الاجتهاد: تعرضت الأسرة المسلمة في عقر دارها لتحديات الحداثة التي اجتاحت بلاد المسلمين، واعتبرت المرأة أحد أهم مداخل التغيير في تلك المجتمعات. لذا فقد تعرض مفهوم الأسرة وبنيتها للكثير من التحديات داخل العمق الإسلامي، الذي يُعد البيئة الأساسية لتكوين الأسرة المهاجرة.
لقد جاءت هذه الأسر حاملة تأثيرات الحداثة والتحديث والليبرالية، ودعوات تحرير المرأة وحركاتها، بما في ذلك إشكاليات الحجاب، وقضايا الميراث، وتعدد الزوجات وقضية العصمة في الطلاق، والقوامة والاستقلال الاقتصادي، وعمل المرأة وما أحدثه ذلك من اضطرابات في توزيع الأعباء والمسؤوليات بين شطري الأسرة؛ الزوج والزوجة (1).
وحين تأتي هذه الأسر إلى أمريكا، تجد أن كل ما طالبت به المرأة المسلمة في موطنها الأصلي قد صار حقيقة واقعية تعيشها، كما تلحظ فاعلية الحركات النسائية ومعطيات الفكر الليبرالي بصفة عامة في المجتمع الأمريكي (2).
تمخضت الحركات النسوية عن مؤتمر سينكا فلز بولاية نيويورك Seneca Falls – New York الذي عُقد عام 1848م بحضور إليزابيث كادي Elizabeth Cady للمطالبة بحقوق المرأة، ومناقشة المنظور الديني المسيحي الذي ينظر إلى المرأة نظرة دونية ويتهمها بأنها ذات طبيعة شيطانية، فكان من أهم أهدافها آنذاك، تعديل وضع المرأة القانوني بمنحها حق التصويت، ومساواتها بالرجل من حيث الأجر، وحقها في التعليم والتملك (3).
ففي عام 1920م نالت المرأة جميع حقوقها، وفي عام 1946م أعلن عن تأكيد حقوقها اقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً في العالم أجمع، وفي عام 1960م شهدت الحركة النسوية ولادة جديدة خاصة في أمريكا، وفي عام 1966م تشكل أكثر من 400 فرع للحركة تولت معالجة قضايا المرأة والدفاع عنها.
ولقد استفادت النساء الحركيات _ آنذاك _ من توظيف موقفهن بشكل علمي(4) في محاربة مبدأ الاستعباد، خاصة حركة “استعباد السود”، والمطالبة بحقوقهن في بيان حددن فيه مطالبهن بوضوح.
وكانت حركات تحرير المرأة التي ظهرت في القرن التاسع عشر تدور في إطار إنساني يؤمن بمركزية الإنسان، وبالإنسانية المشتركة التي تشمل الجميع؛ ما يفسر تعاطفها مع السود والمطالبة بتحريرهم.
ونظراً لأهمية الإنسان في هذه الحركات؛ فقد دافعت المرأة عن حقوقها داخل حدود المجتمع، في إطار من المفاهيم الإنسانية المشتركة كمفهوم الأسرة، بوصفها أهم المؤسسات الإنسانية التي يكتسب منها الإنسان هويته الحضارية والأخلاقية.
فهي حركات تهدف إلى نيل قدر من العدالة داخل المجتمع، لا المطالبة بمساواة يتعذر تحقيقها، فضلاً عن تمكين المرأة من نيل حقوقها كاملة ولا سيما حق الانتخاب والمشاركة في السلطة، والطلاق، والحضانة، والمساواة بالأجور ونحوها، وقد كان هذا هو الإطار الأساسي لحركات تحرير المرأة حتى منتصف الستينيات.
اختلفت أهداف الحركات النسائية ومعطياتها عن حركات تحرير المرأة الأولى، فقد أعيد تعريف الإنسان وصياغته في ضوء معايير المنفعة المادية، فاستبعدت الأمومة وتنشئة الأطفال؛ لأنه يستحيل تقديرها مادياً، فالأم لا تتقاضى أجراً مادياً محسوباً لقاء ذلك، فبدأت الأسرة تفقد عراها(5)، وأصبح ينظر إلى المرأة بوصفها فرداً مستقلاً عن المجتمع (6)؛ أي إنساناً طبيعياً لا اجتماعياً، وأصبح التركيز منصباً على قضية الأنوثة التي ترضخ لفكرة الصراع مع الذكورة، وأصبح تاريخ الحضارة البشرية تاريخ صراع بين الرجل والمرأة، وهيمنة الذكر على الأنثى، ومحاولتها التحرر من هذه الهيمنة.
وفي ظل وضع هذا البرنامج الثوري موضع التنفيذ، نادى دعاة حركة التمركز حول الأنثى بضرورة إعادة سرد التاريخ من وجهة نظر أنثوية، وأصبح هدف الحركة الأساسي رفع وعي النساء بأنفسهن، وتحسين أدائهن في معركتهن مع الرجال (7).
ففي إطار هذه الرؤية القائمة على الصراع، وفي ظل غياب مفردات الإنسانية المشتركة، تكتفي النساء بالنساء والرجال بالرجال، فأسقطت الأم والزوجة، وأسقطت الأسرة، وتراجع الجوهر الإنساني المشترك ليصبح كل البشر أفراداً طبيعيين ماديين.
فقد رقضت الحركة توزيع الأدوار، ودعت إلى التسوية، فأصبح الذكور والإناث آباء وأمهات بلا فروق وهذا ما يسعى العلم اليوم إلى تحقيقه بالتجارب العلمية التي تفتقر إلى الوازع الأخلاقي والديني، ويظهر ذلك جليا في عمليات الاستنساخ وأطفال الأنابيب وتحوها.
وفي ظل هذا الإطار التفكيكي، أعلنت حتمية الصراع بين الذكر والأنثى، وضرورة وضع نهاية للتاريخ الذكوري الأبوي، وبداية التجريب من دون الاستناد إلى ذاكرة تاريخية؛ بهدف زيادة فاعلية المرأة في أثناء صراعها مع الرجل، ثم مساواتها به، ما يعني الانتقال من حركة تحرير المرأة إلى ما يُسمى النسوية (8).
لقد أدى المناخ الذي أفرزته حركة تحرير المرأة في مرحلة الستينيات إلى مشاركة المرأة المفتوحة في المجال الأكاديمي منذ مطلع السبعينيات، فبدأ طرح قضايا المرأة بصورة أكثر علمية، ومن خلال الأبحاث الأكاديمية (إشكالية المرأة والعلم).
ويفضل كتابات النساء الباحثات في مختلف المجالات، تبلورت في الثمانينيات أطروحة (إشكالية العلم في الفكر النسوي)؛ أي انتقال النسوية من أيديولوجيا إلى إبستمولوجيا (9). وأعلنت النسوية بذلك عن ذاتها أنها رؤية للعالم، وخضعت العلوم الاجتماعية والسياسية لتحليل الفكر النسوي ونقده.
ومع ادعاء النسوية العالمية أن المرأة هي الهدف والغاية، إلا أنها ظلت ضمن إطار المادية، وهو ما وضعها في تناقض مع النموذج المعرفي التوحيدي، فظل زعم الفكر النسوي العالمي لفظياً. ولا تزال محاولات تصدير الفكر النسوي إلى العالم، ومسألة تمركز المرأة حول الذات، التي تأسست على الصراع والنسبية والوضعية، في أوج قوتها.
ولقد أدى غياب إدراك الفارق بين النموذج التوحيدي والنموذج الغربي – في بادئ الأمر إلى استخدام الكثير من الكتابات الإسلامية -سواء في أمريكا، أو في البلاد الاسلامية المفاهيم والاقترابات الغربية، ومنها النسوية، في تحليل ودراسة وضع المرأة والأسرة في العالم الإسلامي، واعتبرت مفاهيم الأبوية والنوع والجنس مفاهيم أساسية لطرح الأسئلة (10)، بدلاً من توظيف النموذج المعرفي الإسلامي الذي يؤكد المفاهيم الكلية والمنطلقات المعرفية لدى دراسة قضايا المرأة والأسرة في الرؤية الإسلامية.
فالإسلام يقدّم أطراً مفاهيمية تساعد على فهم نوع العلاقة بين الرجل والمرأة من جهة، وتكوين الأسرة من جهة أخرى (11).
أما اليوم فإن موقف المرأة المسلمة من المنظور النسوي هو في تطور مستمر،خاصة أن المرأة المسلمة أدركت الفروق الكبيرة بين بنية النموذجين؛ الإسلامي والغربي، فوجدت في الإسلام، خاصة في مصادره الرئيسة (القرآن، والسنة الصحيحة) نموذجاً متميزاً يرسم معالم شخصيتها وكياتها الإنساني، ويكفل لها حقوقها على نحو يتجاوز ما تطالب به الحركات النسوية الغربية (12).
ويلاحظ اليوم وجود نشاط فاعل في هذا المجال، تمثل في العديد من الدراسات التي تعتمد في تنظيرها على مبدأ التحليل والمنهجية، فضلاً عن محاولاتها الجادة لتغيير كثير من الأعراف والعادات الجائرة التي لا تمت بصلة لتعاليم الإسلام، وذلك على مستوى الممارسات العملية، إلا ان ذلك يتطلب تضافر الجهود لتحقيق التغيير الإصلاحي المنشود، الذي دعا إليه كتاب الله وسنة الرسول الكريم (13).
ومع كل تلك الجهود، إلا أنّ تأثير العولمة والنسوية وغيرهما من معالم الحضارة الغربية تغلغل في العالم، وبدت آثاره واضحة في العالمين: العربي والإسلامي(14).
ومن هنا أحست الأسرة بصدمة كبيرة، وظهرت على كثير من الأسر القادمة من العمق الإسلامي بوادر ضعف في العلاقة، تحولت في بعض الأحيان إلى مظاهر تفكك أسهم في زيادة شرخها نظام العمل ونظام الحياة الغربي المبني على أسس من الفردية والحرية المطلقة، التي انعكست بوضوح على بنية العلاقات الإنسانية، بحيث شملت المقربين؛ أي الزوجين والأبناء، فضلا عن الأقارب الآخرين.
ولعل غياب الأسرة الممتدة، وما تقدمه من مساعدة نفسية خاصة بوجود الأولاد، وما تتطلبه الحياة من عمل الوالدين خارج البيت، والحاجة إلى من يعتني بالأولاد في فترة غيابهما، كل ذلك يُعدّ من الانعكاسات السلبية أيضاً.
ونظراً لانتشار “المادية” وتغلغلها في الحياة اليومية المعاصرة للفرد الأمريكي، ثم في الأسرة والمجتمع؛ فقد تضاعفت نسبة انتشار الأمراض النفسية والعصبية.
وكعادة الفلسفة العلمانية، فإنها قامت بتقديم الحلول للمشكلات الناتجة عنها، بتطوير مؤسسات اجتماعية تستجيب لمتطلبات المجتمع الغربي، إلا أن الخواء الروحي والأخلاقي المصاحب لتلك الفلسفة زاد من ظهور الأمراض النفسية، التي أطلق عليها اسم أمراض العصر، من مثل الاكتئاب، والإدمان على الكحول والمخدرات، والجنس، وغيرها.
وعولجت هذه الإشكالية في المجتمع الأمريكي، بتطوير العلوم المتخصصة في مجال المعالجة النفسية، مثل: الاستشارة النفسية، والطب النفسي، والصحة العقلية والعصبية، ثم إنشاء مؤسسات متخصصة في الصحة العقلية للاهتمام بمعالجة أنواع الإدمان المختلفة والاكتئاب وغير ذلك من الأمراض النفسية المعاصرة، التي رافقت الثورة المادية، والخواء الروحي الذي رافق العلمانية.
ومع أهمية هذه الجهود في تخفيف هذا النوع من الأزمات، إلا أن ما تقوم به الأسرة الممتدة يفوق كل ذلك؛ إذ تشكل هذه الأسرة مخرجاً لتفريغ المشاعر خلال الجلسات العفوية لأفراد الأسرة، التي تساعد الجميع على تفريغ مكنونات النفس تفريغاً إيجابياً.
ولقد أكدت بعض الدراسات الدور الإيجابي الفاعل للأسرة الممتدة في أمريكا؛ وذلك بتناولها طبيعة التكوين الأسري لبعض الجاليات المهاجرة، التي لايزال دور الأسرة الممتدة فيها حيا على المستويين المادي والمعنوي.
وأشارت نتائج بعض هذه الدراسات إلى أن انتماء كثير من الشباب إلى مختلف العصابات، هو جزء من الفراغ الذي تركه غياب الأسرة الممتدة ودورها الإيجابي في حل إشكالية انفصال الأجيال، والانتماء، والأمراض النفسية التي قد تنشأ نتيجة الضغوط المادية والمعنوية على الأفراد أو الأسر النووية الجديدة وغيرها (15). وهذا لايعني أن مؤسسة الأسرة الممتدة لا تعاني وجود مشكلات بين أفرادها.
ولكن إذا روعيت فيها القيم العليا التي تساعد على حسن التعايش، كمراعاة مشاعر الآخرين، وإقامة العدل، ومراعاة حرية الفرد والجماعة، والتوازن بين حقوق الفرد والجماعة، والصدق، وحسن المعاملة؛ فإن الأسرة الممتدة ستشكل آنذاك – حلا إيجابيا لكثير من مشكلات المجتمع المعاصر.
لذا يتعين تنظيم برامج وحملات توعية بأهمية دور الأسرة الممتدة وآليات الحفاظ على حسن التعايش بين أفرادها، لتشكل نموذجاً لمؤسسة طبيعية تحمي المجتمع من عوامل التآكل الداخلية والخارجية.
الهوامش
1- ولا تزال الكتابات العربية عن الأسرة تستخدم المنهجية الغربية أداة لفهم الواقع الاجتماعي العربي، ولقد بين جون ووتربري أن هناك نوعين من العلم الغربي: علم يتطور عندهم ويصحح نفسه ويتجاوز أزماته الفلسفية بمحاولة التجديد، وآخر يُروج له ويتم “تسويقه” في العالم الثالث اعتماداً على التبعية الفكرية لدى بعض الباحثين من ناحية، والجهل بتطور النظرية الغربية لدى آخرين من ناحية أخرى. هدسون، مايكل. وآخرون. العقد العربي القادم المستقبلات البديلة، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، 1986م) أو ما يمكن إدخاله تحت ما أسماه عبد الصمد الديالمي “السوسيولوجيا الكولونيالية”. انظر:
– الديالمي، عبد الصمد القضية السوسيولوجية: نموذج الوطن العربي، الدار البيضاء: دار إفريقيا الشرق، 1989م، ص 40-43.
(2) المسيري، قضية المرأة بين التحرير والتمركز حول الأنثى، مرجع سابق.
(3) Al Faruqi, Women, Muslim society and Islam,
كانت أول وثيقة نسوية تطالب بحقوق المرأة هي وثيقة ماري ولستونكرافت دفاعاً عن حقوق المرأة التي دونتها عام 1792م. ففي أثناء الثورة الفرنسية، طالبت الأندية الجمهورية النسائية بتطبيق مبادئ الحرية والمساواة، والأخوة بغض النظر عن الجنس، ولكن تم إخماد هذه الحركة حينذاك عبر مدونة قانون نابليون. انظر:
– The Columbia Electronic Encyclopedia, Sixth Edition, Columbia University Press, 2003. (www.cc.columbia.edu/cu/cup).
(4) The Columbia Electronic Encyclopedia, Sixth Edition, Columbia University Press, 2003. (www.cc.columbia.edu/cu/cup).
(5) Lorde, Audre. ‘Poems Are Not Luxuries.’ Chrysalis: A Magazine of Female Culture, no. 3 (1977): 7-9.; Lorde, Audre, and Adrienne Rich, ‘An Interview with Audre Lorde,” Journal of Women in Culture and Society 6, no.4 (Summer 1981): 713-736.
(6) Duran, Jane. Toward a Feminist Epistemology. USA: Rowman and Littlefield Publishers, 1990.
(7) Tong, Rosemarie. Feminist Thought: A comprehensive Introduction. San Francisco: Westview Press, 1989.
(70) Duran, Jane. Toward a Feminist Epistemology. USA: Rowman and Littlefield Publishers, 1990.
(71) Tong, Rosemarie. Feminist Thought: A comprehensive Introduction. San Francisco: Westview Press, 1989.
(8) يستخدم مصطلح حركة تحرير المرأة women liberation movement ومفهوم النسوية feminism مترادفين، وتعمد الدراسات إلى استخدام مفهوم النسوية نظراً لشيوعه، والحقيقة أن الترجمة الدقيقة له هي “التمركز حول الأنثى”. وفي الوقت الذي تنظر فيه حركة تحرير المرأة إلى المرأة بوصفها جزءا من المجتمع وتسعى للدفاع عن حقوقها، فإن النسوية تضع المرأة خارج السياق الاجتماعي، كأنها كائن مستقل بذاته منفصل عن الرجل دائم الصراع م معه. لذا فقد طورت أطروحاتها لتغيير اللغة الإنسانية حتى تختلط الأدوار ببعضها بعضاً لإدراك الفرق بين النسوية وحركة التحرير الأولى، انظر:
– عزت المرأة والعمل السياسي: رؤية إسلامية، مرجع سابق، ص 51
(9) Buikema, Rosemarie. “Windows in a Round House: Feminist Theory.” In Women’s Studies and Culture: A Feminist introduction. Edited by Rosemarie Buikema and Anneke Smelik, 3-13. London: Zed Books, 1995.
(10) انظر العدد الخاص عن الأسرة في:
– مجلة المستقبل العربي، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية ، ع 308، س 27، أكتوبر 2004م.
(11) Ahmed, Leila. Women and Gender in Islam: Historical Roots of a Modern Debate,
New Haven: Yale University Press, 1992.; Marsot, Afaf Lutfi al-Sayyid. Egypt’s Liberal Experiment, 1922-1936. Berkeley: University of Califomia Press, 1977.
(12) أدركت المرأة المسلمة بعد مدة دورها في الحياة المعاصرة، فلم ترض أن تقف عاجزة مقلدة المرأة الغربية فحسب، بل تناولت قضاياها بالدراسة والتحليل، فتوصلت إلى نتائج مفادها أن الإسلام كان – وما يزال – يُمثل أكبر حركة تحرر للمرأة، وبدأت المسلمات الأكاديميات بتحدي النسوية الغربية، ومحاولة طرح النموذج الإسلامي علمياً وأكاديميا مقابل الأطروحات النسوية، ومن هؤلاء النسوة منى أبو الفضل، ولمياء الفاروقي، وغيرهما. واليوم نجد ثمار هذه الجهود في الساحة الأكاديمية، خاصة . المسلمات بین ، منهن اللاتي بدأن يرجعن إلى القرآن الكريم لاسترجاع حقوقهن. وعلى الرغم من الاختلاف في المناهج والنتائج، إلا أن ذلك أعاد للمرأة المسلمة ثقتها بدينها، ومنحها الشجاعة اللازمة لتقديم مشروعها الإصلاحي الساعي إلى تغيير حال المرأة اليوم. انظر:
– Abu Fadl, Mona. Muslim Women Scholars on Women in Islam. Chicago Theological Seminary, November, 7h 1990. www.muslimwomenstudies.com.
ومن بين هؤلاء الباحثات سعاد جوزيف التي اعترفت بهذه الحقيقة في خطابها الأخير في 7 أيار، 2010م “إعادة التفكير في المرأة العربية “، وذلك في نشاط رعاه مركز جامعة كالفورنيا UCLA لدراسات الشرق الأدنى CNES، ومجلة الشرق الأوسط للدراسات النسوية؛ وقد خلصت إلى أن وضع المرأة المسلمة والعربية يعتمد على طبيعة علاقتها بالرجل. وقد تبين أن هؤلاء الباحثات يقدرن أهمية العلاقة بين الرجل والمرأة في بناء أسر ومجتمعات صحية ومستقرة. وبناء عليه، فإن دراسات النوع الاجتماعي في العالم الإسلامي بدأت تأخذ . منحی مختلفاً مكن الباحثين من التركيز على الأمور الأصيلة التي تساعد على كشف الحقيقة في الأوضاع المختلفة. انظر:
Wadud, Amina. Qur’an and Woman. Kuala Lumpur: Penerbit Fajar Bakti, 1994.
Wadud, Amina. Rights and roles of women. In Islam in Transition: Muslim Perspectives. Edited by J. J. Donohue and J. L. Esposito, 162166-. Oxford: Oxford University Press, 2006.
– al-Hibri, Azizah. “Muslim Women’s Rights in the Global Village: Challenges and Opportunities.” The Journal of Law and Religion, 15 (12/), (20002001-) Saint Paul, MN: Hamline University School of Law.
Barlas, Asma. Believing women in Islam: Unreading Patriarchal Interpretations of the Qur’an. Austin: University of Texas Press, 2002.
13- يوجد اليوم الكثير من الكتابات – بجميع اللغات – التي عادت تراجع وتحلل العديد من قضايا المرأة في إطار المفاهيم القرآنية والسنة النبوية، التي تعد من أوائل حركات تحرير المرأة. ويظهر ذلك جلياً في كتاب عبد الحليم أبو شقة “تحرير المرأة في عصر الرسالة” وغيره من المؤلفات الجادة التي تناولت قضايا المرأة، وفرقت بين الدين والأعراف التي تراكمت عبر السنين لتتحول إلى دين يُتبع، علماً بأنها مخالفة له.
(14) Ahmed. Women and Gender in Islam: Historical Roots of a Modern Debate, p. 151.
See also:
– Tignor, Robert L. Modernization and British Colonial Rule in Egypt, 1882-1914. Princeton: Princeton University Press, 1966.
–
Marsot, Afaf Lutfi al-Sayyid. “Women and Modemization: A Reevaluation.” In Women, the Family, and Divorce Laws in Islamic History. Edited by Amira El Azhary Sonbol, 39-51. Syracuse, New York: Syracuse University Press, 1996.
(15) يعتقد علماء الاجتماع وعلماء النفس أن عدم استقرار العلاقات بين أفراد الأسرة، وتذبذب علاقة الأسرة بالمجتمع الكبير يشكل مصدراً للعديد من المشاكل، مثل: الطلاق، والأمراض العقلية،
وجنوح الأحداث. انظر:
Columbia University Press. The Columbia Electronic Encyclopedia, Sixth Edition, 2003. (www.cc.columbia.edu/cu/cup)
.
المصدر: الصفحة 196 من كتاب: الأسرة في مثقاصد الشريعة ..قراءة في قضايا الزواج والطلاق في أمريكا، لمؤلفها زينب طه العلواني / المعهد العالمي للفكر الإسلامي