الاجتهاد: إنّ الخطاب يعدّ من أهمّ مظاهر السلوك الإنساني، بل هو هوية الإنسان، فضلاً عن كونه المرآة التي تعكس مشاعره وانفعالاته واتجاهاته النفسية، يقابل ذلك متلقّي الخطاب الذي لا بدّ من أن تظهر آثار ذلك الخطاب عليه، وهو ما يعبّر عنه بالانفعالات العاطفية سواء إيجابية كانت أم سلبية.
وبفعل الرسالة الإلهية التي تضمّنها خطاب الإمام الحسين (عليه السلام) استجاب كثير من الأنصار إلى نداء القلب، وقبل ذلك إلى نداء الرب؛ وكذلك الحال في خطابات المسيرة الحسينية الأُخر. ولا شك في أنّ التفاعل مع هذه الخطابات قد أخذ أبعاداً تربويةً متعددةً، منها ذلك التفاعل العاطفي الذي أدّى إلى بذل النفس في سبيل الله، والوقوف إلى صف الفريق الحق، فريق الإمام الحسين(عليه السلام).
ومن هنا؛ حفلت المسيرة الحسينية بنماذج متعددة من الأنصار، الذين تفاعلوا مع خطاباتها، ومن هؤلاء: الحرّ الرياحي، وزهير بن القين، وأُمّ وهب وابنها، ويزيد بن زياد بن المهاجر الكندي، وسعد بن الحرث الأنصاري، وأخوه، وغيرهم.
لذا شرعتُ بدراسة فكرة هذا البحث، مقسِّماً إيّاه على مبحثين، تسبقهما مقدّمة وتمهيد، وتتلوهما خاتمة. أمّا التمهيد، فقد تناولت فيه الخطاب وآثاره التربوية.
وأمّا المبحثان، فقد تناولت في أولهما أثر خطاب الإمام الحسين(عليه السلام) في عواطف الآخرين. وقد اشتمل الحديث عن أثر الخطاب في أنصار الإمام الحسين(عليه السلام)، ومدى تفاعلهم العاطفي معه، ومثال ذلك: الحرّ الرياحي، وزهير بن القين.
وأمّا المبحث الثاني، فقد تناولت فيه أثر خطاب آل الحسين(عليهم السلام) في عواطف الآخرين. ومن أهمّ أمثلته: الإمام السجاد(عليه السلام)، والسيّدة زينب(عليها السلام)، وغيرهما.
وختمت البحث بعدد من النتائج التي توصّلت إليها الدراسة. وقد تنوّعت روافد البحث بين المصادر التاريخية والتربوية وكلّ ما يمكن أن يخدم موضوع البحث.
وأخيراً أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لخدمة أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، وأن يجعل عملنا المتواضع هذا في موازين حسناتنا إنّه نعم المولى ونعم النصير.
تحميل المقالة:
التفاعل العاطفي في خطاب المسيرة الحسينية
تحميل العدد الـ26 من مجلة الإصلاح الحسيني