فائز المياحي

هل التأليف والبحث دليل على الاجتهاد والاعلمية؟ الشيخ فائز المياحي

للتاليف والبحث والنتاج العلمي موقعية الصدارة في اثبات الاجتهاد والاعلمية، ومنها تتفرع شهادة اهل الخبرة فمن يشهد دون اطلاع فشهادته مخرومة حتما ولا تكون معتبرة للمكلف في التسليم اليها وليست حجة أمام الله تعالى وهو المهم اولا واخرا.

الاجتهاد: في ترجمة سيرة اي عالم يذكرون مؤلفاته وابرز بحوثه وآراءه، وعندما نقول ان التاليف والبحث كاشف عن علمية الفقيه ودقة نظره وسعة اطلاعه يقال ان ذلك ليس شرطا
فعلا هو ليس شرطا في ثبوت علمه لكنه مهم جدا لاثبات ذلك وخروج العلمية من حيز القوة الى واقع الفعلية (ان صح التشبيه) وتكون حجة في حق المتخصصين فما دون.

وهل يعرف الاجتهاد والاعلمية والعدالة للآخرين إلا بآثارها؟
فأهل الخبرة لابد من استحصال الدليل لديهم وليس الدليل إلا بحثه ودرسه.

واذا كانت مجرد ورقة كتبها خبير ما تثبت اجتهاد احدهم، فان عطاء الفقيه البحثي والإستدلالي بنفسه للناس هو ادل عليه واثبت حجة من غيره
هذا منطق العقلاء وسيرة المتشرعة ومقتضى المنهج العلمي في الحوزات والجامعات الرصينة في الحكم والذي يبدو منطقا غائبة عن البعض أحيانا.

فهل نحتاج الى شهادة احد باجتهاد السيد الخوئي مثلا او الشيخ الانصاري (طيب الله ثراهما) . ولو لم تتوفر للسيد شهادات اجتهاد فهل تكون مؤلفاته عاجزة عن اثبات قدرته العلمية الواضحة … ذلك مردود بلا ريب

ومثل ذلك أساطين الفكر الشيعي امثال السيد الطباطبائي صاحب الميزان والصدر الأول وكثيرين ممن لايحتاجون الى شهادة احد باجتهادهم فالاثر يدل على المؤثر وهي قاعدة عقلية مسلمة.

إذن للتاليف والبحث والنتاج العلمي موقعية الصدارة في اثبات الاجتهاد والاعلمية، ومنها تتفرع شهادة اهل الخبرة فمن يشهد دون اطلاع فشهادته مخرومة حتما ولا تكون معتبرة للمكلف في التسليم اليها وليست حجة أمام الله تعالى وهو المهم اولا واخرا.

سلام على الإمام علي وهو الصراط المستقيم (الدال على الحق دأئما وابدا) يقول: ما أصدق المرء على نفسه و أي شاهد عليه كفعله و لا يعرف الرجل إلا بعلمه كما لا يعرف الغريب من الشجر إلا عند حضور الثمر، فتدل الأثمار على أصولها و يعرف لكل ذي فضل فضله(غررالحكم)

وقال الشاعر:
وإذا استطال الشيء قام بنفسه
وصفات ضوء الشمس تذهب باطلاً

في المقابل فإن من يُقصِّر في طرح بحوثه وتقديمها للناس فلايلومن الفاحص المدقق ان يفضل غيره عليه، فنحن لانعلم الغيب ولا السر المكنون ونحن متعبدون بالظاهر فهو الحجة علينا من الله تعالى والعذر لدينا بين يديه.

ولقد كان الأئمة -عليهم السلام- وهم اعلم الخلق يحتجون على الناس كافة بما يظهرونه من علوم ومعارف إلا يكفي نهج البلاغة لبيان عظمة وعلم أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو حجة ناطقة على الناس كافة الى اليوم.
ونحن نفتخر بعلمهم ومناظراتهم واستدلالالتهم ويحق لنا الفخر والاحتجاج بهم وبعلمهم في الدنيا والآخرة.

ولعلي بعد هذا اتممت البيان واقمت الدليل ان قلت: ان الله سبحانه سوف يحتج بها على الناس لانها اوضح واظهر الأدلة وهي افضل من تجاذبات الرجال وشهاداتهم التي لا تنتهي في تناقضاتها وتاثرها بما يقدح فيها.*

ولو كنا والرجال وما يحكمون به، لكان أمير المؤمنين -عليه السلام- رابعا وجعفر الصادق -عليه السلام- لم يكن مرجعا وليس له مذهب.


* طبعا هناك من هم في مستوى يصعب عليهم حتى مطالعة الكتب والبحوث فضلا عن التقييم والمفاضلة وهؤلاء في رقبة المتفقهين ورجال الدين الذي يفترض عليهم الورع وتحري الصدق والقول بالحق لهم وعليهم،
استخطر احد المشايخ دار بيننا نقاش حول المجتهدين والاعلم منهم وفي النقاش سالته هل تعلم ما هو اخر بحث طرحه مرجع تقليدك؟
فقال لا
قلت متى اخر مرة اعطى درسا؟
قال: لا اعلم
قلت له شيخنا الناس برقبتنا ونحن في النجف وانت تدخل من مكتب وتخرج من اخر ولا تعرف مرجعك يعطي درسا او لا ثم تناقشني في شيء انت تعتمد فيه على فلان وفلان ولم تكلف نفسك على التحري مع انك رجل دين ولديك مستوى علمي محترم…
ثم قلت: شيخنا الناس برقبتنا ونحن مسؤولون أمام الله تعالى فلنكن منصفين مطلعين ثم لنتحدث بما نراه حقا، اما ان ننقل كلام دون مراجعة ولا تفحص فهذا يضيع الحقيقة ويجعل الحق مدار الرجال لا مدار الدليل، وهكذا تتيه الأمة والمجتمع ونحن المسؤولون أمام الله تعالى.

تعليق واحد

  1. سيد منتظر أبو غنيمة الموسوي

    السيد السيستاني حفظه الله ليس له مؤلفات ؟؟ كيف اثبت اعلميته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky