الاجتهاد: في هذه الظروف الطارئة يدعو المجمع الفقهي العراقي المواطنين كافة إلى الالتزام بتوجيهات الجهات المختصة فيما يتعلق بمواجهة هذا المرض، والامتناع عن نشر الشائعات والأراجيف، وعلى وسائل الإعلام زيادة الوعي بالتعامل مع هذا المرض من غير تهويل./ يحرم على من أصيب بهذا المرض أو يشتبه بإصابته به التواجد في الأماكن العامة، ومنها حضور صلاة الجمعة والجماعة، وعليه أن يصلي في بيته أو المكان المخصص له، حتى تزول علته؛ ويشفي من مرضه.
أفتى المجمع الفقهي العراقي اليوم الخميس، 27 شباط، 2020، بشأن أداء العبادات مع انتشار فيروس كورونا، وعلى مرحلتين.
وتكون المرحلة الأولى التي أفتى فيها المجمع في بيان له، “للخوف من انتشار المرض” فتكون الفتوى كالآتي:
-سقوط وجوب الجمعة مع الحرص على إقامتها وقصر خطبتها.
-الرخصة في عدم حضور صلاة الجماعة في المسجد، لاسيما لكبار السن والصغار وضعيفي المناعة.
-يصلي المكلف المعذور الأوقات وظهر يوم الجمعة في بيته.
-يحرم على من أصيب بهذا المرض أو يشتبه بإصابته به التواجد في الأماكن العامة ،وحضور صلاة الجمعة والجماعة.
-عدم تعطيل شعيرة الاذان فيرفع في وقته، ويؤدي صلاة الجماعة من يتواجد في المسجد ومن يجد في نفسه القوة والقدرة على الحضور.
-قرار حظر التجوال لايشمل الدوائر الخدمية والصحية والامنية والافران والاسواق لحاجة الناس إليها، ولاحرج في الصلاة مع وضع كمامة على الأنف والفم.
وطالب المجمع الفقهي الجهات المعنية إيقاف السياحة العامة والدينية في هذه المرحلة.
وأفتى المجمع الفقهي العراقي بالمرحلة الثانية في حالة بلوغ المرض مرحلة الوباء بالاتي :
-يجب الالتزام بتوجيهات الجهات المختصة، وتعطيل كل اجتماع ولو لعبادة جماعية أو غيرها.
-ودعى المجمع الفقهي المواطنين كافة إلى الالتزام بتوجيهات الجهات المختصة فيما يتعلق بمواجهة هذا المرض، والامتناع عن نشر الشائعات والأراجيف.
-ودعى أيضا وسائل الإعلام إلى زيادة الوعي بالتعامل مع هذا المرض من غير تهويل.
وجدد المجمع الفقهي دعوته إلى أصحاب الصيدليات ومذاخر الأدوية والأسواق التجارية إلى “عدم استغلال الظرف ورفع أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية”.
نص بيان المجمع الفقهي العراقي
فتوى بشأن أداء العبادات الجماعية مع انتشار فايروس كورونا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فيقول الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (التغابن: 16)، ويقول سبحانه: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (الحج: 78).
وقد اتفق الفقهاء على أن من الأعذار المسقطة لوجوب صلاة الجمعة وحضور الجماعة المرض الذي يمنع صاحبه من الحضور إلى المسجد، وتفشي وباء أو خوف تفشيه فإذا حصل ذلك في بلد أو محافظة أو مدينة وتم تعطيل المدارس والمعاهد والجامعات أو حصل حظر التجوال خوفا من تفشي الوباء كفايروس الكورونا، ففي مثل هذه الحالات يؤخذ بالرخصة في أداء العبادات لأبناء تلك المحافظات أو المدن، وهي على مرحلتين:
الأولى: الخوف من انتشار المرض.
. سقوط وجوب الجمعة، مع الحرص على إقامتها وقصر خطبتها.
. الرخصة في عدم حضور صلاة الجماعة في المسجد، ولاسيما لكبار السن والصغار وضعيفي المناعة.
. ويصلي المكلف المعذور الأوقات وظهر يوم الجمعة في بيته.
. يحرم على من أصيب بهذا المرض أو يشتبه بإصابته به التواجد في الأماكن العامة، ومنها حضور صلاة الجمعة والجماعة، وعليه أن يصلي في بيته أو المكان المخصص له، حتى تزول علته؛ ويشفي من مرضه؛ لقول النبي : (لا يُورِدَنَّ مُمرِضٌ عَلَى مُصِحّ) متفق عليه، ولأن الناس يتأذون ويتضررون بحضوره، وقد اتفق الفقهاء على أن من الأعذار التي تبيح للفرد التخلف عن صلاة الجمعة أو الجماعة في المسجد كل مرض يمنع صاحبه من التمكن من حضورها أو يتسبب بتنفير الأخرين وإيذائهم منه، كالأمراض المعدية أو الأمراض المنفرة، من باب قياس الأولى على أكل الثوم ونحوه، بجامع الأذى، لقوله : (مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا- أو: فَلْيَعْتَزِلْ مسجدنا- وَلْيَقْعُدْ في بيته) أخرجه البخاري، فصاحب الوباء أولى بالاعتزال من آكل الثوم.
عدم تعطيل شعيرة الأذان فيرفع في وقته، ويؤدي صلاة الجماعة من يتواجد في المسجد، ومن يجد في نفسه القوة والقدرة على الحضور.
قرار حظر التجوال عند صدوره لا يشمل عادة الدوائر الخدمية والصحية والأمنية، والمفارز الميدانية، والأفران وأسواق المواد الغذائية لحاجة الناس اليها، وكذلك تنقل الأفراد الأصحاء بين الأحياء السكنية المتجاورة، ويمكن لهؤلاء الأفراد أداء صلاة الجمعة والجماعة في المسجد، ولا حرج في الصلاة مع وضع كمامة على الأنف والفم.
على الجهات المعنية إيقاف السياحة العامة والدينية، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال عن الوباء : (إذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأرْضٍ، فلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وإذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ) متفق عليه.
الثانية: بلوغ المرض مرحلة الوباء لا قدر الله
في هذه الحالة يجب الالتزام بتوجيهات الجهات المختصة، وبناء عليها يتم تعطيل كلّ اجتماع ولو لعبادة جماعية أو غيرها؛ لدفع أعظم المفسدتين بارتكاب أدناهما.
وفي هذه الظروف الطارئة يدعو المجمع الفقهي العراقي المواطنين كافة إلى الالتزام بتوجيهات الجهات المختصة فيما يتعلق بمواجهة هذا المرض، والامتناع عن نشر الشائعات والأراجيف، وعلى وسائل الإعلام زيادة الوعي بالتعامل مع هذا المرض من غير تهويل.
كما ندعو أصحاب الصيدليات ومذاخر الأدوية والأسواق التجارية إلى عدم استغلال الظرف ورفع أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية فالتعاون على الخير مطلوب شرعا.
وقبل كل شيء ندعو الناس إلى الإنابة والتوبة النصوح وإصلاح حالنا مع الله تعالى، وأن نحسن الظن به تعالى فلِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ، وأنه «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ من دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دواء، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ.
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلدنا وسائر البلدان من هذا الوباء ومن سَيّئ الأسقام، وأن يكتب السلامة لجميع العباد، ونعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
لجنة الفتوى
في المجمع الفقهي العراقي.
وأعلنت وزارة الصحة والبيئة اليوم الخميس 27-2-2020، عن تسجيل حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في العاصمة بغداد لشاب عائد من ايران.
وقررت السلطات العراقية الأربعاء، تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس وإغلاق مراكز التجمع العامة لمدة 10 أيام، ومنع سفر المواطنين إلى 9 دول: الصين، إيران، اليابان، كوريا الجنوبية، تايلند، سنغافورة، ايطاليا، الكويت، والبحرين، باستثناء الوفود الرسمية والأجنبية والهيئات الدبلوماسية.
وتأتي هذه الإجراءات بعد تسجيل 5 إصابات مؤكدة بفيروس كورونا يومي الإثنين والثلاثاء، إحداها في النجف (جنوب) لطالب إيراني جرى ترحيله، و4 أفراد من عائلة في كركوك (شمال) قدمت مؤخرا من إيران.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.