الاجتهاد: إن كتاب “فقه العلاقات الاجتماعية والمُدنية مع غير المسلم” كتاب مثير للجدل والنقاش في عالم اليوم ويستحق أن يكون من ضمن برامج معاهد الدراسات الإسلامية – المسيحية وكل مشاريع الحوار والتقارب بين المسلمين وغيرهم وردا على كل أشكال القطيعة التي تنتشر من قبل بعض الجماعات المتشددة والمستندة إلى أحكام واراء فقهية قديمة .
يقول المؤلف الدكتور الشيخ حسين الخشن: إن الفقه الإسلامي – بایحاء من الرؤية الكلامية الإقصائية وبالإضافة إلى عوامل أخرى – قد ابتنی على أساس القطيعة مع الآخر غير المسلم، وأنتج لنا الكثير من الفتاوى التي تنتقص من إنسانيته وتنزع الحرمة الأخلاقية عنه، فتجيز لعنه، وتبيح سبه وغيبته، وتحرض على إهانته واذلاله، والفتاوی في هذا المجال كثيرة، ومنتشرة في كتب الفقهاء على اختلاف مذاهبهم .
إن هذا الفقه المبتني على هذه الفتاوی قد ساهم أيضا في خلق واقع اجتماعي متنافر مما جعل من العصي وغير الممكن أن تتعايش أتباع الرسالات السماوية في مجتمع واحد.
إن هذا التراث الفقهي هو من نتاج فقهاء اجتهدوا في ظل بيئة معينة، ورؤية خاصة، وبالتأمل فيما انتجوه پتضح أن الكثير من هذه الفتاوی ما هي إلا آراء نظرية تفتقر إلى دليل مقنع بل إنها مخالفة لروح القرآن وللكثر من قواعد الإسلام.
في إطار سلسلة فقه العلاقة مع غير المسلم صدر عن دار منارات للعلامة الشيخ حسين الخشن كتابه المرجعي والفقهي المميز تحت عنوان: فقه العلاقات الاجتماعية والمدنية مع غير المسلم وهذا الكتاب هو بالأساس محاضرات دينية وعلمية ألقاها سماحته على طلاب بحث الخارج في الحوزة الدينية وقد عمد سماحته إلى إعادة تسجيل هذه الدروس والابحاث الفقهية وصياغتها بلغة علمية مميزة .
وكان يفترض أن يسبق صدور هذا الكتاب صدور كتابين لسماحته الاول حول تحديد من هو الآخر والثاني حول تأصيل القواعد التي تنظم فقه العلاقة مع الآخر ولكن لاعتبارات تنظيمية وطباعية جرى إخراج هذا الكتاب قبل غيره من الكتب والابحاث وهو سيكون جزءا من سلسلة طويلة من الأبحاث الفقهية التي تنظم علاقة المسلم مع الآخر في كافة المجالات .
وهذا الكتاب الفقهي والمرجعي الهام مؤلف من مدخل وثلاثة ابواب على الشكل التالي :
المدخل : رؤية عامة حول الفقه الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية مع الآخر.
الباب الاول حول حكم الآخر من حيث الطهارة والنجاسة .
الباب الثاني حول أحكام العلاقات الاجتماعية مع الآخر في كل التفاصيل الحياتية والتي أثارت تاريخيا وحاليا الكثير من الإشكالات فقهيا واجتماعيا.
الباب الثالث حول فقه الاجتماع المدني مع الآخر ودخولهم إلى الأماكن المقدسة واقامتهم في بلاد الحجاز وغير ذلك من الموضوعات الحساسة والدقيقة .
وأهمية هذا الكتاب كونه بحثا علميا وفقهيا ويستند على الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية وعلى ضوء قواعد الاجتهاد المعتمدة في الحوزات الدينية .
وهو يقدم مقاربة جديدة لهذه العلاقات وينسف فيه الكثير من الأحكام السابقة أو ما تعارف من عادة سابقة ويقدم رؤيته التجديدية القائمة على أساس الانفتاح والتواصل مع الآخرين وعلى ضوء كل المستجدات الحاصلة في عالم اليوم وهو يؤسس لعلاقات حوارية وعيش حقيقي بين المسلمين وغيرهم .
أنه كتاب مثير للجدل والنقاش في عالم اليوم ويستحق أن يكون من ضمن برامج معاهد الدراسات الإسلامية – المسيحية وكل مشاريع الحوار والتقارب بين المسلمين وغيرهم وردا على كل أشكال القطيعة التي تنتشر من قبل بعض الجماعات المتشددة والمستندة إلى أحكام واراء فقهية قديمة .
بقلم: قاسم قصير