الاجتهاد: تمر 31 أغسطس/آب الذكرى 43 لاختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا، ولا تزال ملابسات اختفائه غامضة حتى بعد سقوط نظام القذافي، لاسيما أن المسؤولين السابقين أدلوا بتصريحات متناقضة بشأنه.
وما هي الحقيقة المخفية والحلقة الأهم في تفسير خلفيات عملية اختفاء الإمام موسى الصدر في زيارة دعي إليها إلى ليبيا، التي كانت بقيادة العقيد معمّر القذافي في نهاية آب (أغسطس) 1978 بالنسبة إلى ما يجري حاليا في ليبيا وفي العالم العربي والشرق الأوسط؟
على الرغم من الإطاحة بالنظام القذافي في ليبيا، الا ان مصير السيد موسى الصدر لا يزال غامضا دون وجود أي أدلة تبين حقيقة ملابسات اختفائه حتى الآن، فيما لم تغني التسريبات وتصريحات بعض أركان النظام الليبي المطاح في الوصول الى حقيقة ما حدث فعلا، خصوصا بعد تضارب التفاصيل حول ملابسات مقتله، وهو الأمر الذي اتفق عليه الجميع بعد ان اقروا بقيام معمر القذافي بتصفيته جسديا.
تصفية الصدر
فقد بثت قناة “الآن” الفضائية مقابلة مع شخص قدمته على انه احد المقربين من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي يتحدث فيها عن تورط النظام السابق في “تصفية” الامام اللبناني الشيعي البارز موسى الصدر الذي اختفى في 1978 خلال رحلة الى طرابلس.
وقال “أحمد رمضان” الذي جرى التعريف عنه على انه “القلم الخاص ومدير معلومات القذافي” ان العقيد الليبي وبعد اجتماع استغرق ساعتين ونصف الساعة مع الصدر ومرافقيه، قال لاثنين من اركان نظامه “تعوا خذوهم”، مضيفا “الكلام الذي سمعناه (…) من بعض المصادر في ذلك الوقت ومنهم سكرتير الرئيس (القذافي) انه (موسى الصدر) تمت تصفيته”.
واوضح “أحمد رمضان” في المقابلة التلفزيونية التي بثت مقاطع منها على موقع يوتيوب ان المسؤولين في نظام القذافي اللذين ذكر اسم كل منهما ومنصبه “موجودان الآن في طرابلس (…) وهما اللذان قاما بتصفية” الصدر.
وأكد أحمد رمضان ان روايتها تثبتها “ملفات كاملة في (وزارتي) العدل والخارجية وفي جمعية القذافي لحقوق الانسان”، مشيرا الى ان ما ردده نظام القذافي عن خروج الصدر ومرافقيه من ليبيا الى ايطاليا هو لمجرد “التغطية”.
وتحمل الطائفة الشيعية في لبنان القذافي مسؤولية اختفاء الصدر الذي شوهد في ليبيا للمرة الاخيرة في 31 اب/اغسطس 1978 بعد ان وصلها بدعوة رسمية في 25 اب/اغسطس مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، الامر الذي كان ينفيه نظام القذافي قائلا ان الثلاثة غادروا طرابلس متوجهين الى ايطاليا.
الا ان النيابة العامة الايطالية اعلنت بعد انتهاء تحقيقها في 1981 ان الصدر ورفيقيه لم يدخلوا ايطاليا وان اشخاصا انتحلوا اسماءهم وهوياتهم. وفي 2004، عثر على جوازي سفر الصدر ويعقوب في احد فنادق روما.
وعرف الصدر الذي يفترض ان يكون عمره اليوم 83 عاما، بلهجته الهادئة وسعة علمه ومواقفه المعتدلة.
قتله بعدما اتهمه بالكفر
من جانبه كشف المستشار الدكتور محمد بشير الخضار، آخر مدعي عام عسكري في نظام العقيد الليبي معمر القذافي، النقاب عن قيام القذافي بالتخلص من عدد من كبار مساعديه السابقين من بينهم وزيرا الخارجية والعدل الأسبقان، بالإضافة إلى معارضين عن طريق الاغتيال.
وقال الخضار، وهو عضو في المحكمة العليا الليبية في حوار مطول لصحيفة “الشرق الأوسط” إن القذافي قام بتصفية إبراهيم البشاري وزير الخارجية ورئيس جهاز الاستخبارات الليبية السابق، وإبراهيم بكار وزير العدل الراحل بسبب خشية القذافي من حجم وكمية المعلومات التي بحوزتهما، والتي كانت تهدد بقاءه في السلطة.
وأكد الخضار الذي شغل الكثير من المناصب أبرزها منصب المستشار القانوني للمفتش العام للقوات المسلحة لسنوات كثيرة، وكان شاهدا على واقعه سجن أبو سليم أن الإمام الشيعي موسى الصدر، مؤسس حركة “أمل” اللبنانية، قد قتل في آخر زيارة له إلى ليبيا عام 1978، بعدما دخل في مشادة كلامية مع القذافي واتهمه بالكفر وكاد يضربه، على حد قوله.
وأعلن الخضار الذي عمل مستشارا قانونيا لوزارة الدفاع الليبية طيلة 25 عاما، عن العثور على جثة في ثلاجة بميناء طرابلس يرجح أنها لأحد المرافقين اللذين اصطحبهما الإمام الصدر في زيارته إلى ليبيا، مشيرا إلى أن الصدر دفن في مدينة سرت، مسقط رأس القذافي قبل أن تنقل جثته إلى مدينة سبها ومنها إلى عدة أماكن غير معلومة.
محاكمة غيابية للقذافي
في السياق ذاته جرت الجمعة محاكمة غيابية للزعيم الليبي معمر القذافي وستة من اعوانه امام المجلس العدلي، اعلى هيئة قضائية في لبنان، بتهمة اخفاء الامام موسى الصدر في ليبيا قبل اكثر من ثلاثين سنة، وطلب الادعاء انزال اشد العقوبات بالمتهمين.
وانعقدت المحكمة في حضور المدعين ووكلائهم الذين يمثلون عائلة الصدر وعائلتي محمد يعقوب وعباس بدر الدين اللذين كانا يرافقان الامام الصدر، رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، خلال رحلة له الى ليبيا العام 1978، واختفيا معه منذ ذلك الوقت.
اما المدعى عليهم فهم القذافي وستة مسؤولين في النظام الليبي الذي انهار في 23 آب/اغسطس، وهم: المرغني مسعود التومي واحمد محمد الحطاب وهادي ابراهيم السعداوي وعبد الرحمن محمد غويلة ومحمد خليفة السحلول وعيسى محمد منصوري.
وطلب الادعاء بشخص المدعي العام سعيد ميرزا ووكلاء الادعاء الشخصي وبينهم بدر الدين الصدر، نجل موسى الصدر، “ادانة القذافي وانزال اشد العقوبات به (…) وتجريمه بالتحريض على خطف واخفاء الامام الصدر ورفيقيه”.
كما طلبوا الامر نفسه لليبيين الستة الباقين بتهمة “الاشتراك في الجريمة”. وفي حين طلب بدر الدين الصدر “تعويضا شخصيا رمزيا قدره ليرة واحدة (اقل من دولار)”، طلبت عائلتا عباس ويعقوب تعويضات قدرها مئة مليون دولار عن كل سنة اختفاء. وارجئت الجلسة لاصدار الحكم الى 18 تشرين الثاني/نوفمبر.
وكان قاضي التحقيق العدلي في القضية اصدر قبل اشهر قرارا ظنيا طلب فيه عقوبة الاعدام للرئيس الليبي “الفار من وجه العدالة” بتهمة “التحريض على خطف وحجز حرية كل من الامام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين”. كما طلب العقوبة عينها لمعاونيه الستة.
نبذة عن موسى الصدر
ولد في مدينة قم الإيرانية في 4 حزيران عام 1928م حيث درس العلوم الدينية بعد نيله لشهادتين في علم الشريعة الإسلامية والعلوم السياسية من جامعة طهران في العام 1956م. بعد عدّة سنين في قم توجه الإمام موسى الصدر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته تحت إشراف المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الإمام محسن الحكيم الطباطبائي وزعيم الحوزة العلمية آية الله أبو القاسم الخوئي. في العام 1960م توجه للإقامة في صور اللبنانية.
من أبرز أعماله: تفعيل عمل جمعيّة البر والإحسان في مدينة صور، والتي كان قد أسّسها عبد الحسين شرف الدين.
بناء مدرسة جبل عامل المهنيّة، والتي تعتبر أوّل صرح علمي في الجنوب، بل في مناطق الشيعة عامّة، والتي تخرّج حتّى الآن المئات كل عام، كما أنّ لهذه المدرسة الشرف في تخريج بعض الشهداء الأبرار الذي استشهدوا في عمليّات نوعية أمام عدو لبنان الغاشم إسرائيل.
تأسيس أفواج المقاومة اللبنانية المعروفة بحركة أمل في العام 1974م، وقد صادفت بداية الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان بشقيه: محافظة الجنوب ومحافظة النبطية، فكان لحركته من أجل المحرومين السبب الرئيسي في إزالة ذلك العدوان، ودحر فلول المحتل الإسرائيلي. ومع ذلك فقد نأى بنفسه عن التدخل في حرب لبنان الأهلية بل سعى لإنهائها حيث كان قد دعي في العام 1960م إلى مدينة صور لإمامة الناس وأقام فيها عدة أعمال خيرية.
كذلك أنشأ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في العام 1969م لتوحيد كلمة الطائفة الشيعيّة ضمن نسيج المجتمع المدني في مواجهة الظلم الاجتماعي.
أسّس موسى الصدر ما يعرف ب كشافة الرسالة الإسلاميّة، والتي كان همّها الأساسي هو الاعتناء بتنشأة جيل هادف وريادي، يتمتّع بأخلاقيات إسلامية عالية، يعمل على خدمة المجتمع.
سعى موسى الصدر حثيثاً لإنشاء الجامعة الإسلامية وذلك من خلال المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الأمر الذي تحقق ولكن بعد أن تمّ اختطافه بسنوات.
عمل موسى الصدر حثيثاً على توحيد كلمة اللبنانين جميعاً بكل طوائفه، سواءً المسلمين فيما بينهم، أو المسلمين والمسحيين، فجال على كل القرى اللبنانية، وسعى إلى إنهاء أي فتنة مذهبية، وألقى المحاضرات في الجامعات ولمساجد والحسينيّات والكنائس دعياً إلى ذلك، ممّا انعكس إيجاباً منذ ذلك الزمن وحتّى الزمن الحاضر على مستوى التعايش الإسلامي المسيحي، ليصبح نموذجاً يحتذى به في كل العالم.
قدومه إلى لبنان:
قدم الإمام موسى الصدر إلى لبنان- أرض أجداده – أول مرة سنة 1955، فتعرف إلى أنسبائه في صور وشحور، وحلّ ضيفاً في دار كبيرهم حجة الإسلام المرجع الديني عبد الحسين شرف الدين الذي تعرف إلى مواهب الإمام الصدر ومزاياه، وصار يتحدث عنه في مجالسه بما يوحي بجدارته لأن يخلفه في مركزه بعد وفاته.
فبعد أن توفي حجة الإسلام عبد الحسين شرف الدين بتاريخ 30 ديسمبر 1957، كتبت “صور” رسالة إلى الإمام الصدر في “قم” تدعوه إليها. ولفت المرجع حسين البروجردي إلى ضرورة تلبية الدعوة. وهكذا قدم الإمام الصدر إلى لبنان في أواخر سنة 1959 وأقام في مدينة صور.
إنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى:
بدأ الامام الصدر الرعاية الدينية والخدمة العامة في صور، موسعاً نطاق الدعوة والعمل الديني بالمحاضرات والندوات والاجتماعات والزيارات, ومتجاوزاً سلوك الاكتفاء بالوعظ الديني إلى الاهتمام بشؤون المجتمع. وتحرّك في مختلف قرى جبل عامل ثم في قرى منطقة بعلبك-الهرمل، يعيش حياة سكانها ومعاناتهم من التخلف والحرمان. ثم تجوّل في باقي المناطق اللبنانية، متعرفاً على أحوالها ومحاضراً فيها ومنشئاً علاقات مع الناس من مختلف فئات المجتمع اللبناني وطوائفه، وداعياً إلى نبذ التفرقة الطائفية باعتبار أن وظيفة الدين هي الاستقامة الاخلاقية و”أن الأديان واحدة في البدء والهدف والمصير” وداعياً أيضاً إلى نبذ المشاعر العنصرية وإلى تفاعل الحضارات الإنسانية وإلى مكافحة الآفات الاجتماعية والفساد والالحاد.
وفي مدينة صور، نجح في القضاء على التسوّل والتشرّد، وفي شدّ أواصر الأخوة بين المواطنين من مختلف الطوائف. وشارك في “الحركة الاجتماعية” مع المطران غريغوار حداد في عشرات المشاريع الاجتماعية.
وساهم في العديد من الجمعيات الخيرية والثقافية. وأعاد تنظيم “جمعية البر والاحسان” في صور وتولى نظارتها العامة، وجمع لها تبرعات ومساعدات أنشأ بها مؤسسة اجتماعية لايواء وتعليم الايتام وذوي الحالات الاجتماعية الصعبة ثم أنشأ مدرسة فنية عالية باسم “مدرسة جبل عامل المهنية” وأنشأ مدرسة فنية عالية للتمريض وكذلك مدرسة داخلية خاصة للبنات باسم “بيت الفتاة”. كما أنشأ في صور معهد الدراسات الإسلامية.
سافر الإمام موسى الصدر إلى عدة بلدان عربية وإسلامية وإفريقية وأوروبية، مساهماً في المؤتمرات الإسلامية، ومحاضراً، ومتفقداً أحوال الجاليات اللبنانية والإسلامية، ودارساً معالم الحياة الاوربية، ومتصلاً بذوي الفعاليات والنشاطات الإنسانية والاجتماعية والثقافية.
وبعد أن وقف على أحوال الطائفة الشيعية ومناطقها ومؤسساتها في لبنان، ظهرت له الحاجة إلى تنظيم شؤون هذه الطائفة، باعتبار أن لبنان يعتمد نظام الطوائف الدينية وأن لكل من الطوائف الأخرى تنظيماً يختص بها، وكان قد أنشئ بالمرسوم الاشتراعي رقم 18 تاريخ 13 يناير 1955 تنظيم خاص بالطائفة الإسلامية السنية يعلن استقلالها، وأنشئ بعده بالقانون الصادر بتاريخ 7 ديسمبر 1962 تنظيم خاص بالطائفة الدرزية، بحيث بقيت الطائفة الإسلامية الشيعية وحدها دون تنظيم.
فأخذ يدعو إلى إنشاء مجلس يرعى شؤون هذه الطائفة أسوة بالطوائف الأخرى، ولقيت دعوته معارضة من بعض الزعماء السياسيين في الطائفة ومن بعض القوى خارجها. واستمر متابعاً هذه الدعوة سنوات، وفي مؤتمر صحفي عقده في بيروت بتاريخ 15 أغسطس 1966 عرض آلام الطائفة ومظاهر حرمانها، بشكل علمي مدروس ومبني على إحصاءات، وبيّن الأسباب الموجبة للمطالبة بإنشاء هذا المجلس، وأعلن أن هذا المطلب أصبح مطلباً جماهيرياً تتعلق به آمال الطائفة.
وأتت الدعوة نتائجها بإجماع نواب الطائفة الشيعية على تقديم اقتراح قانون بالتنظيم المنشود، أقره مجلس النواب بالاجماع في جلسة 15 أغسطس 1967، وصدقه رئيس الجمهورية بتاريخ 19 ديسمبر 1967، وبمقتضاه أُنشئ “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” ليتولى شؤون الطائفة ويدافع عن حقوقها ويحافظ على مصالحها ويسهر على مؤسساتها ويعمل على رفع مستواها.
ونص القانون المذكور على أن يكون لهذا المجلس رئيس يمثله ويمثل الطائفة ويتمتع بذات الحرمة والحقوق والامتيازات التي يتمتع بها رؤساء الأديان.
اختفائه في ليبيا:
وصل الامام موسى الصدر إلى ليبيا بتاريخ 25 أغسطس 1978 يرافقه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي الاستاذ عباس بدر الدين، في زيارة رسمية، وحلوا ضيوفاً على السلطة الليبية في “فندق الشاطئ” بطرابلس الغرب. وكان الامام الصدر قد أعلن قبل مغادرته لبنان، أنه مسافر إلى ليبيا من أجل عقد اجتماع مع العقيد معمر القذافي.
أغفلت وسائل الاعلام الليبية أخبار وصول الامام الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، ولم تشر إلى أي لقاء بينه وبين العقيد القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين. وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيا، خلاف عادته في أسفاره حيث كان يُكثر من اتصالاته الهاتفية يومياً بأركان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وبعائلته.
شوهد في ليبيا مع رفيقيه، لآخر مرة، ظهر يوم 31 أغسطس 1978. بعد أن انقطعت أخباره مع رفيقيه، وأثيرت ضجة عالمية حول اختفاءه معهما، أعلنت السلطة الليبية بتاريخ 18 أغسطس 1978 أنهم سافروا من طرابلس الغرب مساء يوم 31 أغسطس 1978 إلى إيطاليا على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية.
وجدت حقائبه مع حقائب فضيلة الشيخ محمد يعقوب في فندق “هوليداي ان” في روما وأجرى القضاء الإيطالي تحقيقاً واسعاً في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعي العام الاستئنافي في روما بتاريخ 12 أغسطس 1979 بحفظ القضية بعد أن ثبت أن الامام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية. وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الإيطالي الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا.
أبلغت الحكومة الإيطالية رسمياً، كلاً من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وحكومة الجمهورية العربية السورية، وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن الامام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الاراضي الإيطالية ولم يمروا بها “ترانزيت”.
أوفدت الحكومة اللبنانية بعثة أمنية إلى ليبيا وإيطاليا، لاستجلاء القضية فرفضت السلطة الليبية السماح لها بدخول ليبيا، فاقتصرت مهمتها على إيطاليا حيث تمكنت من إجراء تحقيقات دقيقة توصلت بنتيجتها إلى التثبت من أن الامام الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة الذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي.
أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في بيانات عدة، وخاصة في مؤتمرين صحفيين عقدهما نائب رئيس هذا المجلس في بيروت بتاريخ 31 أغسطس 1979 و10 أبريل 1980 مسؤولية العقيد معمر القذافي شخصياً عن إخفاء الامام الصدر ورفيقيه، كما أعلنت هذه المسؤولية أيضاً منظمة التحرير الفلسطينية في مقال افتتاحي في صحيفتها المركزية “فلسطين الثورة”العدد 949 تاريخ 11 ديسمبر 1979.
وأعلن أيضاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أن ملوكاً ورؤساء عرب أبلغوه وأبلغوا ممثلي المجلس مسؤولية العقيد القذافي عن هذا الإخفاء.
صرح الرائد عبد المنعم الهوني شريك العقيد معمر القذافي في ثورة الفاتح من سبتمر أن الإمام موسى الصدر ” قتل خلال زيارته الشهيرة إلى ليبيا” عام 1978 و أنه دفن في منطقة سبها في جنوب البلاد. ويحمل الشيعة في لبنان معمر القذافي والنظام الليبي مسؤولية اختفاء الصدر الذي شوهد لآخر مرة في ليبيا في 31 اب/اغسطس 1978.
المصدر: شفقنا