خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه

أفكار مضية في زيارة الأربعين

الاجتهاد: يتناول البحث دراسة تأثير زيارة الأربعين المباركة على الفرد والمجتمع، حيث يسلط الضوء على نظرة غير معمقة لبعض الأفراد حول هذه الشعيرة، التي يُعتقد بأنها تفتقر إلى المنفعة وتُعد إهداراً للوقت والطاقة. يُركّز البحث على دحض هذه المفاهيم من خلال تقديم رؤية شاملة حول القيمة الحضارية والإنسانية لهذه الزيارة.

تُعد زيارة الأربعين أكبر تجمع ديني بشري في العراق، حيث تتلاقى فيه الحضارات الشرقية والغربية من مختلف الأديان والمذاهب، مما يعزز من قيم التعايش السلمي والعمل التطوعي والتكافل الاجتماعي. تُعد الزيارة فرصة لنقل رسالة الإمام الحسين الله حول الإصلاح والتعايش والوحدة، مما يساهم في تعزيز السلوك الإيجابي الأخلاقي ويسهم في التثقيف المنهجي على الفكر الحسيني.

تهدف الدراسة إلى توضيح أهمية هذه الشعيرة كأداة للترابط الفكري، وتقوية الهوية الإسلامية الشيعية عالمياً، وتحقيق الإصلاح المجتمعي من خلال استلهام الدروس المستفادة من ثورة عاشوراء. كما يُركز البحث على ضرورة تقديم رؤية واضحة لدى المؤسسات الثقافية والمنتديات لتحقيق الأهداف السامية لهذه الزيارة وإيصال رسالتها للعالم.

مشكلة البحث :

هناك من يمتلك نظرة سطحية ونظرة غير معمقة للشعائر الحسينية بشكل عام وشعيرة زيارة الاربعين او زيارة المسير الى كربلاء المقدسة هذه النظرة لا تستند الى اطار فقهي وعلمي ومعرفي لاعتقاده بان هذه الشعيرة (زيارة الاربعين) او(المسير الى كربلاء) خالية من المنفعة وهي استنزاف للطاقة وضياع للوقت وتعطيل للخدمات العامة ومساوئها وسلبياتها اكثر من منافعها وفوائدها للمجتمع ونحن بأمس الحاجة الى الوقت من اجل اعادة الخدمات والبناء للمجتمع العراقي بعد ان تعرض للدمار والخراب بسبب السياسية الا مشروعة للأنظمة قبل ٢٠٠٣ .

وهنا يعتقد الباحث ان شروعيه بهذا البحث البسيط المتواضع قد يعد عملة دحض لتلك الاعتقادات او اثباتها كما انه يعد وسيلة لإظهار عالميتها للمجتمع الانساني ويمثل عملية احياء لها والا بدون تلك البحوث والدراسات لبقية تلك المناسبات حبيسة للتاريخ.

كما وان الباحث يسعى في بحثه هذا ان يوضح الصورة الضبابية والمزيفة التي ينقلها الاعلام عن حقيقية شعائر الاسلام الشيعي وان حركة الامام الحسين الله ونهضته لا يعرفها الا القليل من المسلمين لأن وسائل الاعلام الاسلامية تصرفت وكأن الامام الحسين لا يعنيها وكأنه محسوب على فئة خاصة في حين انه لكل المسلمين بل هو عطاء للدنيا بأجمعها وليس لنا وحدنا (الحسيني، الموسوي، ٢٠١٩) ومن هنا جاءت مشكلة البحث الحالي الموسوم:(ماهي الافكار المضيئة في زيارة الاربعين وتأثيرها على الفرد والمجتمع)

اهمية البحث :

ان زيارة الأربعين حضارة إنسانية. (الجميلي، ٢٠٢٣) وتمثل رؤية كونية شاملة يقودها الإمام الحسين ﷺ ، بسيرته الطاهرة ودمه الزكي (رند ، ٢٠٢٤). انها تعد اكبر تجمع ديني بشري في العراق على أقل تقدير تشهده مدينة كربلاء. (الجميلي ، ٢٠٢٣).

وان هذا التجمع (زيارة الأربعين) هو مبدأ ديني مستوحى من أفكار عقائدية (الجميلي ، ٢٠٢٣) هذه الزيارة توفر فرصة لالتقاء شتى الحضارات الشرقية منها والغربية، بما يكفل لكل زائر أو صاحب موكب أن يخرج بحصيلة معرفية ومبدئية متنوعة المصادر، ففيها تجد الشرقي والغربي ومن شتى الأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية في حالة من التوأم والتواعيش، (الحسيني، الموسوي، ۲۰۱۹) كما انها اصبحت احد ادوات التلاقح الفكري والتواصل المعرفي يعتبر أحد أهم الركائز التي بنيت عليها الحضارات في شرق الأرض وغربها، وكانت سبب أساس في التعايش السلمي.

بها تم تكريس ثقافة العمل التطوعي وثقافة التكافل الاجتماعي انها تمثل مناخ اقتصادي واجتماعي وفكري، (الحسيني والموسوي ، ۲۰۱۹) وبهذا أصبحت تمتلك بعد حضاري إنساني عالمي، فزيارة الأربعين تحولت إلى ظاهرة يرصدها العالم كله، وتتابعها وسائل الإعلام المختلفة، وتترك أصداء كبيرة قل أن تحظى بها أي شعيرة دينية أخرى. أنها تعكس صورة المذهب والطائفة للعالم.

وتعزيز السلوك الإيجابي الأخلاقي، وكانت الزيارة سبباً لتحولات إيجابية في الوعي والسلوك. وعلى المسلمين الشيعة ان يقدموا من خلالها رسالة مذهبهم وأئمتهم إلى العالم، من خلال شعاراتهم وخطابهم وسلوكهم وإدارتهم للمناسبة.

حيث إن رسالة أهل البيت قبول التنوع الديني والمذهبي، كما ورد عن الإمام علي : «فَإِنَّهُمْ ( النَّاسُ ) صنفان : إمَّا أَخُ لَكَ فِي الدِّين ، وَإِمَّا نَظِيرُ لَكَ فِي الْخَلْقِ » وان رسالتهم الحفاظ على وحدة الأمة كما ورد عن الإمام علي: « وَلَيْسَ رَجُلٌ – فاعلم – أَحْرَصَ عَلَى جَمَاعَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ وَأُلْفَتِهَا مِني » وان رسالتهم الإصلاح في الأمة حيث ورد عن الإمام الحسين : « إِنَّمَا خَرَجْتُ لطلب الإصلاح في أُمَّة جَدِّي» وبهذا تشكل زيارة الأربعين فرصة راقية ومناسبة كبيرة وعظيمة للشروع بالتثقيف المنهجي على الفكر الحسيني، حتى نضمن إنساناً حسينياً إنسانياً واعياً ومثقفاً، ومن خلال هذه النهائج الواعية، تُبنى الأمة من جديد، وتستعيد أمجادها، وتسترد مكانتها، ودورها التنويري الريادي، فتكون في الموقع، الذي يؤهلها مُجَدَّداً للعب الدور الإنساني التثقيفي الحاسم. (الحسيني، الموسوي، ٢٠١٩) وهكذا نأمل أن تصبح هذه المناسبة فرصة ذهبية لإيصال رسالة أهل البيت وشيعتهم إلى العالم.

ولكي نكفل تحقيق هذه الثمرة يجب ان يتم رعايتها بالشكل المطلوب، ومن هنا، ينبغي أن يكون لدى القائمين على المؤسسات الثقافية والمنظمات والاتحادات والمنتديات رؤية وتصور واضح عن أهمية الربط بين ما نتيجة تلك الزيارة من سلوكيات ايجابية وجعلها وسيلة لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمع، وانطلاقاً من هذه الرؤية يمكن للمُعنيين بالثقافة في العراق والبلدان الإسلامية والمسلمين في كل مكان، أن يستفيدوا من زيارة الأربعين لتحقيق تلك الموازنة من اجل الوصول إلى المدينة الفاضلة، ومن تلك الفائدة تنبع أهمية إحيائها، والمشاركة بها؛ ليرى المرء تلك الصور الإنسانية المهولة التي تساعد في تقويم سلوكه اليومي، ومن ثم يتحقق الإصلاح المجتمعي والأهداف الفعلية من ثورة عاشوراء المباركة . ( حسون ، ٢٠٢٢).

 

م. م ظاهر حبيب موسي

تحميل المقالة

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *