الاجتهاد: في يوم الثامن صفر ١٤٤١ حضر الفقيد الكبير والشهيد العظيم الحاج قاسم سليماني رضوان الله عليه بعد انتهاء مجلس العزاء في منزلنا هذا العام ورأى الراية الحسينية التي نضعها في العادة وراء الخطيب، وهي راية خاصة من داخل القبر الحسيني الشريف كانت ادارة العتبة الحسينية المشرفة قد أكرمتني بها منذ سنوات،
وحينما رآها المجاهد العظيم قال لي: اريد هذه الراية شيخنا، فقلت له هي لك ان شاء الله بعد ان ينتهي المجلس، وبالفعل ادخرتها له، وقد شرفني في البيت قبل ثلاثة أسابيع او اكثر فجلبت له الراية فنظر اليها وقبلها وقال لي: أريدها ان تكون في كفني، كانت زيارته التي طالت لأكثر من ساعة وتحدث فيها عن همومه ولواعج قلبه لم يكن اللقاء كبقية اللقاءات بل كان كأنه وداع فختمه برجاء ان أدعو له بالشهادة فقد اشتاق إلى الأصدقاء عماد مغنية وشهيد المحراب والشهيد همت والشهيد كاظمي وكثيرا ما كان يذكره بشوق وحسرة رضوان الله عليه وعليهم.
رحل الحاج قاسم كما ترحل الشمس حينما يهجم الظلام، ورحلتها ليست هزيمة منها وإنما من أجل أن تصنع اليوم الجديد والفجر الموعود.
سلام عليك يا أبا محمد حسين يوم ولدت ويوم جاهدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ووالله لن ترقأ لي عين ولا يستقر لي قلب ولا تسكن روح حتى ألقاك على نفس ما تعاهدنا عليه ووالله لولا فرج الله المنتظر روحي فداه ولولا التكليف المناط بأعناقنا والأمانة التي تركتها بايدينا اذن لما كان في الموت كمدا عليك وتوجعاً لفقدك وتأسفاً لرزيتنا بك وحسرة على ان ترحل ونبقى وتذهب ونظل بخسارة.
اتذكر يا ابا محمد رضا يا حبيبا فارق بلا وداع كم كنت تقول لي وأنت تتبسم: شيخنا لن يبقوك وسيقتلوك ولن يتركوك، فعاهدني ان إذا ذهبت قبلي ان تدعو لي هناك بالشهادة وتضمن لي الشفاعة، واعاهدك ان افعل أنا ذلك ان ذهبت قبلك، فاقسم عليك يا حاج قاسم وأنت في برزخك المشرف وفي مقام عليائك الباذخ الا ما تذكرتني ودعوت لي فيما تعاهدنا عليه فما لي والله صبر على فقدك وفراقك.
اللهم لك الحمد على عظيم الرزية وشدة الفجيعة فعوضنا عن ذلك بثبات القلوب والاقدام واعنا على العمل بما امرتنا ولزوم ما به كلفتنا حتى وان جفانا كل أهل الدنيا وقلانا القريب والبعيد، وكحل أعيننا برضا صاحب الأمر ارواحنا فداه، ولا حول ولا قوة الا بك.