الاجتهاد: صدر عن منشورات مكتبة نصيحة الضال كتاب التلويحات الغروية في بعض المسائل الأصولية للفقيه السيد جعفر ابن السيد مهدي القزويني الحسيني الحلي(قدس سره)(1253-1298)هـ،
نسخها العلامة آية الله الشيخ محمد رضا الغراوي (1303-1385)هـ، من تحقيق المحقق الشيخ رافد الغراوي، ضم الكتاب (120صفحة) بمقدمة للمحقق وترجمة المؤلف وسطور في الناسخ ومنهج التحقيق.
وكتاب التلويحات الغروية الذي يحتوي على مقدمة واحد عشر مطلباً منها مطلب في بعض مباحث الألفاظ، وفي الأوامر والنواهي وفي المنطوق والمفهوم وفي العموم والخصوص وفي المطلق والمقيد والمجل والمبين وفي الاجماع وفي الكتاب وفي السنة وفي العقل وفي النسخ وفي الاجتهاد والتقليد وخاتمة في التعارض والتعادل والترجيح كذلك ضم ملحقاً بصور المخطوط.
هذا وقدم المحقق شكره وتقديره الى سماحة الشيخ الدكتور عباس كاشف الغطاء امين عام مؤسسة كاشف الغطاء العامة، والى الشيخ احمد كاشف الغطاء نائب الامين العام للمؤسسة، وذلك لجهودهمها في اتمام هذا الكتاب.
جعفر بن محمد مهدي بن الحسن القزويني (1253- 1298 ه)
جعفر بن محمد مهدي بن الحسن بن أحمد بن محمد الحسيني، القزويني الأصل، الحلّي، كان فقيها إماميا مجتهدا، أديبا، شاعرا، غزير العلم، من المشاهير.
ولد سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف (1253هـ) بالنجف، وقيل بالحلة(وكان والده قد انتقل إليها في السنة المذكورة)،ونشأ على والده العلّامة الشهير محمد مهدي «1»، وأتقن مقدمات العلوم، وقصد الحوزة العلمية في النجف الأشرف، فحضر في الفقه على خالية: مهدي وجعفر ابني علي بن جعفر كاشف الغطاء، و في الأصول على: مرتضى ابن محمد أمين الأنصاري، ومحمد الإيرواني.
ولازم بحوث أساتذته المذكورين وغيرهم مدّة طويلة، ومهر في الفقه والأصول، وتضلّع في اللغة والآداب، وألمّ بالحكمة والتأريخ، وعاد إلى الحلة، فواصل دراسته على والده إلى أن أجازه إجازة اجتهاد، وتصدى للمهمات الاجتماعية وحظي بثقة أبيه، وناب عنه في الصلاة، وفي حسم الدعاوي، وغير ذلك، ورعى الأدباء والشعراء ووصلهم، وعلت منزلته عند الحكام، وطار ذكره، وبلغ من الجاه مبلغا عظيما.
وألّف مختصرا في أصول الفقه سمّاه التلويحات الغروية، ومختصرا في المنطق سمّاه الإشراقات، وله شعر ونثر ومطارحات ومراسلات كثيرة.
توفّي في- أوّل المحرم سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف بالحلّة، وشيّع في موكب حافل إلى النجف، ورثي بشعر كثير جمعه شاعر أهل البيت السيد حيدر الحلي الشهير في كتاب أسماه الأحزان في خير إنسان.
ومن شعر المترجم قوله من قصيدة في رثاء الحسين السبط الشهيد عليه السّلام.
لو يحمد الدمع على غير بني أحمد منه الدمع حزنا مارقا
الباذلين في الإله أنفسا لأجلها ما في الوجود خلقا
إذا ذكرت كرب يوم كربلا تكاد نفسي حزنا أن تزهقا
______
(1) المتوفّى (1300 ه)
(المصدر : موسوعة طبقات الفقهاء / المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني / الجزء والصفحة : ج13/ ص163.)