خاص الاجتهاد: أستاذ الحوزة العلمية والجامعة: حوزة مشهد العلمية مَدينةٌ لتدبير ومرجعية آية الله الميلاني
استعرض أحد أساتذة الحوزة والجامعة الأبعاد الشخصية والعلمية لآية الله السيد محمد هادي الميلاني، واصفاً إياه بـ “المحيي الحقيقي لحوزة مشهد العلمية”.
وأشار حجة الإسلام عليرضا نوروزي، في حوار خاص، إلى الجوانب العلمية لشخصية آية الله الميلاني، مؤكداً أن قدومه إلى مدينة مشهد شكّل منعطفاً تاريخياً على الصعيدين العلمي والاجتماعي، وأن إقامة مراسم التكريم تمثل فرصة ثمينة لتعريف الأجيال الصاعدة بالخدمات الخالدة لعلماء الدين.
بعثُ المرجعية في خراسان
وفي معرض حديثه عن وضع حوزة مشهد في العقود التي سبقت وصول آية الله الميلاني، قال نوروزي: بعد رحيل مراجع بارزين من أمثال الحاج آقا حسين القمي، الميرزا محمد آقازاده، الشيخ مرتضى الآشتياني، والسيد يونس الأردبيلي، شهدت الأنشطة المرجعية في مشهد نوعاً من الأفول، فكان ورود آية الله الميلاني في تلك الحقبة بمثابة نقطة تحول كبرى في تاريخ الحوزة.
وأضاف: لقد أرسى سماحته دعائم واحد من أهم كراسي بحث الخارج في أصول الفقه، ووضع برنامجاً تعليمياً ممنهجاً، وأسس نظاماً للامتحانات، وشيد مدارس علمية متعددة. وإلى جانب التدريس، قام بتنظيم الأنشطة التبليغية للحوزة وبناء علاقة وثيقة مع الجماهير، حتى غدت إمامته لصلاة الجماعة في الحرم الرضوي المطهر أحد أبرز تجليات حضوره الاجتماعي.
التوجه الفكري والنشاط السياسي
وحول التوجهات الفكرية والسياسية لآية الله الميلاني، أوضح الأستاذ نوروزي: كان المرحوم آية الله الميلاني تلميذاً بارزاً لآية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني (الكمباني)، وعمل على ترويج مباني أستاذه في مشهد. ورغم إحاطته بالفلسفة والكلام، إلا أن المحور الأساسي لنشاطه كان يدور حول الفقه والأصول. كما امتلك رؤية سياسية راسخة، تجلت في مواقفه الاجتماعية والسياسية منذ الثلاثينيات وحتى الخمسينيات (بالشمسي).
وتابع: من جملة هذه الأنشطة، دعمه القوي لنهضة الإمام الخميني (قدس سره)، حيث انتقل إلى طهران وأعلن عن احتجاجه بشكل علني. وتكشف الوثائق الموجودة في أرشيف (السافاك) عن دوره السياسي والاجتماعي الفاعل.
ضرورة تكريم علماء الدين
وأكد نوروزي على أهمية إحياء ذكرى العلماء، قائلاً: يجب على الجيل الحالي من طلاب الحوزة معرفة سلفهم الصالح للحفاظ على الهوية العلمية والمعنوية للحوزة. كما ينبغي للناس الاطلاع على الخدمات الجليلة التي قدمها العلماء عبر التاريخ؛ من التصدي للانحرافات الدينية وترويج العقائد الحقة، وصولاً إلى تقديم نماذج لنمط الحياة الإسلامي.
وفاءٌ لمرجعٍ مصلح
وختم نوروزي حديثه بالتأكيد على أن الشعبين الإيراني والعراقي مَدينان لآية الله الميلاني وخدماته العلمية والاجتماعية، مشدداً على أن تبجيل هذه الشخصيات ليس مجرد أداء للدين، بل هو خطوة إستراتيجية في سياق صناعة الثقافة وتربية الجيل الشاب.
الاجتهاد موقع فقهي