خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
خانه / خاص بالموقع / 22 تقرير خبري خاص / آية الله نورمفيدي يحدد معايير العلم النافع ومسؤولية طلاب الحوزة العلمية

آية الله نورمفيدي يحدد معايير العلم النافع ومسؤولية طلاب الحوزة العلمية

خاص الاجتهاد: مع إطلالة العام الدراسي الجديد، قدّم سماحة آية الله السيد مجتبى نورمفيدي في مستهل درسه الخارج، مستندًا إلى حديث قيم عن الإمام الكاظم (ع)، إرشادات قيّمة لطلبة الحوزة العلمية وفضلاءها.

وأوضح سماحته أن من أهم ما حذّر منه الإمام الكاظم (ع) في هذه الرواية، هو السعي وراء العلم النافع وتجنّب تبديد الأوقات، وهذا التنبيه موجه للجميع وخاصةً لطلبة العلوم الدينية.

وفي توضيحه للجملة الأولى من الرواية قال: مطلع هذه الرواية هو “أَوْلَى الْعِلْمِ بِكَ مَا لاَ يَصْلُحُ لَكَ عَمَلٌ إِلاَّ بِهِ”، مما يعني أن أنفع العلوم وأحقها هو ما يكون أساسًا لإصلاح عمل الإنسان، أي ذلك العلم الذي يساهم بشكل مباشر في تهذيب سلوك الفرد وأخلاقه، وبدونه لا يستقيم العمل.

وتابع الفقيه حديثه بالإشارة إلى أوجب الأعمال على الإنسان قائلاً: «و أوجب العمل علیک ما أنت مسئولٌ عن العمل به»؛ وهذا يعني أن ألزم وأوجب الأعمال على الإنسان هو ما يُسأل عنه. ويشير هذا الجزء من الرواية إلى ضرورة الالتزام بالأعمال التي يُسأل عنها الإنسان أمام الله تعالى أو في إطار مسؤولياته الاجتماعية.

وفي معرض حديثه، أشار آية الله نورمفيدي إلى فقرة «و ألزم العلم لک ما دَلَّکَ علی صلاح قلبک و أظهر لک فساده» قائلاً: إن أوجب وألزم العلوم هو المعرفة التي تُظهر بوضوح سبيل صلاح القلب والروح، وفي المقابل، تكشف أوجه الفساد والهلاك.

وخلص إلى أن هذا النوع من المعرفة، الذي يمكّن الإنسان من تمييز الحق عن الباطل والصلاح عن الفساد في ذاته الباطنية، يُعد من أشد أنواع الوعي ضرورة.

وأشار أستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية بعد ذلك إلى “أحبّ العلوم” بحسب هذه الرواية، قائلاً إن الإمام الكاظم (عليه السلام) يصف أكمل العلوم بأنه ذلك الذي يؤدي إلى زيادة عمل الإنسان ورفعته في الدنيا، شريطة أن تكون هذه الزيادة في العمل في سبيل الصلاح والقرب الإلهي.

وفي الجزء الثاني من توصياته، أشار سماحته إلى نهي الإمام (عليه السلام) عن الخوض في العلم غير النافع، حيث قال: يتابع الإمام (عليه السلام) بقوله: «فَلَا تَشْتَغِلَنَّ بِعِلْمٍ مَا لَا يَضُرُّكَ جَهْلُهُ، وَلَا تَغْفُلَنَّ عَنْ عِلْمٍ مَا يَزِيدُ فِي جَهْلِكَ تَرْكُهُ»؛ أي: ابتعد عن طلب العلم الذي لا يضرّك جهله. ويجب على الطلاب الأعزاء تجنب الخوض في العلوم التي لا يسبب الجهل بها ضرراً، وكذلك تجنب طلب العلم الذي يؤدي تركه إلى زيادة في الجهل.

في تحليله لهذه الرواية، قسّم آية الله نورمفيدي العلوم إلى ثلاثة أنواع: “نافعة، وضارة، ومحايدة” (لا نافعة ولا ضارة). وبنهج تحليلي، تناول مسألة ضرر العلم، حيث قال: بعض العلوم ليست ضارة في حد ذاتها، لكنها قد تتحول إلى عامل ضرر وانحراف في بيئة غير سليمة. وبالإشارة إلى الظروف الحالية والتحديات الناجمة عن مواجهة الكم الهائل من المعلومات في الفضاء الافتراضي (السايبر)، أكد سماحته على ضرورة تمييز العلم النافع من العلم غير النافع، وأضاف: إن إضاعة الوقت والطاقة في السعي وراء معلومات لا يؤثر الجهل بها على مسار كمال الإنسان، وفي نفس الوقت يُغفل عن العلوم الضرورية التي تُصلح من حاله، هو بالضبط ما نهى عنه الإمام الكاظم (عليه السلام).

وفي جزء آخر من حديثه، أشار سماحته إلى المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق طلبة العلوم الدينية في تحصيل العلوم الإسلامية، قائلاً: العلوم التي تدرّس في الحوزات العلمية، هي في الجملة قادرة على النفع، ولكن هذا النفع لا يتحقق إلا إذا صُبّ العلم في بيئة سليمة وأُزيلت موانع النمو.

وعبر الأستاذ البارز في الحوزة العلمية عن أسفه لعدم الاستفادة الكاملة من الفرص العلمية، مؤكداً على أهمية تمييز الصلاح من الفساد في الحياة، وقال: كم هو أفضل أن نتعلّم علماً يدفع أرواحنا نحو الكمال ويمنعها من السقوط.

وفي الجزء الختامي من كلمته القيّمة، ذكّر سماحته بجهود وتضحيات علماء السلف الصالح الذين أضاءوا شعلة الهداية في أصعب الظروف، وشدد على المسؤولية الكبيرة لطلبة العلوم الدينية في مواصلة هذا الطريق، سائلاً المولى عز وجل أن يمنّ على الجميع بتوفيق التعمق في هذه العلوم وتجسيدها في ساحتهم العملية، لكي يتمكنوا من تمييز الصلاح من الفساد في الحياة، ويساهموا في إرضاء حَضْرَة بَقِيَّةُ اللَّهِ الأَعْظَمِ (أَرْوَاحُنَا فِدَاهُ).

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *