الاجتهاد موقع فقهي
خاص الاجتهاد: أكد أحد الباحثين في الفقه والأصول على المكانة العلمية والمنهجية عند آية الله السيد محمد هادي الميلاني (قدس سره)،
وقال: إن إحياء ذكرى هذا المرجع العظيم ليس مجرد حدث تاريخي عابر، بل يجب أن يغدو منطلقاً لإحداث تحول في علم أصول الفقه، ومواءمته مع المتطلبات الراهنة للمجتمع الإسلامي وصرح الحضارة الإسلامية الحديثة.
وفي حوار له، أشار الدكتور حسين ناصري مقدم —خريج البحث الخارج في حوزة مشهد العلمية وأستاذ الفقه ومباني الحقوق— إلى الموقع الريادي لآية الله الميلاني في المشهد الأصولي، قائلاً: منذ عصر المرحوم الشيخ الطوسي، حظي علم الأصول بعناية فائقة، إلا أنه بعد عصر الشيخ الأعظم الأنصاري وتأليفه لكتابه الثمين ‘فرائد الأصول’، اتخذت المسائل الأصولية عند الشيعة صبغةً ومنحىً جديداً.
وأضاف: لقد لعب تلامذة الشيخ الأنصاري البارزون، كالمرحوم الآخوند الخراساني، والمرحوم المحقق النائيني، والمرحوم آقا ضياء العراقي، والمرحوم الميرزا الإصفهاني، دوراً محورياً في استمرار وتطوير هذا العلم، وهو المنهج الذي تأثر به آية الله السيد محمد هادي الميلاني بعمق.
أهمية المنهجية في علم الأصول
وأوضح الباحث ناصري مقدم، بناءً على نتائج دراساته، ضرورة طرح المباحث المنهجية ضمن إطار “فلسفة العلم”، معللاً ذلك بأن أصول الفقه يتمتع بمرتبة “المعرفة من الدرجة الثانية”
واستطرد قائلاً: أصول الفقه ليس مجرد حزمة من القواعد الآلية، بل هو العلم الذي يتكفل ببيان كيفية توليد المعرفة الدينية؛ ومن هنا ينبغي قراءة منهجيته من منظار فلسفة العلم.
المنهج التلفيقي عند آية الله الميلاني
وحول تحليل النتاج العلمي لآية الله الميلاني، صرّح الدكتور ناصري مقدم: من خلال استقصائي لآثاره المتبقية، وجدتُ أن منهجه يعتمد التلفيق والتركيب؛ فهو ليس عقلياً محضاً ولا نقلياً صرفاً، بل هو مزيجٌ محكمٌ منهما. هذا الرؤية التلفيقية منحت آثاره متانةً برهانية من جهة، واعتماداً وثيقاً على النصوص الوحيانية من جهة أخرى.
ضرورة التطوير في الأصول المعاصر
وفي ختام حديثه، شدد على ضرورة تبني رؤية مستقبلية عند تكريم العلماء، قائلاً: لا ينبغي أن يقتصر الاحتفاء بالعلماء على البعد التاريخي، بل يجب أن يكون فاتحاً لآفاق الحاضر والمستقبل. لا يمكننا الاكتفاء بالوقوف عند أصول فقه السيد الميلاني، بل يتحتم علينا تطوير وعصرنة علم الأصول؛ سواء في المباني أو المناهج أو الأبعاد الأخرى، ليكون قادراً على الإجابة عن مستحدثات المسائل ومواكبة تطلعات الحضارة الإسلامية.
