الاجتهاد: أقام مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات في مقره ندوة فكرية علمية حملت عنوان كتاب “الفلسفة الإصلاحية في رؤية الإمام موسى الصدر” لمؤلفته الدكتورة السيدة رباب الصدر
بمشاركة الأب البروفسور جورج حبيقة، النائب العام في الرهبانية اللبنانية المارونية، والدكتور محمد حسين بزي، الكاتب والمدير العام لدار الأمير، والأستاذ فؤاد الزين.
حضر الندوة حشد من الشخصيات الثقافية والدينية والسياسية والاجتماعية والفكرية وممثلي عن الأحزاب والمؤسسات الدينية والإنسانية. محور الندوة علمي بحثي عن الكتاب وأهميته المرجعية والأكاديمية في تيسير عملية البحث المعرفي المتعلق بفكر الإمام الصدر.
بداية الكلام مع السيدة رباب الصدر التي رحّبت بالحضور الكريم، وألقت كلمة موجزة عبَّرت فيها عن شكرها العميق وامتنانها للجميع بتكريمها من خلال حضورهم الندوة.
وقد اختصرت كلمتها بالحديث عن الكتاب الذي كان نواة أطروحة أكاديمية تحولّت بفعل التشجيع والدعم إلى كتاب على الرغم من مشاعر التهيب والخوف التي تملكتها، ولكنها بعد سنين من البحث اكتشفت واقع فكر الإمام الصدر الثوري والعملي بأنه إنسان إلهيّ. وأعلنت أن هذا الجهد المعرفي متاحٌ ومتوفر للجميع مجانًا وليس للبيع.
وألقى الأستاذ فؤاد الزين الذي حمل مهمة التعريف بالمُحاضِرين كلمة تحدث فيها عن مميزات الإمام الصدر ورؤيته في تجديد الفكر الديني وفكره الإصلاحي للوصول إلى بناء الإنسان المتكامل، وكيفية صوغ السيدة رباب الصدر هذه الرؤية في كتاب قيّم.
وكانت كلمة للأب البروفسور حبيقة شكر فيها المركز على استضافته للنشاطات الفكرية الرصينة، ووصف الكتاب بأنه موسوعة جذّابة يسيرة سهلة المطالعة والبحث، ويشكّل مرجعًا قيّمًا للأبحاث المتعلقة بمفاهيم التنوع والتعايش والحوار لدى الإمام الصدر. ورأى أن التنوع هو أساس فلسفة الإمام الصدر لأنه السبيل إلى الوجود وإغناء المضامين الإنسانية.
أما الدكتور بزي فقد أوضح في كلمته أن كتاب الفلسفة الإصلاحية في رؤية الإمام موسى الصدر يقوم على عنوان كبير واحد هو أصالة الإنسان على الرغم من تعدد فصوله وموضوعاته، كما استوقفه أن الإصدار يتميز بقدرة المؤلفة على هضم الأفكار الكبرى التي قام عليها مشروع الإمام الصدر في التنوير والنهضة.
الكتاب: الفلسفة الإصلاحية في رؤية الإمام موسى الصدر”
تأليف: الدكتورة السيدة رباب الصدر
أصل الكتاب، أطروحة دكتوراه من المُؤلفة لقسم الفلسفة في «الجامعة اللبنانية»، نالت عليها درجة جيد جداً، حيث أوصى بعض الأساتذة بضرورة طبعها لأهمية الموضوع، فعمدت إلى تعديلها بما ينسجم مع كونها كتاباً، صدر عن منشورات «مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات».
استهل الإهداء «أجمل الهدايا كتاب.. فكيف إذا كان قصة عمر»، وأهدته السيدة رباب إلى والديها، صدر الدين وصفية: «ها أنا يا أبي، ويا أمي، أقدّم إليكما هذا الكتاب، وهو من ما استفدته من شقيقي وعنه.. أقدمه طلباً لرضاكما».
أيضاً تقديم الكتاب كان مُميّزاً، من رئيس الجمهورية الإسلامية الأسبق السيد محمد خاتمي (المُتأهل من ابنة شقيقة الإمام الصدر).
يقع الكتاب في 362 صفحة، وتوزع على 8 فصول، 27 بحثاً و125 عنواناً، مع خاتمة، مُزوّداً بالعديد من الصور، ولائحة بكتب سماحته، ومقالات وأبحاث كتبها، وحوارات أجريت معه، وأهم المصادر والمراجع التي كُتبت عنه.
حملت الفصول عناوين:
1- السيرة الذاتية للإمام موسى الصدر وأخلاقياته.
2- مدخل إلى فلسفة الإمام موسى الصدر العمليّة.
3- علاقة الإنسان باللّه.
4- علاقة الإنسان بالكون والتاريخ.
5- العلاقة بين العلم والديّن.
6- علاقة الإنسان بالمُجتمع.
7- علاقة الإنسان بالوطن والعالم.
8- محطات من الإصلاح العملي للإمام الصدر.
والخاتمة: رؤية الإمام الصدر للنموذج اللبناني وحاجتنا إليه اليوم، وأهمية النهج الصدري في المُعضلة المُعاصرة.
كتابٌ أغنى المكتبة، وما كُتب عن الإمام الصدر، وفاتحة التأليف للسيدة رباب، يستحق القراءة بعمق لما يتضمنه من واقع نعيشه، كان سماحته قد ضمنه قبل عقودٍ من الزمن رؤيته الفلسفية الإصلاحية.