الاجتهاد: ينقل سماحة الشيخ هادي النجفي الأصفهاني دامت بركاته قول أستاذه المحقق المرجع الكبير الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله في شأن المحقق النائيني “قدس سره”:
إن المحقق النائيني “قدس سره” مفكر كبير، ويُعد من أركان باب المكاسب والمعاملات ومن جملة الفقهاء الذين يعتبرون من أصحاب النظر في هذا الباب، وباعتقادي أنه لا يوجد فقيه غير محتاج إلى مراجعة آرائه ونظرياته، بل لو كان هناك شخص يعرض أو يغفل عن كلماته فإني لا أعده فقيهاً حقيقياً ومجتهداً واقعياً ولا يكون فقيهاً بما للكلمة من معنى.
ويكفي في عظمة شأنه ومنزلته أن المحقق الخراساني “قدس سره” أوكل إليه إجابة الاستفتاءات الواردة عليه مع أنه ليس من تلامذته.
وأضاف الأستاذ المحقق دام ظله وقد سمعت من آية الله السيد محمد هادي الميلاني والذي يُعد من أفاضل تلامذة المحقق النائيني “قدس سره” ويعتقد بأن مرتبة ومقام آية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني “ره” أعلى من أستاذه المحقق الخراساني:
أن أهالي النجف حينما طلبوا من المحقق الأصفهاني كتابة رسالة عملية اعتذر منهم بأنه مشغول بكتابة حاشية المكاسب وليست لديه فرصة لتهيئة الرسالة العملية وأحالهم إلى المحقق النائيني ليقلدوه، ومعنى هذا أن المحقق الأصفهاني كان يعتقد بأن المحقق النائيني أفضل منه.
وفي ختام كلام الأستاذ المحقق دام ظله عبر عن شكواه قائلاً: وقد ابتعدنا في زماننا عن طريقة السلف الصالح والأعاظم، لأن المرجعية أصبحت لعبة في يد بعض المدعين، فرحم الله الماضين من مشايخنا الذين هم قدوة لنا في العلم والعمل، ولابد أن نتعلم منهم الصلاح والصدق وأن نقتدي في هذه الأيام الصعبة التي تمر بالحوزات العلمية بتلك الأمثلة.
المصدر: درس خارج الفقه بتاريخ ١٩ / ٧ / ١٤٠١ هـ ش (باللغة الفارسية).