بهدف رصد الاشكالات والمناهج المعتمدة في الدراسات الدينية والتحديات التي تواجهها ووضع الحلول لتطويرها لتواكب الواقع المعاصر، عقد قبل قليل في قاعة االدراسات العليا في جامعة الكوفة ورشة” اشكالية المنهج في الدراسات الدينية” والتي أوصت فيها المؤسسات الاكاديمية والعلمية الى اعادة النظر في منهج البحث في الدراسات الاسلامية وتبني رؤى جديدة من اجل تطويرها واستثمار معطيات التقنيات الحديثة في استنباط أساليب تربوية وطرائق جديدة للتعليم.
الاجتهاد: أقام قسم دراسات الأديان في بيت الحكمة العراقي وبالتعاون مع جامعة الكوفة يوم الاربعاء الموافق 27/12/2017 ورشة” اشكالية المنهج في الدراسات الدينية” في قاعة االدراسات العليا في جامعة الكوفة.
هدف الورشـة:رصد الاشكالات والمناهج المعتمدة في الدراسات الدينية والتحديات التي تواجهها ووضع الحلول لتطويرها لتواكب الواقع المعاصر.
رئاسة ومقررية الجلسات البحثية :
– رئيس الجلسة : الاستاذ الدكتور محمد جواد محمد الطريحي عميد كلية العلوم الاسلامية / جامعة
بغداد .
– مقرر الجلسة : الاستاذ الدكتور هدى عباس قنبر السعدي/ الامين العام للمكتبة المركزية /جامعة
بغداد .
الباحثون المحاضرون وعنوانات بحوثهم :
1- أ.د.هادي حسين هادي الكرعاوي / تدريسي في كلية الفقه / جامعة الكوفة .
عنوان البحث : مناهج الاستنباط واثره بفقه الاولويات .
2- أ.د. م. صلاح عبد الحسين المنصوري / تدريسي في كلية الفقه / جامعة الكوفة .
عنوان البحث : كيف نصل الى التجدد في البحث في القضايا الدينية
3- د. حسن كريم ماجد الربيعي / تدريسي في كلية الفقه / جامعة الكوفة .
عنوان البحث : المفهوم والمصطلح والمنهج .
4- أ.م. د. عادل عبد الستارعبد الحسن الجنابي / تدريسي في كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية / جامعة بغداد .
عنوان البحث : المنهج الدراسي الاسلامي والتحديات المعاصرة .
5- الشيخ علي انور اسماعيل الوائلي / تدريسي في الحوزة العلمية في النجف الاشرف .
عنوان البحث : اثر المنطق في المعرفة الفقهية .
الحضور :
رئيس جامعة الكوفة ( أ.د. محسن الظالمي ).
– مجموعة من تدريسـيي جامعة الكوفة وجامعة بغداد .
– مجموعة من طلبة الدراسات العليا في جامعة الكوفة .
وقائع الورشة :
كلمة الدكتور محمد جواد الطريحي : اكد فيها على اهمية تحديد الاشكالية عند اعداد الدراسات الاسلامية والابتعاد عن النمطية في اختيار عنوانات بحوث طلبة الدراسات العليا، وفضلا عن اتباع المنهجية الصحيحة لتحديد المسارات العلمية عند اعداد الدراسات الاسلامية ، واكد على وجود لجان علمية مشكلة على مستوى الكليات والجامعات لغرض النظر في المناهج والمفردات الدراسية لطلبة الدراسات الاولية والعليا، ووجه الى توحيد الجهود في ذلك للوصول الى ارقى المستويات في الدراسات الدينية وضرورة مساعدة الاساتذة والاهتمام بهم وارسال البعثات خارج العراق للاطلاع على المناهج التي تستعمل في تلك البلدان .
عرض البحوث :
البحث الاول:
اكد الباحث في بحثه على ضرورة البحث في مناهج الاستنباط ، ففي المستوى التاريخي تم دراسة ماعرفته هذه المناهج من تطور ابتداءً من عصر النشوء الى عصر ذروة كماله المعرفي بما اضاف اساطين المعرفة الشرعية من نظريات مما أثر في نضج المناهج على المستوى البحث الفقهي والاصولي ، وفي المستوى المعرفي تم تنقيح المفاهيم والقضايا المتعلّقة بالجهاز المعرفي لعملية الاستنباط والمناهج الفقهية والأصولية، وفي المستوى الاستشرافي تم التصدي لآفاق الاجتهاد، ومستقبليات مناهج الاستنباط، في ضوء التطورات الراهنة .
البحث الثاني:
اكد الباحث في بحثه على المنهجية التي اعتمدها بعض الفقهاء والشيوخ والعلماء ( السيد محمد باقرالصدر ، الشيخ عبد الكريم الحائري ، السيد الخامنئي ) في كتاباتهم وايجاد معالجات لقضايا العالم الاسلامي ومشكلاته والحوادث المتجددة والتي تلبي الحاجات الفقهية في مجالات الحكم والسياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع وغير ذلك ، ويدعو الفقهاء الى التجدد عند كتابة الدراسات الدينية ويشمل جميع ميادين الحياة المجتمعية في الوقت الحاضر لان عصرنا اليوم يختلف عن كل العهود السابقة .
البحث الثالث:
تطرق الباحث الى اشكالية المفاهيم والمصطلحات واستعمالها في الابحاث والدراسات ، وبين لابد من تتبع تاريخ المفاهيم واشكالية الترجمة ، ووضح بوجود مفاهيم (شاملة ، حاسمة ، غير واضحة ) وعرف المفهوم بانه وحدة معرفية مستقلة والمصطلح تسمية لهذه الوحدة ، واكد على وجود مصطلحات ( علمية ، انسانية ، لغوية ، فلسفية ، حديثة، تاريخية ، فقهية ) تعتمد على التخصص الموضوعي .وتطرق ايضا الى موضوع المناهج والمنهجية واشار الى تعدد المناهج (الاحادي ، والثنائي ، والعبر مناهجيه /تحرير المعرفة من صرامة المنهج ) والمنهج (تراثي ، معاصر ) ، واشار الى التطبيقات في الدراسات وبوجود التطبيق الايجابي القيمي اي الموافقة مع النظرية والتطبيق السلبي اي الخطا في التطبيق على انه من النظرية نفسها . واشار الى وجود اشكالية كبرى في تطوير مناهج البحث المعرفي في الجامعات العراقية .
البحث الرابع:
أكدت البا حث على دور وأهمية المناهج الدراسية عموماً والمنهج الدراسي الاسلامي بشكل خاص في بناء الشخصية واكتساب المهارات وتربية وتعليم الأجيال ثم أهم التحديات التي تواجه هذا المنهج وهي ذات بعدين خارجية مثل التدخل في تغيير المناهج واستهداف الهوية واستدماج القيم العالمية, وتحديات داخلية كتدني مستوى التعليم, والعجز التربوي, والمفهوم القديم للمناهج التي مازالت أهدافها تركز على الحفظ والاستظهار أكثر من التحليل والاستنتاج وحل المشكلات .وأن أساليب التقويم مازالت تعتمد على الاختبارات التحصيلية التي تركز على قياس الحفظ والاستظهار أكثر من قياسها للعمليات العقلية العليا .
البحث الخامس:
اشار الباحث الى موضوع المنطق وعملية الاستنباط والاجتهاد الفقهي ، وبيان الاحتياج الى المنطق في الدراسات الاسلامية والتي منها الدراسات الفقهية اذا كان احتياج مطلق او احتياج جزئي او احتياج واسع في عملية الاجتهاد والاستنباط الفقهي والمدارس المؤيدة او الرافضة لذلك ، وبين تطبيقات المسائل المنطقية في عملية الاستنباط الفقهي .
مناقشة الباحثين :
تم مناقشة الباحثين من قبل الحضور (د. رزاق الموسوي ، د. كريم السراج ، د.هاشم زوين ، د.حيدر الاسدي ) ضمن المحاور الاتية :
1- اختيار الباحثين عنوانات في الدراسات الدينية والاتجاه حول المنهجيات الجديدة منها اللغوية والنفسية والتاريخية واثرها في انتاج مقولات جديدة كان يكون علم اللسانيات والدراسات الدينية .
2- توضيح معنى الاستقراء الكامل والاستقراء الناقص واعتمادها في الدراسات الاسلامية .
3- تغيير المناهج وتطويرها على نطاق القسم والكلية والجامعة والانتقال من المحلية الى العالمية.
4- اشكالية الخطاب الديني وتوحيد المنهج التدريسي لم تحل وما يحصل من قتل وتطرف سببه المنهج يجب على الجامعات خصوصاً الاسلامية ان تضع منهجاً واضحاً يوقف التطرف والغاء الاخر .
التوصيات والمقترحات التي خرجت بها الورشة
1. الحاجة باتت قائمة وملحة أكثر من ذي قبل إلى بعث وإحياء القيم الإسلامية الأصيلة في نفوس أجيال الأمة من خلال إعادة بناء هيكل تربوي وتعليمي ويتماشى في معطياته وتطبيقاته ووسائله مع معطيات العصر.ويستمد قوته وحيويته من الأصول الإسلامية للتربية.
2. الحاجة الشديدة إلى مناهج عصرية تتناسب وتتواكب مع التحديات لمواجهة المتغيرات العالمية وإعادة النظر في المناهج ومضامينها في ضوء روح العصر ومتطلباته, وفي ضوء الخصوصيات الثقافية للأمة , مع تحقيق التوازن بين التقدم العلمي والدين الإسلامي .
3. التأكيد في المناهج الدراسية على إكساب الدارسين القيم والمضامين الإنسانية والعالمية دون إغفال القيم الإسلامية الأصلية التي توجه التعليم في مجتمعنا .
4. الاسترشاد بالمنهج التربوي الإسلامي عند تصميم المنهج الدراسي العام في جميع مراحل التعليم.
5. بث القيم الدينية والاخلاقية السامية في جميع مقررات المنهج وان لاتقتصر على المقررات الشرعية .
6. دعوة المؤسسات الاكاديمية والعلمية الى اعادة النظر في منهج البحث في الدراسات الاسلامية وتبني رؤى جديدة من اجل تطويرها واستثمار معطيات التقنيات الحديثة في استنباط أساليب تربوية وطرائق جديدة للتعليم .
7. دعوة الباحثين في الدراسات الدينية الالتزام بالمنهجية العلمية الصحيحة عند اعداد البحوث فضلا عن الالتزام بالموضوعية والتجرد والابتعاد عن التعصب المذهبي والطائفي .
8. إكساب طالب الدراسات الاولية والعليا مهارات البحث العلمي والتفكيرالموضوعي الناقد وذلك من خلال تدريس مادة البحث العلمي ومناهجه .
9. ضرورة وجود لجان علمية تشكل على مستوى الكليات والجامعات لغرض النظر في المناهج الدراسية وتوحيدها وتحديثها باستمرار ضمن اجتماعات دورية .
10. تشكيل مجمع علمي يعنى بمتابعة وتوصيف المنهج في الدراسات الاسلامية وبيان اشكالياته وتطبيق مستحدثاته ، فضلا عن بيان التداخل بين العلوم الاسلامية والعلوم المساعدة .