي نيوز