تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة

ينطلق غدا في أبوظبي: الملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة

يناقش منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ، الذي يترأسه العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، خلال ثلاثة أيام الملتقى، 4 محاور رئيسة، إضافة إلى حلقات نقاشية، المحور الأول للمنتدى سيتناول موضوع ” الدين والهوية والسلم العالمي”/ المحور الثاني: الخوف من الإسلام .. الأسباب والسياقات/ المحور الثالث: “الإسلام والعالم رؤية إسلامية للسلم العالمي”/ المحور الرابع: الإسلام والعالم .. مسارات التعارف والتضامن”.

الاجتهاد: تحت عنوان “السلم العالمي والخوف من الإسلام.. قطع الطريق أمام التطرف”، يعقد “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ” ملتقاه السنوي الرابع في أبوظبي غداً 11 ديسمبر، تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وبرئاسة معالي الشيخ عبدالله بن بيه.

ويأتي اختيار موضوع “السلم العالمي والخوف من الإسلام”، مراعاة للسياق العالمي، ومن خطورة استفحال وانتشار ظاهرة التخويف من الإسلام، وتسارع وتيرة الاتهامات الموجهة للإسلام والمسلمين، وترسيخ فكر المفاصلة الدينية في المجتمعات من طرف الفكر المأزوم.

الملتقى سيشهد تقديم نحو خمسين ورقة عمل من خلال أربعة محاور رئيسية يجري بالتوازي معها تنظيم تسع ورش علمية تناقش كل هذه الموضوعات بمنهجيات علمية وعقلانية.

ويواصل المنتدى في ملتقاه الرابع البحث في المخاطر التي تعصف بالسلم العالمي، وإمكانية وضع حد للنزاعات الذي تهدد مستقبل البشرية على كوكب الأرض. ويعمل على توضيح العلاقة بين المسلم والآخر في شتى بقاع الدنيا، ومفهوم الشراكة الكونية على أساس المشتركات الإنسانية؛ من أجل عمارة الأرض بقيم الخير والجمال.

ويشهد اليوم الثاني من الملتقى الإعلان عن الفائزين بـ”جائزة الحسن بن علي للسلم الدولية ” التي يقدمها المنتدى سنويا لشخصية أو أكثر أو مؤسسة أو جمعية لها إسهامات معروفة في تعزيز السلم وترسيخ ثقافة التسامح.

يشارك في فعاليات الملتقى الرابع، التي تمتد على مدى ثلاثة أيام في أبوظبي، أكثر من سبع مائة 700 شخصية من العلماء والمفكرين العرب والمسلمين. هذا إلى جانب نخبة وازنة من الشخصيات الفكرية والدينية، يمثلون مختلف الاتجاهات الفكرية والدينية والثقافية على مستوى العالم.

ويحرص العلماء والمفكرون المشاركون في الملتقى الرابع على إيجاد المخرجات الفكرية السلمية؛ لدرء المخاطر المحدقة بالمجتمعات، وانعكاسات هذه المخاطر على مناطق مختلفة من العالم. هذا إلى جانب السعي الحثيث لخلق تيار سلام عالمي، في أفق حلف فضول عالمي يناهض تيار العنف والغلو والتطرف.

محاور منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة

المحور الأول للمنتدى سيتناول موضوع ” الدين والهوية والسلم العالمي” ويتضمن عنوانين رئيسيين هما “البيئة الدولية للسلم العالمي” و”البيئة الإقليمية للسلم العالمي” وينظم في إطار المحور الأول ثلاث ورش عمل تبحث “الدين والعنف” و”الهويات والسلم العالمي” و”الإسلام ومقتضيات السلم العالمي”.

المحور الثاني يشمل موضوع “الخوف من الإسلام .. الأسباب والسياقات” ويتضمن موضوعين اثنين هما “الخوف من الإسلام من منظور غربي” والخوف من الإسلام من منظور المسلمين في الغرب” .
وينظم في إطار المحور الثاني ثلاث ورش تناقش موضوعات “الإسلاموفوبيا والإسلاموفوبيا الجديدة” و”الإسلاموفوبيا والنزعات الشعوبية الجديدة” و”الإسلاموفوبيا والإعلام ووسائل الاتصال”.

بينما يبحث المحور الثالث “الإسلام والعالم رؤية إسلامية للسلم العالمي”، ويهدف إلى تأصيل المفاهيم وبيان مدلولاتها الحقيقية، لفداحة النتائج المترتبة عن التباس المفاهيم، ويتناسق مع هذا المحور 3 ورش “من الدار إلى الجوار”، “الجهاد والحرب العادلة”، و”السلم في مقاصد الشريعة”، خاصة بعد أن بدا مفهوم الجهاد محفوفاً بالالتباس لدى معظم الرأي العام الغربي، وبالمغالطات عند كثير من المثقفين ووسائل الإعلام؛ لأنه يتطابق عندهم مع مفهوم الحرب المقدسة؛ مما يحوله إلى مفهوم مهدد للسلم العالمي، في المقابل يحيل مفهوم الجهاد عند المسلمين إلى مضامين أوسع بكثير من معنى القتال، فالجهاد شامل في دينهم لأنواع العبادات الظاهرة والباطنة وإن قصره الفقهاء في كتبهم على القتال؛ لأن الحديث عن الأبعاد الروحية والتربوية للمفاهيم الشرعية ليس من اختصاصهم، وتمس الحاجة في هذا المقام إلى التمييز بين نوعين من الجهاد العسكري في الفقه الإسلامي: الأول هو “جهاد الدفع” الذي يشمل أشكالاً من رد العدوان، وردع الدول المجاورة المتأهبة لنقض العهود، وتأمين الحدود، وهو حق من حقوق الدول حتى بمعايير المواثيق الدولية المعاصرة. أما النوع الثاني المسمى في الفقه الإسلامي بـ “جهاد الطلب” فهو الحالة الوحيدة التي يرتبط فيها القتال، حسب فهم بعضهم، بالدعوة إلى الدين. وهو الذي ينظر إليه الغربيون من منظور الحرب المقدسة في تاريخهم.

و يركز المحور الرابع من الملتقى على موضوع “الإسلام والعالم .. مسارات التعارف والتضامن”. ووظيفته هي التفكير في سبل الانتقال من علاقة بين المسلمين وغيرهم، خاصة بلاد الغرب، التي يشوبها الكثير من سوء الفهم المتبادل والصور النمطية والتوجس؛ بل والكراهية في بعض الحالات، إلى علاقة تعارف وتعايش سيكون لها، إذا تحققت، آثار إيجابية على السلم داخل المجتمعات التعددية وفي العلاقات الدولية، وذلك من دون إغفال العقبات والعوائق الكثيرة التي تجعل تحقق هذا النوع من العلاقات هدفاً يستحق بذل العقلاء والحكماء من الطرفين أقصى جهودهم لبناء حصون السلم في عقول البشر، في مرحلة يسهل فيها التواصل الإنساني، وتتداعى فيها منظمات المجتمع المدني إلى إغاثة الملهوفين والتضامن مع المختلفين ديناً وعرقاً، ومواجهة دعوات الكراهية والعنصرية.

المصدر: وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky