الاجتهاد: الصحيح من سيرة الإمام علي ” (عليه السلام)، الذي كتبه العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي في القرن العشرين، يتكون من ثلاثة أقسام وأكثر من عشرين مجلداً يحتوي كل منها على عدة باب وفصول.
يتكون كتاب الصحيح من سيرة الإمام علي ” (عليه السلام) من ثلاثة أقسام وأكثر من عشرين مجلداً يحتوي كل منها على عدة باب و فصول. المجلد الأول من الكتاب يدور حول حياة أمير المؤمنين في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تضم فصلين، وحياة علي قبل النبي وبعده. يتضمن الفصل الأول فصولاً مثل نسب الإمام علي (ع) وإيمانه ومكانتهم، سبب ولادته في مكة، أوقاته مع الرسول، معجزاته و كراماته، أسماء وألقاب و كنىه ، شمائل علي (ع) زوجاته و أولاده. في المجلد الثاني يتحدث المؤلف حول الآية الشريف (و أنذر عشیرتک الأقربین) و يذكر الحوادث التاريخة حتی شعب أبی طالب و في الفصل الرابع يبحث عن تضحیات علی علیه السّلام فی شعب أبی طالب. يدور هذا المجلد حول مباحث أخري بمايلي: وفاه أبی طالب و وفاء علی (ع)، من شعب أبی طالب حتی الهجره، هجره النبی (ص) إلی المدینه، هجره علی علیه السّلام، من الهجره إلی أحد، بناء المسجد و المؤاخاه. يحتوي المجلد الثالث علي ثاني عشرة فصلا و يبحث عن زواج الامام مع فاطمه علیها السّلام و أبناءهما والحسنين والمحسن علیهم السّلام وهكذا عن سد الأبواب إلا باب علی علیه السّلام وحرب أحد..و حتی الخندق. بعد ذلك يشير الي الألویه و الرایات، الثابتون و المنهزمون، جراح علی علیه السّلام نهایات أحد و بعدها و حمراء الأسد و علی علیه السّلام فی بنی النضیر. يحتوي المجلد الرابع على فصلين يتضمنان الغزوات التي شارك فيها علي (ع)، كما أشار في ضمنه الي مقتل عمرو في الخندق، وغزوة بني قريظة و الحديبية. ذكر في الباب السادس حول غزوة خيبر وفدك و حديث رد الشمس و غيره. يحتوي المجلد الخامس على حادي عشرة فصلا و ببابين. يدور مطالب هذا المجلد دائر قتل مرحب، قلع باب خیبر فی الحدیث و التاریخ، حدیث رد الشمس. الباب السابع من المجلد الخامسة مشتملة علي فتح مکه، ذات السلاسل، بنو خثعم و علی علیه السّلام، قبل فتح مکه و حوادث من فتحها مکه إلی فتح الطائف، نقض العهد و الحجابه و السقایه و غير ذلك. يشتمل المجلد السادس على بابين و يحتوي علي حضور علی علیه السّلام فی بنی جذیمه وفی غزوه حنین والطائف إلی تبوک. ثم يبحث عن مواضيع متنوعة حول آل حاتم الطائی عند رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و مباهله نصاری نجران، علی علیه السّلام فی الیمن وقضاءه هناك حتي يصل إلی مرض النبی صلّی اللّه علیه و آله و حدیث المنزله فی تبوک و…. يحتوي المجلد السابع على البابين الحادي عشر والثاني عشر و يتناول حول حجة الوداع واضواء علی ما جری فی عرفه و حدیث الغدیر:تاریخه و وقائعه، خطبه الغدیر و آیات الغدیر آیات سوره المعارج و سوره العصر و قرائن و دلالات حولها. يناقش المجلد الثامن، الذي يتضمن أحد عشرة فصلا و يبحث عن علم و قضاء و بذل علی علیه السّلام و الإمامه و هو في کلام الرسول صلّی اللّه علیه و آله. مضافا الي شأنه فی سوره هل أتی و آیه التطهیر و حدیث الکساء. بعد اشارات اليها يذكر العاملي أدعیه علی علیه السّلام في الفصل السابع و يسيتمر حول حدیث الطیر و أحقاد و آثار و مرض النبي و هكذا وصایا النبی صلّی اللّه علیه و آله و جیش أسامه و الکتاب الذی لم یکتب في الفصول الأخيرة. المجلد التاسع يتضمن فصول متنوعة التي تبحث عن الحوادث و المطالب المتنوعة و من جملتها: مكان موت النبي و كيفية تغسيله و تكفينه و صلوته و تدفينه، أحداث تتصل بموت النبی صلّی اللّه علیه و آله، السقیفه و الوقائع من وفاه النبی صلّی اللّه علیه و آله إلی بیعة علی علیه السّلام، کیفة حدث الإنقلاب و طلب النصره، الإحتجاج و الأنصاربعد فوات الأوان. النقاط المذكورة في المجلد العاشر، تتعلق بميراث النبوي وقضية فدك و خطبه الزهراء و مطالبات علی علیهما السّلام، أموال بنی النضیر بین علی علیه السّلام و العباس فی عهد عمر و أحداث و توقعات و ماجري من ذلك كله من حجة الوداع إلی غصب فدک. في الباب الثالث يبحث عن سیاسات أفرزتها السقیفه و عدم الحاجه بمصحف علی علیه السّلام و يصف إستشهاد الزهراء علیها السّلام بتفصيل و يذكر خارج أجواء السیاسه. تتمة قسم الثاني من هذه المجموعة تكون في المجلد الحادي عشر و هي تغسیل الزهراء علیها السّلام و الصلاه علیها، محاولة اغتیال علی علیه السّلام و ما جری فی بانقیا. الباب الرابع يحتوي علي ثمانية فصول و يتكون من حوادث عديدة حول حروب و سیاسات فی عهد أبی بکر و من جملتها: حروب الرده، قتل مالک، تولی المناصب مشارکه لا معونه و أبو بکر فی القضاء و الأحکام و غير ذلك. قضاء و احكام و فتاوى الامام علیه السّلام هي مباحث يدور المجلد الثاني عشر حولها. هذه المبحاحث يتكون من عشرة فصول بما يلي: علی علیه السّلام یظهر علم الحسنین علیهما السّلام؛ فأدلی بها إلی ابن الخطاب؛ قضاء و أحکام؛ فی الزواج و الطلاق و الرجل و المرأة؛ فتاوی و أحکام؛ قضاء علی علیه السّلام حتی علی عمر؛ علی علیه السّلام و اتهام الأبریاء فی أعراضهم؛ أحکام علی علیه السّلام فی الزنا و النسب و… . يحتوي المجلد الثالث عشر على البابين السادس والسابع، يتناول الباب السادس الحروب والفتوحات في عهد عمر، و الباب السابع في سياسته. يشتمل المجلد الرابع عشر من الكتاب على بابين عن الإحداث و الشورى، وكلاهما شاملة علي أحد عشرة فصلا. المجلد الخامس عشر يشتمل الباب العاشر حول الشورى في ثمانية فصول و يحتوي علي أحداث و نصوص من الشوری العمریة و خطته و يشير الى قبل أن تبدأ الشوری و لمحات من داخل الشوری و بعد ذلك بحث عن کلام علی علیه السّلام مسک الختام و مناشداته لأهل الشوری و غير ذلك. و المجلد السادس عشر يتكون علي بابين، والذي يبحث عن عثمان وعلي (ع) وفضائل وسياسات الامام (ع) و عينات من سياسات عثمان. يتضمن باب الحادي عشر هذه المباحث: فضائل تؤکد الإمامه، حلال المشاکل فی العقائد، و الفقه، و القضاء، صید الحرم و اصرار و تراجع، الفقه فی خدمه السیاسة و… في خمسة فصول والباب الثالث عشر يدور حول سياسات عثمان و غير ذلك الذي يتشكل من أربعة فصول. اضطهاد أبي ذر و علي في حصار عثمان هما موضوعان يذكر المؤلف في المجلد السابع عشر الذي يوجد في ذيل البابين. محتويات هذا المجلد تكون بما يلي: محاوله نفی عمار، ابن مسعود و ابن حنبل، أبو ذر إلی الشام و أسباب و ممهدات، أبو ذر إلی المدینه و نصوص و آثار، علی علیه السلام فی وداع أبی ذر، مما جری فی الحصار و… . يستمر أحداث جرت فی الحصار، في المجلد الثامن عشر و هو يحتوي علي ستتة فصل في باب الخامس عشر و يبحث عن إعتماد عثمان علی معاویه، وساطات مع الوفد المصری و شكاية عثمان عليا علیه السّلام و یستنجد به و إیضاحات لمواقف علی علیه السّلام. في الباب السادس عشر عناوين متعددة و من جملتها: للدعایه و الإعلان، یتهمون علیا علیه السّلام، عثمان یتهم علیا علیه السّلام، التزویر للدعایه، خلط الحقائق بالأباطیل و غير ذلك. في المجلد التاسع عشر يشير المؤلف يتم القسم الأول بأحداث حول علی علیه السّلام و قتل و دفن عثمان. ما بقي من مباحث هذه المجموعة يكون في القسم الثالث و هو خلافة علی علیه السّلام مشتمل علي ثلاثة ابواب. البابين الولين في هذه المجلد يدور حول مطالب متنوعة و من جملتها: بعد قتل عثمان و قبل البیعه، امتناع علی علیه السّلام، البیعة و تاریخها، البیعه بروایه ابن أعثم، و ذكر تفاصيل البيعة. و في الأخير يبحث عن وقفات لا بد منها. الجزء الأخير و هو المجلد العشرون يحتوي علي باب و ستة فصول الذي يشتمل علي خطبة البيعة و بيانات ضرورية الامام عنده و في الختام يحبث عن مطامع طلحة و الزبیر و المغیره فی أمر العمال وغير ذلك و هكذا يحتوي علي المراجع والفهاريس و المصادر. |
مقدمة المؤلف:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، ولا سيما علي أمير المؤمنين والأئمة من أبنائه الميامين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين، إلى قيام يوم الدين..
وبعد… فقد وفق الله تعالى في أوئل شهر حزيران سنة 2007م.. للشروع في تسجيل بعض اللمحات من حياة أمير المؤمنين وسيد الوصيين، علي بن أبي طالب “عليهالسلام”.. نسأل الله أن يجعل هذا الجهد خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به مؤلفه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وأن يهدي بسيرة الوصي والولي من شاء من عباده، إنه ولي قدير..
هذا وقد ارتأينا أن يكون تقديمنا لهذا الكتاب هو لفت نظر القارئ الكريم إلى بعض الأمور التي سيلاحظها بنفسه في هذا الكتاب، وهي التالية:
1 ـ إن هذا الكتاب غير قادر على عرض كل الدقائق، وتفاصيل الحقائق عن حياة أمير المؤمنين علي “عليهالسلام”، وإنما هو نقطة من بحر سيرته “عليهالسلام”، ولمعة ضوء من باهر دلالاتها، ورشحة من روائع مراميها وغاياتها.. وباقة ريانة من أزاهير ملامحها وإشاراتها..
2 ـ إن لحياته “عليهالسلام” في عهد رسول الله “صلىاللهعليهوآلهوسلم” طابعاً ينسجم مع موقعه من رسول الله، ومع المهمات التي لا بد له أن يضطلع بها، وكذلك مع طبيعة تعامله مع مقام النبوة الأقدس.
أما في عهد: أبي بكر، وعمر، وعثمان، فقد اختلف الحال.. وأصبح له “عليهالسلام” موقع في سياسة الأمور، وفي مواجهة التعديات وحفظ المنجزات، والعمل لحفظ خط الحق وأهله في موازاة، ومواجهة سياسات الترويج للباطل.. فلا بد من رصد حركته “عليهالسلام” في خضم الأحداث المتلاحقة بعناية ودقة.. واقتناص الموقف ولملمة شراذمه، وبلورة معالمه..
ثم جاءت خلافته “عليهالسلام” لتقدم النموذج الصحيح والصريح للحكومة الإلهية على الأرض.. فالتعاطي مع هذه الحالات المختلفة لا بد أن يختلف ويتفاوت، وفق توفر النصوص، وتنوع الخصوصيات في كل منها. وهذا ما ظهر في هذا الكتاب.. فليلاحظ ذلك.
3 ـ قد اعتمدنا كثيراً في القسم الذي يرتبط بحياته وسيرته “عليهالسلام” في عهد رسول الله “صلىاللهعليهوآلهوسلم” على النصوص التي أوردناها مع مصادرها في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم “صلىاللهعليهوآلهوسلم”..
أما ما علقناه على تلك النصوص، أو أوردناه من مناقشات، فمعظمه قد أعدنا تدوينه، أو أضفناه وألحقناه لاقتضاء المقام ذلك.
4 ـ قد اعتمدنا في أكثر الموارد طريقة إيراد النص، ثم ألحقناه بفقرات لها عناوين خاصة بها.. وقد تضمنت تلك الفقرات معالجات، أو انتقادات، أو تحليلات لما جاء في ذلك النص..
5 ـ سيجد قارئ هذا الكتاب الكثير من الموارد التي يصح أن تعتبر بمثابة إعادة نظر، أو تصحيح أو توضيح، أو توسعة لما ذكرناه في سائر مؤلفاتنا..
6 ـ إن عدداً من المصادر التي أخذنا منها النصوص قد اختلفت طبعاته، وتعددت، ولم نتمكن من الإعتماد على طبعة واحدة، بسبب الظروف التي واجهناها، ولا سيما بعد تدمير منازلنا ومكتبتنا التي في بيروت، والجزء الأهم، والأثمن من مكتبتنا التي في بلدتنا عيثا الجبل ـ عيثا الزط سابقاً ـ مع ملاحظة: أننا كنا نرغب بالإسراع في إنجاز هذا الكتاب، بعد أن لاحظنا أن وضعنا الصحي ليس في صالح التسويف أو التباطؤ فيه، فكنا ننجز في كل شهر أو أقل، أو أزيد بأيام قليلة جزءاً من هذا الكتاب، رغم كثرة الصوارف، ووفرة المعيقات والموانع في كثير من الأحيان..
7 ـ إننا لم نلتزم بحرفية النص في خصوص الصلاة البتراء التي تستبعد آل النبي عنها، بل التزمنا بصيغة واحدة وهي الصلاة الصحيحة، والتامة في جميع الموارد، وهي عبارة “صلىاللهعليهوآلهوسلم”..
والتزمنا أيضاً بكلمة “عليهالسلام” بالنسبة للإمام علي وسائر الأئمة.. فليلاحظ ذلك.
8 ـ إن هذا الكتاب لم يكتب مسودة، ثم تم تبييضها، بل كتب مسودة، ثم طبع وصحح مرة واحدة.. فإن ظهرت فيه بعض الأخطاء، أو لوحظ أي خلل أو قصور في بعض عباراته، فهو بسبب ذلك غالباً، فإن الكتاب الذي لا يحظى بعناية كافية لا يسلم ـ عادة ـ من خلل كهذا..
9 ـ لا بد أن نعترف: بأن ثمة مباحث لم توف حقها من البيان، ولم تستوف نصوصها التي تحتاجها لاستكمال ملامحها أو لم نذكر لها من المصادر ما يناسب أهميتها.. لأن همنا كان مصروفاً إلى فتح الباب، وإراءة الطريق، ولم يكن بإمكاننا الأخذ بيد سالكيه إلى نهاياته، لأن ذلك قد يؤدي إلى استطرادات واسعة، قد يصعب معها تحقيق الغرض من التصدي لتأليف الكتاب، فليقبل القارئ الكريم عذرنا هذا، والعذر عند كرام الناس مقبول… .
10 ـ إن لنا الحق في أن نسجل هنا أمراً قد يفيد تسجيله في إثارة الرغبة لدى بعض أهل العلم بالتصدي لمعالجته، وهو أن ما يرتبط بحياة أمير المؤمنين ليس مجموعاً في كتاب تكفل بتبويبه وترتيبه، وتنسيقه وفق خطة بعينها، بل وجدناه متناثراً، ومنتشراً في كل كتاب، وفي كل فصل وباب، ولو جمعت سيرته “عليهالسلام”، ورتبت، وبوبت حسب الأصول، فلربما تكون معالجتها أوفى وأتم مما هي عليه الآن.
11 ـ قد يلاحظ القارئ الكريم على مصادر هذا الكتاب أنها خلطت المصدر بغير المصدر، وذكرت القديم والحديث، والآخذ، والمأخوذ منه. وقد يتخذ ذلك ذريعة للطعن في سلامة الطريقة، وأن ينسب الخلل إلى معايير البحث، ونحن نريد هنا أن نطمئن القارئ إلى أن هذا لم يغب عن بالنا، ولكننا قد تعمدنا ذلك لعدد من الأسباب التي لا مجال لشرحها الآن..
ومنها: التعريف بكتب علمائنا رضوان الله تعالى عليهم، والدلالة على تضمنها لهذه الحقائق..
ومنها: رفض الإلتزام بما يريد الآخرون أن يفرضوه علينا، من أن المعتبر هو كتبهم ومصادرهم ، وادعاء أنها هي الصحيحة دون سواها.
ومنها: تيسير الوصول إلى الكتب التي دونت النص لمن لا يملك مكتبة جامعة… .
12 ـ إنني أتمنى على القارئ الكريم أن يتحفني بملاحظاته، وإقتراحاته، وسيجدني إن شاء الله عند حسن ظنه، لأن المهم عندي هو إحقاق الحق، وإبطال الباطل، وليس لدي أي مصلحة في غير ذلك.
والشاهد على ذلك: أن الذي يلتزم جانب الحق، لن يكون مقبولاً عند أهل الباطل، وسيواجهونه بمختلف أنواع الكيد، والمكر، والتجني..
وهذا هو ما واجهناه، ولا زلنا نـواجهه على مـر الدهور وكـر العصور..
13 ـ قد يشعر البعض في بعض الأحيان ـ وإن كانت قليلة ـ: أن ما نأخذه على البعض قد نقع فيه، فمثلاً قد نقول: إننا نشك في نص بعينه، لوجود نصوص أخرى تخالفه.. مع أن ذلك قد يحدث لنا أيضاً.
ونقول:
إن غيرنا يدعي: أن ما يقوله هو الصحيح، لأنه ورد في كتب الصحاح عنده.. وما عداه مكذوب، فنحن نلزمه بقوله. ونقول له:
إن هذا النص موجود في كتبك، فإن كان مكذوباً، فالكذب قد صدر من علمائك الذين تنسب إلىهم الديانة، وتصفهم بالوثاقة، فكيف تحكم؟!
أما نحن، فنقول:
كل رواية وردت في مؤلفات علمائنا تحتمل الصدق والكذب، لا لأن علماءنا قد كذبوها.. بل لأن علماءنا قالوا: نحن ننقل لكم ما نقل إلينا، وكله يحتاج إلى بحث وتمحيص منا ومنكم. فنحن وأنتم فيه شرع سواء..
وربما يكون المقصود هو بيان تناقض نصوص صححاهم نفسها، ليتبين لهم عدم صحة هذا الإدعاء، لكي يتنازلوا عن العرش الذي وضعوها فيه.
أما نحن، فإننا لم ندعِ صحة جميع ما في كتبنا، ليطلب منا التخلي عن هذه النظرة، التي من شأنها أن توقعنا في كثير من المشكلات.
14 ـ وأخيراً.. نسأل الله سبحانه أن يلهمنا قول الحق، ويرزقنا نصرته، وتقويته، والإلتزام به، وأن يزهق الباطل، ويفضح أهله، ويرد كيدهم إلى نحورهم، ويحفظ أولياءه منهم، ويقوي عزائمهم، ويشد على أيديهم، إنه ولي قدير..
وقد حرر هذا التقديم بعد أشهر من الشروع في هذا الكتاب، وذلك
حين قرر الإخوة المهتمون بطباعة الكتاب، أن يشرعوا في طباعة القسم الأول منه.. يبدأ من أحداث ولادة علي “عليهالسلام”، وينتهي أول خلافة علي أمير المؤمنين “عليهالسلام” في سنة 35 للهجرة.
وكنا قد بدأنا في تدوين هذا الكتاب في أوائل شهر حزيران سنة 2007 للميلاد، وانتهينا إلى أول خلافة علي “عليهالسلام” في أواخر شهر حزيران سنة 2008 للميلاد. رغم أننا قد توقفنا عن الكتابة خلال هذه الفترة نحو شهرين، بسبب سفرنا إلى إيران والعراق لزيارة العتبات المقدسة.
والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله الطاهرين.
عيثا الجبل (عيثا الزط سابقاً)
26/6/سنة 1429 هـ.ق الموافق 30/6/2008م.
جعفر مرتضى الحسيني العاملي
السيد جعفر مرتضى الحسيني العاملي ابن المرحوم العلامة السيد مصطفى مرتضى، ولد في 25/2/1364 هـ. الموافق لـ 6/1/1945 م. في بلدة جنوبية تدعى دير قانون رأس العين، التي كان قد سكنها والده عدة سنوات، ثم عاد برفقتهما إلى بلدته عيثا الزط التي غير اسمها لاحقاً ليصبح عيثا الجبل، قضاء بنت جبيل، واستقر فيها.
بدأ بتحصيل العلوم الدينية منذ صغره على يد والده، ثم توجه إلى النجف الأشرف لمتابعة تحصيله العلمي وذلك سنة 1382هـ. الموافق 1962م. وقد درس المقدمات وأكثر السطوح، ثم في سنة 1388 هـ. قرر الانتقال إلى الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة وذلك نزولاً عند رغبة والده رحمه الله، وموافقة للاستخارة.
وللسيد كتابات تخصصية في مجال التاريخ وكانت مميزة من حيث التحقيق والتنقيب حيث شمر عن ساعد الحد في مجال البحث والقصي بهدف حفظ الإرث المحمدي العلوي وتنقيته من الشوائب.
بدأ قول الشعر في صغره، فقال له والده: ” أريدك عالماً ولا أريدك شاعراً ” ثم ضرب له مثلاً كبار العلماء، حيث غلب عليه الشعر ونسيت خصوصيته العلمية.
أسس في مدينة قم المقدسة بعض المدارس الدينية. بالإضافة إلى نشاطات متنوعة أخرى..
شارك في العديد من المؤتمرات3 العلمية في إيران وغيرها وأسهم في تأسيس ما يسمى بالمدرسة العربية التابعة للحوزة العلمية في قم المقدسة.
حاز كتابه المعروف بـ ” الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)” على جائزة الكتاب الأول في الجمهورية الإسلامية عـام 992م. وهو من أهم الكتب في بابه. عاد إلى جبل عامل أواخر سنة 1993 م.
أسس مدرسة دينية في لبنان “باسم حوزة الإمام علي بن أبي طالب(ع)” وأنشأ المركز الإسلامي للدراسات. وهو يقوم بتدريس الدروس الحوزوية العليا في بيروت. ويتابع الدروس الأسبوعية في تفسير القرآن الكريم والثقافة الإسلامية والدينية.
[/box]
عنوان: الصحيح من سيرة الإمام علي (عليهالسلام)؛ المرتضى من سيرة المرتضى.
اسم المؤلف: جعفر مرتضى الحسيني العاملي.
الموضوع: سيرة المعصومين (ع).
تاريخ النشر: 1430.
النشر: لمركز الاسلامي للدراسات.
نوع النشر: الكترونيا.
***
روابط قراءة وتحميل الموسوعة:
موقع السيد مرتضى العاملي “ره”: http://www.mezan.net/sayed_ameli/sahih-imam-ali.html
مكتبة مدرسة الفقاهة: https://lib.eshia.ir/70832/1/3
مركز الأبحاث العقائدية: http://www.aqaed.com/book/558/
موقع الحسنين عليهما السلام مؤسسة الإمام حسين عليه السلام:http://alhassanain.org/arabic/?com=book&id=522